هل تتمكن إيران من تجميع 90% من الغاز المصاحب خلال العامين المقبلين؟

بحسب قانون خطة التنمية السابعة، تُلزم إيران بتجميع ومعالجة 16 مليار متر مكعب سنوياً، أي ما يعادل نحو 1.5 مليار قدم مكعب يومياً من الغاز المصاحب في مشاعل النفط.

ميدل ايست نيوز: بحسب قانون خطة التنمية السابعة، تُلزم إيران بتجميع ومعالجة 16 مليار متر مكعب سنوياً، أي ما يعادل نحو 1.5 مليار قدم مكعب يومياً من الغاز المصاحب في مشاعل النفط. لكن المدير التنفيذي لشركة النفط الوطنية الإيرانية وعد بأن يتم خلال العامين المقبلين تجميع 1.9 مليار قدم مكعب من غاز المصاحب، أي ما يقارب 90% من الغاز القابل للمعالجة.

وقالت صحيفة توسعه إيراني، إن ظاهرة حرق الغاز المصاحب لاستخراج النفط تعد واحدة من أبرز التحديات البيئية في إيران. تشير التقارير إلى أن إيران تحرق سنوياً نحو 20 مليار متر مكعب من هذا الغاز، لتحتل المرتبة الثانية عالمياً في حجم الحرق. ويُقاس هذا الهدر عبر مؤشر «شدة الفلرينغ»، أي حجم الغاز المحترق مقابل كل برميل نفط مُنتج، حيث يؤكد تقرير لمركز أبحاث غرفة إيران أن شدة الغاز المصاحب في إيران تزيد بأكثر من ثلاثة أضعاف عن المعدل العالمي. كما يُحرق يومياً أكثر من 50 مليون متر مكعب من الغاز في المشاعل داخل إيران، وهو ما يكفي لتغطية جزء كبير من حاجة محطات الكهرباء والصناعات.

خلال السنوات الماضية، أعلنت وزارة النفط وشركة النفط الوطنية مراراً عن خطط لتوقّف أو تقليص عمليات الحرق عبر تنفيذ مشروع شامل لجمع الغاز من المشاعل. وفي أحدث خطوة، تم يوم السبت 1 نوفمبر، توقيع عقد بين الحكومة والقطاع الخاص لجمع وبيع 295 مليون قدم مكعب من غاز المشاعل في عدد من الحقول، منها: رك سفید 1 و2، كلخاري 3، بي‌ بي حكيمة 1 و2، كوبال بنكستان، وأهواز 1 و3 و4، إضافة إلى لالي، نركسي، ومنشأة هفت شهيدان وزيلايي. وبحسب شركة النفط الوطنية، فإن تنفيذ هذه العقود باستثمار يقدّر بنحو 800 مليون دولار خلال فترة لا تتجاوز عامين ستؤدي إلى إطفاء نحو 30 مشعلاً ومنع هدر أكثر من 295 مليون قدم مكعب يومياً من الغاز، أي ما يعادل 8.3 مليار متر مكعب سنوياً. كما سيوفر ذلك نحو 550 مليون دولار من العائدات السنوية، وينتج حوالي 800 ألف طن من المكثفات الغازية سنوياً لتعزيز تغذية مصانع البتروكيماويات، إضافة إلى ضخ نحو 200 مليون قدم مكعب يومياً من الغاز الخفيف في الشبكة الوطنية.

هل ستتحقق هذه الوعود فعلياً؟

قال محسن باك‌ نجاد، وزير النفط الإيراني، خلال مراسم توقيع هذا العقد إن السنوات التي سبقت بدء عمل حكومة بزشكيان شهدت توفير قدرة تجميع ومعالجة تصل إلى 330 مليون قدم مكعب يومياً (نحو 9.3 مليون متر مكعب) من الغاز المصاحب المحترق، وذلك عبر مشاريع مثل تشغيل المرحلة الأولى من مصنع NGL 3200، ومشاريع قصيرة الأمد في بارسي كلاستر ومارون 3 و5 و6، ومشروع جشمه خوش. وأكد الوزير أن قانون خطة التنمية السابعة يُلزم شركتي النفط الوطنية والغاز بجمع نحو 1.5 مليار قدم مكعب يومياً من الغاز المحترق حتى نهاية مدة الخطة. وأضاف أن بعض المشاريع التابعة لعقود «بيدبلند» و«مارون» ستدخل الخدمة حتى نهاية عام 2025، ومع تنفيذ العقود الـ12 الجديدة، سترتفع كمية الغاز المُجمّع تدريجياً بمقدار 295 مليون قدم مكعب يومياً حتى نهاية 2026.

وأوضح الوزير الإيراني أيضاً أن القدرة التي جرى توفيرها حتى نهاية الحكومة السابقة لتجميع الغاز المصاحب بلغت 330 مليون قدم مكعب في اليوم، أي حوالي 9.3 مليون متر مكعب. ورغم وجود فارق يبلغ نحو 7 ملايين متر مكعب بين تصريحات الوزير الحالي والسابق، إلا أن الفجوة بين ما يُجمع حالياً من الغاز وما هو مستهدف ما تزال كبيرة جداً.

فإذا أخذنا بما يُقال عن جمع 16 مليون متر مكعب يومياً من الغاز المصاحب، فإن الكمية السنوية تصل إلى نحو 5.8 مليار متر مكعب. أما إذا اعتمدنا الرقم 9.3 مليون متر مكعب، فإن ما يُجمع سنوياً يبلغ نحو 3.3 مليار متر مكعب فقط. وهذا يعني أن الفجوة بين الكميات التي ينبغي جمعها لتحقيق الأهداف تتراوح بين 10.2 و12.7 مليار متر مكعب سنوياً.

ومع هذا الفارق الكبير بين الوعود والواقع، يبقى السؤال مطروحاً: هل يمكن فعلاً تحقيق هدف جمع 90% من الغاز المحترق خلال العامين المقبلين؟

اقرأ المزيد

إيران توقع 12 عقداً جديداً لاستثمار الغاز المصاحب

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

17 + واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى