هل الملف الإيراني مقبل على تفجير جديد؟

يخيّم على المشهد الإقليمي غموض وترقب استراتيجيان، في ظل غياب الحسم واستمرار الضبابية في ملفات المنطقة كافة؛ من غزة ولبنان إلى اليمن وإيران.

ميدل ايست نيوز: يخيّم على المشهد الإقليمي غموض وترقب استراتيجيان، في ظل غياب الحسم واستمرار الضبابية في ملفات المنطقة كافة؛ من غزة ولبنان إلى اليمن وإيران. فيما يتعلق بالملف الإيراني فاستمرار الجمود في المسار الدبلوماسي بين واشنطن وطهران، مقروناً بتصريحات المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي، حول بقاء القلق إزاء البرنامج النووي الإيراني، يجعل هذا الملف مفتوحا على احتمال الانفجار مجدداً. وعلى الرغم من حرب يونيو/ الماضي والهجمات على منشآتها النووية، فإن برنامج إيران النووي لم يُدمَّر كما يزعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وحتى لم تتوقف أنشطتها بالكامل وتمتلك احتياطيات جيدة من اليورانيوم عالي التخصيب. والنتيجة التي أفرزها العدوان حتى الآن كانت إدخال الملف النووي في دوامة غموض خارج نطاق الرقابة الدولية.

زعم ترامب أخيراً أنه تلقّى تقريراً يفيد بأن إيران تسعى إلى تصنيع سلاح نووي، لكنه متباهيا بالضربات على منشآتها النووية قال إنها لا تملك القدرة على ذلك. غير أنّ مثل هذه التقارير، سواء مصدرها إسرائيلي أو أميركي، قد تتحول في أي لحظة إلى أساس لمقاربة جديدة لترامب. من جانبه، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأربعاء الماضي، رصد تحركات جديدة في مواقع نووية إيرانية، قائلاً في الوقت ذاته إن إيران لا تخصّب اليورانيوم بنشاط في المرحلة الراهنة. كما سبق له أن صرّح بأنّ القلق من احتمال امتلاك طهران سلاحاً نووياً لم يُرفع تماماً، مضيفاً في تهديد مبطن أن “اجتماع جميع الأطراف حول طاولة واحدة هو السبيل لتجنّب جولة جديدة من القصف والهجمات”. وردّ عليه وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قائلاً: “لست أدري إن كان قد عبّر عن قلق أم عن تهديد، لكن من يلوّح بهذه اللغة ينبغي أن يعلم أنّ تكرار تجربة فاشلة لن يفضي إلا إلى فشل جديد”.

وعلى الرغم من المكاسب التي حققتها إسرائيل في المنطقة خلال العامين الأخيرين، فإنها لم تحرز على الصعيد الاستراتيجي نصراً وحسماً؛ فالحرب من منظورها لم تنته بعد، والأمر لا يرتبط وحده بمستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بل بمصير إسرائيل ذاته، فهجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 غيّر جذرياً نظرتها إلى مفاهيم الأمن والتهديد والبقاء. من المستبعد أن تترك إسرائيل الأوضاع على هذا النحو غير المحسوم، ولا سيما أن مسار التطورات عالمياً على المدى الاستراتيجي ليس في مصلحتها، وأنّ مرحلة ما بعد ترامب، قد تقيّد حرية تحركها في المنطقة مستقبلاً. وعليه، فبعد الهدنة الهشّة في غزة، يتعزز خطر نشوب حرب جديدة ضد لبنان حالياً، وضد إيران بعدها؛ إذ إن تصاعد وتيرة الهجمات على حزب الله في لبنان لا يمكن اعتباره مجرد خروقات متكررة لاتفاق وقف النار، بل يبدو عملياً جزءاً من حرب جديدة قد بدأت بالفعل.

 

صابر غل عنبري

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة × 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى