إيران تواجه أسوأ خريف منذ 57 عاماً بسبب تراجع كمية الأمطار وتقترب من «اليوم الصفري للمياه»

أعلن مسؤول في هيئة الأرصاد الجوية الإيرانية أن البيانات المسجلة تشير إلى أن إيران على وشك أن تعيش «أسوأ خريف خلال 57 عاماً» من حيث معدلات الهطول المطري.

ميدل ايست نيوز: أعلن رئيس المركز الوطني للمناخ وإدارة أزمة الجفاف في هيئة الأرصاد الجوية الإيرانية عن استمرار الجفاف الواسع في بلاده، مؤكداً أن البيانات المسجلة تشير إلى أن إيران على وشك أن تعيش «أسوأ خريف خلال 57 عاماً» من حيث معدلات الهطول المطري.

وأوضح أحد وظيفه،لوكالة تسنيم للأنباء، أن ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض كمية الأمطار ساهما في تفاقم موجة الجفاف في عموم إيران ومنطقة الشرق الأوسط.

وأضاف: «مطلع أكتوبر الماضي، أكدت في وزارة الجهاد الزراعي أنه لا ينبغي انتظار أمطار جيدة في فصل الخريف، وتشير البيانات إلى أننا سنواجه أسوأ خريف في دورة طويلة الأمد تمتد لـ57 عاماً في إيران والشرق الأوسط».

ووفقاً لوظيفه، فإن مراجعة أوضاع السدود ومجاري الأنهار تُظهر أن الموارد المائية تمر بمرحلة حرجة، وأن تأمين مياه الشرب في المدن الكبرى مثل طهران وتبريز ومشهد أصبح يواجه صعوبات جدية.

وحذر من أن نقص المياه سيؤثر بشكل خطير على الزراعة وتربية المواشي والأمن الغذائي في البلاد.

وفي ما يتعلق بتوقعات فصل الشتاء لعام 2025، قال وظيفه إنه رغم تحسن طفيف محتمل في معدلات الأمطار مقارنة بالخريف، إلا أن البلاد لن تشهد عاماً غزير الأمطار. وأضاف أن النصف الشرقي من إيران سيبقى معرضاً لاحتمال انخفاض الأمطار بنسبة تتراوح بين 30 و40 في المئة، بينما يُتوقع أن تكون معدلات الهطول في النصف الغربي والمناطق الشمالية والوسطى ضمن المعدل الطبيعي.

وأكد أن قلة الأمطار في الخريف لن تُعوض حتى نهاية الشتاء وبداية الربيع، وأن العام المائي المقبل سيكون أكثر جفافاً من المتوسط طويل الأمد.

أزمة مياه خانقة

وأشار رئيس المركز الوطني للمناخ إلى أنه لا يُتوقع هطول أمطار مؤثرة خلال الأسبوعين المقبلين، ما يرفع خطر الوصول إلى ما يُعرف بـ«اليوم الصفري للمياه» وزيادة معدلات الانخساف الأرضي.

و«اليوم الصفري للمياه» هو اليوم الذي تصل فيه موارد المياه في مدينة أو منطقة إلى مستوى لا يفي بالطلب، فيتم توزيع المياه بنظام الحصص وبقيود شديدة.

وأوضح وظيفه أن السبب وراء احتمال انخفاض الأمطار في الشتاء المقبل يعود إلى أن إيران تمر هذا العام بحالة وسطية بين «الحياد المناخي» ومرحلة «لانينيا الضعيفة».

ويُذكر أن «النينو» و«اللانينيا» هما ظاهرتان متعاقبتان في المحيط الهادئ؛ ففي حالة «النينو» ترتفع درجة حرارة المياه السطحية، مما يؤدي إلى زيادة الأمطار في مناطق عديدة منها الشرق الأوسط، بينما في «اللانينيا» تنخفض حرارة مياه المحيط، ما يتسبب عادة في تراجع معدلات الهطول وحدوث الجفاف.

وأضاف المسؤول الإيراني أن دول المنطقة، بما فيها تركيا، تواجه بدورها ضغوطاً شديدة جراء الجفاف.

وتشهد إيران في العام المائي 2024–2025 واحدة من أكثر الفترات جفافاً خلال العقود الخمسة الأخيرة، إذ انخفض متوسط الهطول المطري بنسبة 20 في المئة عن المعدل الطبيعي، فيما سجلت المحافظات الجنوبية، مثل سيستان وبلوشستان وهرمزغان وبوشهر، تراجعاً في الأمطار وصل إلى 90 في المئة.

كما انخفض منسوب المياه في السدود الإيرانية بنحو 15 في المئة، فيما تقل نسبة امتلاء أكثر من 60 في المئة من السدود الرئيسية عن نصف طاقتها الاستيعابية.

وقد أدى الجفاف المستمر إلى اقتراب جفاف بحيرات ومسطحات مائية كبيرة مثل أرومية، وبختكان، وكاوخوني، وهامون من حدود الزوال الكامل.

ووفقاً لتقرير نشرته وكالة تسنيم في 2 نوفمبر الجاري، يرى الخبراء أن الأزمة الحالية ليست ناجمة فقط عن قلة الأمطار، بل هي نتيجة عقود من سوء إدارة الموارد المائية، والحفر المفرط للآبار، وسياسات التنمية غير المتناسقة.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

16 − ثمانية =

زر الذهاب إلى الأعلى