الصحافة الإيرانية: حثّ الزعماء العرب إيران على التفاوض مع واشنطن ينذر بخطر وشيك

قال المدير العام السابق لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وزارة الخارجية الإيرانية، إن حديث زعماء الدول العربية عن عودة إيران إلى طاولة التفاوض مع الولايات المتحدة يعني أن هناك خطراً محدقاً.

ميدل ايست نيوز: قال المدير العام السابق لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وزارة الخارجية الإيرانية، إن حديث زعماء الدول العربية عن عودة إيران إلى طاولة التفاوض مع الولايات المتحدة يعني أن هناك خطراً محدقاً، مضيفاً أنه بعد الحرب الأخيرة مع إسرائيل لم تكن هناك أي زيارات أو اتصالات بين إيران ودول المنطقة، فلا العمانيون ولا القطريون زاروا طهران، ولم تُطرح أي مبادرات للوساطة، أما الآن ومع استئناف النشاط الدبلوماسي، فإن ذلك يشير إلى أن مواقف دول المنطقة تحمل دلالات مزدوجة؛ فقد تعني من جهة وجود أرضية لبدء الحوار، ومن جهة أخرى شعوراً بوجود تهديد تسعى تلك الدول إلى تفاديه.

وفي تقييمه للوضع الإقليمي والتهديدات الأمنية التي تواجه لبنان والعراق، قال قاسم محب علي في حديث لوكالة إيلنا: لبنان على شفى حفرة من الانفجار، وكما أن قضية حصر السلاح بيد الجيش مطروحة هناك، فإن الأمر ذاته يثار في العراق. السؤال المطروح الآن هو ما إذا كان سيتم الضغط سريعاً على الحكومة العراقية والجماعات المسلحة لتسليم سلاحها، أم سيُسمح بحل هذه المسائل داخلياً عبر الحوار.

الاستعداد لتجنب حرب غير مرغوبة

وتابع المدير العام السابق لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وزارة الخارجية الإيرانية أن ملفات لبنان والعراق واليمن لا تزال من وجهة نظر الأميركيين قضايا غير محسومة، مشيراً إلى أن إيران تُعد جزءاً مهماً من هذه المعادلة بالنسبة للولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل. هذه الملفات ستُبحث على الأرجح بعد غزة، وهنا لا بد أن تكون هناك جاهزية وخطط لتفادي انجرار إيران إلى حرب غير مرغوبة.

وفي ما يتعلق بأهداف إسرائيل من مهاجمة العراق واحتمال شن هجوم على إيران، قال محب علي إن الحديث عن هجوم بري إسرائيلي على إيران انطلاقاً من العراق، إذا لم يكن مزحة، فهو غير واقعي. لكنه أشار إلى احتمال صعود نظام معادٍ لإيران في العراق، لافتاً إلى أن الأوضاع في وسط العراق وشماله ما تزال غير مستقرة، ولا يمكن القول إن القضايا العراقية حُسمت.

إيران تصر على بقاء سلاح الحشد الشعبي

وفي ما يتعلق بالاتفاق الأمني بين إيران والعراق وملف الجماعات الكردية قرب الحدود، أوضح الخبير الإيراني أن المقصود من تلك الجماعات هي الفصائل الكردية الانفصالية في إقليم كردستان، لكن من وجهة نظر الغرب وربما بعض الدول العربية، قد يُقصد أيضاً الجماعات الشيعية المسلحة. وأضاف أن الجماعات الكردية، التي تحظى بدعم أميركي ظاهري، توصلت إلى اتفاق مع الحكومة المركزية يسمح لها بالاحتفاظ بسلاحها، بينما تؤكد إيران على ضرورة احتفاظ الحشد الشعبي بسلاحه.

وأشار إلى أن حزب العمال الكردستاني ليست له مشكلة مع إيران، وإنما خلافه الرئيسي مع تركيا. وأضاف أن الأجهزة الأمنية التركية تزعم وجود تنسيق بين الحزب وإيران، وهو ما تسبب سابقاً في توترات بين البلدين. كما أوضح أن القضية الكردية تتعلق بحزبي الديمقراطي الكردستاني وبيجاك، اللذين يعملان تحت مظلة حكومة إقليم كردستان، وهي مناطق لا تسيطر عليها الحكومة المركزية في بغداد.

خطر محدق

وعن الحراك الدبلوماسي الجديد في الخليج، قال محب علي إن محاولات دول الخليج دفع إيران إلى التفاوض مع الغرب تعكس شعوراً متزايداً بالخطر. وأضاف أن فترة ما بعد الحرب شهدت ركوداً تاماً في التحركات الإقليمية، أما الآن ومع استئناف الوساطات، فإن المواقف العربية ما تزال متناقضة، بين سعي إلى التهدئة وتخوف من تصاعد التهديدات.

اختلاف بين المواقف المعلنة والسياسات الفعلية لروسيا والصين

وقال المدير العام السابق لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وزارة الخارجية الإيرانية إن الوضع الإقليمي لا يزال غامضاً، موضحاً أن عودة إيران إلى ما تحت قرارات مجلس الأمن ترفع من مستوى المخاطر، وأن الاستثمار والتجارة في البلاد باتا شبه مجمدين. وأشار إلى أن من غير المرجح أن تبادر دول أخرى إلى الاستثمار حالياً في إيران، لافتاً إلى أن روسيا والصين قد تواصلان التعاون، لكن سياساتهما العملية قد تختلف عن مواقفهما المعلنة.

إيران دفعت الثمن الأكبر في المنطقة

واختتم محب علي بالقول إن احتمال اندلاع حرب جديدة قائم، لأن ملفات مثل اليمن ولبنان والعراق ومستقبل الجماعات المسلحة والبرنامجين النووي والصاروخي لإيران ما تزال مفتوحة ومترابطة، ولا يمكن تسويتها بشكل منفصل. وأضاف أن على إيران التريث لأن الأوضاع الراهنة تؤثر في مصالح جميع الأطراف، مشدداً على أن بلاده دفعت حتى الآن الثمن الأكبر في المنطقة، وربما تظل كذلك، بينما تسعى دول أخرى إلى النأي بنفسها لتقليل خسائرها.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

11 + خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى