صحيفة إيرانية تتهم أمريكا واللوبي الصهيوني بمحاولة “هندسة مستقبل العراق”
حذرت صحيفة "جمهوري إسلامي" الإيرانية أن التحركات التدخلية الأخيرة للولايات المتحدة في العراق تهدف إلى التأثير على الانتخابات البرلمانية المقبلة.

ميدل ايست نيوز: حذرت صحيفة “جمهوري إسلامي” الإيرانية أن التحركات التدخلية الأخيرة للولايات المتحدة في العراق تهدف إلى التأثير على الانتخابات البرلمانية المقبلة المقرر إجراؤها في 11 نوفمبر الجاري.
وفي افتتاحيتها الصادرة اليوم تحت عنوان “العراق على أعتاب تحولات جديدة”، وجهت صحيفة “جمهوري إسلامي” المحافظة انتقادات حادة لما وصفته بـ”مخطط الولايات المتحدة واللوبي الصهيوني لهندسة مستقبل العراق”، مشيرة إلى أن التحركات الأخيرة لواشنطن في بغداد وأربيل تُظهر أن الولايات المتحدة تسعى، قبيل الانتخابات البرلمانية العراقية، إلى ممارسة نفوذ مباشر على البنية السياسية للبلاد.
وجاء في الافتتاحية: “الأحداث التي شهدها العراق خلال الأسابيع الأخيرة تعكس بوضوح تطورات متسارعة تم التخطيط لها من قبل الولايات المتحدة واللوبي الصهيوني، بهدف وضع هذا البلد في المستقبل القريب على المسار الذي يريده الأجانب.”
واستناداً إلى تصريحات عبدالستار محمد الدليمي، عضو تحالف”عزم”، لموقع “المعلومة” الإخباري، كتبت الصحيفة: “أبلغ مارك سافایا، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى العراق، كبار المسؤولين السياسيين في العراق بأن الحكومة العراقية المقبلة يجب ألا تتدخل في تعيين كبار المسؤولين والوزراء في سبع وزارات سيادية… وأن اختيار رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، ورئيس البرلمان، ووزراء الداخلية والدفاع والمالية والنفط، إضافة إلى محافظ البنك المركزي، يجب أن يتم وفق التوجه الأمريكي.”
وبحسب كاتب الافتتاحية، فإن هذه التصريحات تمثل جزءاً من خطة ترامب للهيمنة الكاملة على القرارات الصادرة من بغداد.
وتضيف الصحيفة: “إن التدخل في شؤون دولة مستقلة بهذا القدر من الوقاحة أمر بالغ الغرابة في عالم اليوم، لكنه ليس مستغرباً من الولايات المتحدة، وخاصة من أمريكا في عهد ترامب.”
وأشارت الافتتاحية إلى الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على غزة والدعم العلني الذي قدمه ترامب لتلك الهجمات، معتبرة أن تصرفات الإدارة الأمريكية تجسد “روح الهيمنة والسيطرة”، وجاء فيها: “ترامب هو ذلك الشخص الذي يزعم امتلاكه الحق في السيطرة على كندا وبنما وغزة والعديد من مناطق العالم، ويعتبر نفسه مالكاً وحاكماً للعالم بأسره.”
ويرى كاتب المقال أن إرسال القوافل العسكرية إلى بغداد وأربيل، وتعزيز القوات الأمريكية في قاعدة عين الأسد، إلى جانب التحركات الأخيرة لتنظيم داعش في العراق، جميعها تشكل أدوات ضغط تمارسها واشنطن لـ”إجبار الحكومة العراقية على الرضوخ لمطالبها المخزية”.
وأضافت الصحيفة: “إن التحركات الأخيرة لعناصر داعش الإرهابية في العراق يجب أيضاً أن تُعد من ضمن حيل ترامب لإرهاب المسؤولين العراقيين والقوى الوطنية والنشطاء السياسيين في البلاد.”
وبحسب ما ورد في المقال، فإن الهدف الأساسي من هذه التدخلات هو التأثير في انتخابات 11 نوفمبر في العراق، وهي الانتخابات التي تعمل الولايات المتحدة منذ فترة طويلة على التأثير في نتائجها، سعياً منها إلى “منع فوز الأحزاب الشيعية وإحداث انقسامات بين الكتل السياسية”. وأضافت الصحيفة: “الهدف النهائي من هذه التحركات هو إضعاف سيادة الشعب العراقي، حتى تتمكن أمريكا من تحقيق أطماعها غير المشروعة، ولا يُستبعد أن تلجأ إلى التدخل العسكري لتحقيق ذلك.”
واختتمت جمهوري إسلامي بتوجيه تحذير إلى الحكومة والشعب العراقيين، قائلة: “إن الشعب العراقي، الذي يمتلك تجارب مريرة من احتلال بلاده على يد الولايات المتحدة، وقبلها بريطانيا، يتمتع اليوم بقدرات كبيرة لمواجهة مؤامرات أعدائه. إن الوحدة الوطنية والصمود في وجه الأطماع التدخلية الأمريكية والصهيونية هما السبيل الأمثل لمجابهة هذه التهديدات.”
من جانب آخر، كتب نظام الدين موسوي، المتحدث السابق باسم هيئة رئاسة مجلس الشورى الإسلامي، على شبكة إكس: “أكد ممثل ترامب في العراق، في أول تصريح له، على ضرورة القضاء على قوات الحشد الشعبي. فلنحذر، فسقوط سوريا كان تمهيدًا لهجوم جوي على إيران، وسقوط العراق تمهيد لهجوم بري”.



