سيليكون فالي الإيراني.. أولمبياد التكنولوجيا يستعرض طاقات الشباب الإيراني

تحوّلت طهران الأسبوع الماضي إلى ساحة تنافس علمي دولي نابضة بالحيوية، مع انطلاق الدورة الثانية من أولمبياد التكنولوجيا الدولي لعام 2025، المعروف إعلامياً باسم سيليكون فالي الإيراني.

ميدل ايست نيوز: تحوّلت طهران الأسبوع الماضي إلى ساحة تنافس علمي دولي نابضة بالحيوية، مع انطلاق الدورة الثانية من أولمبياد التكنولوجيا الدولي لعام 2025، المعروف إعلامياً باسم سيليكون فالي الإيراني.

وعلى مدى أربعة أيام متواصلة، من الاثنين إلى الخميس، احتشد آلاف الباحثين والمهندسين والمبرمجين من داخل إيران وخارجها داخل حديقة “برديس” التكنولوجية في ضواحي العاصمة، للمشاركة في الحدث الأبرز في مجالات الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، وإنترنت الأشياء، والروبوتات، والطائرات المسيّرة.

وتضاعف عدد المشاركين هذا العام ليبلغ أكثر من 12 ألف متسابق من 60 دولة، ما عزّز مكانة الأولمبياد منصةً علميةً دولية تسعى لترسيخ حضور إيران على الخريطة التكنولوجية العالمية، وقال أمين أولمبياد التكنولوجيا سجاد عباسي، إنّ المنافسات توزعت على ستة محاور رئيسية، موضحاً أن الهدف من الحدث هو “توفير منصة للتقييم الذاتي والمهني للمشاركين، وربط النخب التخصّصية بالشركات الكبرى التي تبحث عن الكفاءات التكنولوجية”، وأشار إلى أن ارتفاع عدد المشاركين الأجانب هذا العام يعكس نجاح الأولمبياد في “كسر الحصار العلمي المفروض على إيران”، مضيفاً أن العلم “لا يعرف حدوداً أو قيوداً سياسية”.

داخل “حديقة برديس”، بدت أجواء المنافسة وكأنها نسخة مصغّرة من المعارض العالمية الكبرى، إذ توزّعت المسابقات بين مختبرات الذكاء الاصطناعي، وحلبات قتال الروبوتات، ومنصّات الطائرات المسيّرة. في إحدى القاعات الزجاجية، اصطدمت آلتان معدنيتان في معركة شرسة أشبه بالمصارعة الحديدية وسط تصفيق الجمهور وشرارات النار المتطايرة.

وقال علي رضا حسيني، طالب في كلية الهندسة من كرمان، إنّ فريقه الذي يضم مختصين في الهندسة الكهربائية والميكانيكية وعلوم الحاسوب “فاز ببطولة إيران للروبوتات ثلاث مرات”، مؤكداً لوكالة فرانس برس أن “التحكم في الروبوت هو العامل الحاسم أكثر من تصميمه”. في خيمة مجاورة، كان المعلم عزيزي يدرب طلاباً دون الثامنة عشرة على مهارات التحكم بالروبوتات، موضحاً للوكالة نفسها أن الهدف “ليس الفوز فحسب، بل التعلم واكتساب الخبرة الميدانية”.

تستثمر إيران حالياً مبالغ ضخمة في تطوير التقنيات الحديثة، بدءاً من الروبوتات الصناعية وصولاً إلى الذكاء الاصطناعي. ففي سبتمبر/أيلول الماضي، كشفت عن أول روبوت قانوني يعمل بالذكاء الاصطناعي وقادر على الإجابة عن أسئلة قانونية معقدة، كما طورت مركبة عسكرية ذكية باسم “آريا” قادرة على اكتشاف العوائق والتحرك ذاتياً. وفي عام 2021، أجرى أطباء بيطريون أول عملية جراحية عن بُعد باستخدام روبوت جراحي محلي الصنع يُعرف باسم “سينا”.

في ختام المنافسات، أعلنت اللجنة المنظمة النتائج النهائية للأولمبياد في محاوره الستة.

في الذكاء الاصطناعي ومعالجة البيانات فاز فريق برشيا مايند بالمركز الأول، تلاه زد بلس آر ثانياً وأبوريحان ثالثاً، بينما تصدّر فريق نو بادِيز محور معالجة النصوص، وجاء أوبن تو وورك ثانياً وكورتيكس ثالثاً. وفي معالجة الصور، حصد فريق ما المركز الأول، تبعه ديدبان هوشمند وإيراساينس.

أما في الطائرات المسيّرة، فقد أحرز هورايزن يو إيه إس الصدارة، تلاه دوتريوم والشهيد هادي. وفي مجال البرمجة بلغة بايثون/جانغو، فاز فريق باندورا بالمركز الأول، تلاه كود سي وجانغورو، كما تفوق فريق سناب بوكس في لغة غولانغ، متقدماً على فيليرز وكريزي بروغرامرز.

وفي الواجهة الأمامية (فرونت إند)، جاء فريق فرونت إند أولاً، يليه بت و مت وكود و تنبل. أما في الخوارزميات، ففاز فريق جوجه كباب بالمركز الأول، تلاه فينيكس وداي كير 67%. وفي الروبوتات القتالية الثقيلة، نال فريق دياكو المركز الأول، تبعه غاندو وعلم وصنعت، بينما تفوق فريق غلومك سازه نصر في فئة الروبوتات الخفيفة.

وفي الأمن السيبراني، فاز فريق إف 12 بالمركز الأول، تلاه دبليو تي إن ودي أو تي، كما نال الفريق نفسه الصدارة في العتاد (الهاردوير)، تلاه ديجي بويز ودي أو تي. وفي مسابقة فتح العلم السريع، فاز علي تقي واجد بالمركز الأول، وجاء محمد حسن فراز ثانياً، وعثمان عبد الحليم ثالثاً.

أما في إنترنت الأشياء، فتصدّر فريق هدف، تلاه نوبز وسمارت ون.

برز محور إنترنت الأشياء (IoT) بوصفه أحد أكثر المسابقات ابتكاراً، نظراً لدوره في تطوير المدن الذكية والزراعة الرقمية وتحسين جودة الحياة. قال الباحث أبو الفضل محمد بور سوخته كلايي، إنه إلى جانب زميله مهدي زيارتي فاز بالميدالية الذهبية في هذا المحور، موضحاً أن التحديات ركزت على سرعة اختيار الأجهزة وتقنيات الاتصال المناسبة لحل المشكلات في بيئات مختلفة، وأشار إلى أن أبرز العقبات تمثلت في الاتصالات الخلوية منخفضة النطاق ونقل البيانات لمسافات بعيدة من دون فقدان المعلومات، إلى جانب ضمان الأمان السيبراني وحماية الأجهزة من الاختراق وتحديث برمجياتها بأمان.

وفي الذكاء الاصطناعي، أوضح الباحث مهدي أحمدي، رئيس فريق “برشيا مايند”، أنّ فريقه فاز بالمركز الأول في “دوري معالجة البيانات” بعد تطوير نظام يعتمد على التعلّم الآلي للتنبؤ بمسارات الحركة باستخدام “هندسة ميزات” دقيقة تجمع بين الخصائص الزمانية والمكانية، ما مكّن الفريق من تحقيق نتائج متميزة في الاختبارات الواقعية.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

16 − 4 =

زر الذهاب إلى الأعلى