كم ينفق الإيرانيون على استهلاك السعرات الحرارية؟

تشير إحصاءات التضخم الغذائي في إيران لشهر أكتوبر إلى أن نسبة نصيب سلة المواد الغذائية الأساسية من الحد الأدنى للأجور بلغت 68.9٪، مقارنة بـ 55.4٪ في أكتوبر من العام الماضي.

ميدل ايست نيوز: تشير إحصاءات التضخم الغذائي في إيران لشهر أكتوبر إلى أن نسبة نصيب سلة المواد الغذائية الأساسية من الحد الأدنى للأجور بلغت 68.9٪، مقارنة بـ 55.4٪ في أكتوبر من العام الماضي. بعبارة أخرى، أصبح على الأسر الإيرانية تخصيص 13.5% إضافية من دخلها لتأمين الحد الأدنى من المواد الغذائية الضرورية. وتعكس أحدث البيانات زيادة بنسبة 64.3٪ في أسعار المواد الغذائية والمشروبات مقارنة بالعام الماضي.

وقالت صحيفة دنياي اقتصاد، إن أعلى زيادة كانت في فئة الخبز والحبوب، التي سجلت معدل تضخم سنوي 98.1٪، مع تأثير كبير لارتفاع أسعار الأرز، ما أثار قلق الخبراء بشأن خطر الفقر الغذائي ونقص السعرات الحرارية.

ويُعد نقص السعرات الحرارية أحد التحديات الكبرى بسبب تأثيراته الطويلة الأمد على الصحة العامة وإنتاجية الأفراد، وقد انخفضت القدرة الشرائية للأسر الإيرانية بشدة خلال السنوات الأخيرة نتيجة العقوبات والتوترات السياسية وعدم استقرار الاقتصاد الكلي.

في البداية، أدت الضغوط الاقتصادية إلى استبعاد السلع الكمالية وغير الضرورية من سلة استهلاك الأسر، لكن الدراسات الحديثة تشير إلى وصول تأثير التضخم إلى أساسيات التغذية، حيث تقلّص استهلاك بعض المواد الغذائية الأساسية أو استبدلت بمنتجات أرخص.

كانت أولى المخاوف حول انخفاض استهلاك اللحوم، وحاول الإيرانيون تعويض هذا الانخفاض عبر زيادة استهلاك البقوليات، إلا أن أسعار البقوليات ارتفعت بشكل كبير مقارنة بالعام الماضي. وتشير البيانات الأخيرة إلى أن سعر الفاصولياء الحمراء ارتفع بنسبة 255٪ والعدس المقشور بنسبة 135٪، بينما شهدت بقية أنواع البقوليات زيادات ملحوظة أيضاً. وبلغ التضخم السنوي للفاصولياء الحمراء 122٪، والحمص 104٪، والعدس 72٪. وبالتالي، في ظل عدم قدرة الأسر الإيرانية على شراء اللحوم الحمراء والدواجن، أصبح الحصول على البقوليات محدوداً، ما يمثل تهديداً لنقص البروتين والمواد الغذائية الأساسية.

تأثر استهلاك الكربوهيدرات أيضاً، بما في ذلك الخبز والأرز. وأظهرت دراسة لمركز الدراسات التابع للبرلمان الإيراني انخفاض متوسط استهلاك السعرات الحرارية للفرد خلال العقد الأخير، حيث وصل في عام 2022 إلى الحد الأدنى الموصى به وهو 2100 سعرة حرارية، وانخفض في السنوات التالية إلى أقل من الحد الأدنى المطلوب.

كما تشير بيانات أكتوبر إلى تأثير ارتفاع أسعار الخبز والحبوب، حيث سجلت هذه الفئة أعلى معدل تضخم سنوي 98.1٪، وارتفعت الأسعار بنسبة 5.7٪ مقارنة بشهر سبتمبر. وقد كان السبب الرئيسي لارتفاع أسعار الخبز والحبوب هو زيادة أسعار الأرز، حيث ارتفع سعر الأرز الإيراني من الدرجة الأولى بنسبة 155.4٪ مقارنة بالعام الماضي، و6.4٪ مقارنة بشهر سبتمبر من العام الحالي، بينما شهد الأرز المستورد من الدرجة الأولى ارتفاعاً بنسبة 7.7٪ خلال شهر واحد.

ارتفاع تكلفة الإنتاج والجفاف

أحد العوامل الرئيسة لزيادة التضخم الغذائي، خصوصاً في فئة الفواكه والخضروات، هو ارتفاع تكاليف الإنتاج بما في ذلك زيادة أجور العمال وأسعار مستلزمات الزراعة مثل الأسمدة والمبيدات. وبلغ التضخم السنوي لفئة الفواكه والمكسرات حوالي 94٪، مع ارتفاع الأسعار بنسبة 7٪ مقارنة بشهر سبتمبر.

كما أدى انخفاض معدلات الأمطار إلى خفض المعروض من المنتجات الزراعية. وكان من المتوقع أن تنخفض أسعار المنتجات الزراعية مع بدء موسم الحصاد الصيفي، لكن بسبب قلة الأمطار لم يتحقق هذا الانخفاض. ومع انتهاء موسم الحصاد، شهدت بعض أنواع الفواكه ارتفاعاً أكبر في الأسعار.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

13 + 9 =

زر الذهاب إلى الأعلى