الصحافة الإيرانية: إلى ماذا ترمز التحركات الأميركية الجديدة بشأن التفاوض مع إيران؟
بينما تستعتد إيران لإحياء "اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي 4 نوفمبر"، ظهرت تقارير عن محاولات واشنطن لاستئناف الاتصالات غير المباشرة مع طهران.
ميدل ايست نيوز: بينما تستعتد إيران لإحياء “اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي 4 نوفمبر”، ظهرت تقارير عن محاولات واشنطن لاستئناف الاتصالات غير المباشرة مع طهران. وأكدت الحكومة الإيرانية تلقي رسائل من الولايات المتحدة عبر وزارة الخارجية، لكنها شددت على أن «ظروف التفاوض غير متاحة».
وأشارت صحيفة جوان المقربة من المكتب السياسي للحرس الثوري الإيراني، في تقرير بعنوان «معنى الرسائل الأمريكية قبيل 4 نوفمبر»، إلى مؤشرات جديدة على جهود إدارة دونالد ترامب لإعادة توجيه التوتر مع إيران نحو مسار دبلوماسي.
وبعد مرور أربعة أشهر على هجوم الولايات المتحدة وإسرائيل على المنشآت النووية الإيرانية، أرسلت واشنطن رسائل عبر عمان لبدء مفاوضات غير مباشرة.
وقال بدر البوسعيدي، وزير خارجية عمان، في مؤتمر حوار المنامة: «تجاهل التفاعل البناء مع إيران لن يحل مشاكل المنطقة»، مؤكداً أن مسقط لا تزال جاهزة لاستضافة محادثات بين طهران وواشنطن. وأكدت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية تلقي الرسائل، رغم عدم تقديم تفاصيل عنها.
وذكرت صحيفة جوان أن بعض المصادر الدبلوماسية تحدثت عن احتمال إجراء محادثات جديدة على المستوى الخبراء، بوساطة عمان أو قطر، لكن في الوقت نفسه، يشير نفي زيارة عباس عراقجي إلى مسقط إلى أن الاتصالات حالياً تبقى عند مستوى «الرسائل المتبادلة».
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال في تقرير منفصل إنه لم يُرصد «أي تقدم ملموس» في مسار التفاوض حتى الآن. ومع ذلك، يرى محللون في واشنطن أن إدارة ترامب تسعى بعد وقف إطلاق النار في غزة لتثبيت ما حققته من مكاسب على الصعيد العسكري ضد إيران من خلال المسار الدبلوماسي. وقالت صنم وكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط في مركز تشاتام هاوس، إن «إدارة ترامب لا يمكنها حصر جهودها في مسار إسرائيل وفلسطين فقط؛ فالمأزق مع إيران يلقى بظلاله على جميع جهود السلام الإقليمي».
من جهة أخرى، ترى طهران أن إحياء الدبلوماسية في ظل استمرار سياسة العقوبات والتهديدات لا يدل على تغيير استراتيجي من واشنطن، بل هو تكتيك مؤقت للاستفادة سياسياً من أجواء ما بعد الحرب. وقال عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، في حديث مع قناة الجزيرة: «إيران مستعدة للحوار لمعالجة المخاوف بشأن برنامجها النووي، لكن أي خطة يجب أن تكون عادلة ومتوازنة، وأن تُلغى العقوبات الجائرة. ما لم تحققه الولايات المتحدة بالحرب، لن تحققه عبر التفاوض».
وأضاف أن إيران لن تتفاوض بشأن برنامجها الصاروخي، وأن وقف تخصيب اليورانيوم «ليس مطروحاً أبداً على جدول الأعمال».
واختتمت صحيفة جوان بالإشارة إلى أن «قبيل ذكرى 4 نوفمبر، كل رسالة جديدة من واشنطن إلى طهران تحمل معنى يتجاوز الدبلوماسية؛ ومن منظور طهران، هذه الرسائل جزء من تكتيك الخداع، وسيواجه في النهاية برد بارد».



