ما أهداف ودوافع مصر من خفض التوتر والوساطات في المنطقة؟

قال خبير في الشؤون المصرية إن القاهرة عرّفت لنفسها مؤخرًا دورًا مباشرًا في الوساطة لتخفيف حدة التوترات الإقليمية، وكذلك في خفض أو إدارة التوتر بين إيران والغرب.

ميدل ايست نيوز: قال خبير في الشؤون المصرية إن القاهرة عرّفت لنفسها مؤخرًا دورًا مباشرًا في الوساطة لتخفيف حدة التوترات الإقليمية، وكذلك في خفض أو إدارة التوتر بين إيران والغرب، وبين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأوضح أحمد بروایه، في حديث لموقع المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية، أن مصر تسعى حاليًا للعب دور أكثر فاعلية في الملفات المتعلقة بقطاع غزة وعملية السلام في المنطقة، مضيفًا أن الجهود المصرية تتركز على أن تكون وسيطًا مؤثرًا في التطورات الإقليمية الراهنة.

وأشار إلى أن قدرات القاهرة تبقى محدودة، وأن تأثير وساطتها يعتمد على مدى المساحة التي تتيحها الدول المعنية لدورها. وقال: «على سبيل المثال، في ما يتعلق بالمفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، فإن هامش التحرك الذي يمنحه الطرفان لمصر سيكون له تأثير مباشر في مدى فاعلية هذه الوساطة».

وحول ما إذا كانت الوساطة المصرية تهدف إلى إدارة الأزمات فقط أم تمثل سياسة طويلة المدى، أوضح الخبير الإيراني في الشؤون المصرية أن القاهرة تسعى لتحقيق الهدفين معًا، قائلًا: «المصريون يدركون أنه في حال تكرار الهجمات العسكرية الإسرائيلية ضد إيران، فإنهم سيتضررون أيضًا، لأن ذلك سيمنح الولايات المتحدة وإسرائيل نفوذًا أكبر في المنطقة، ويؤدي إلى زيادة الضغوط على قطاع غزة».

وأضاف: «ضعف إيران ليس في مصلحة القاهرة، لأن ذلك يخلّ بتوازن القوى في المنطقة، ولذلك فإن إدارة الأزمة تمثل أولوية قصوى بالنسبة لها».

وبيّن بروایه أن مصر، على المدى الطويل، تسعى إلى توسيع وتثبيت دورها الإقليمي، معتبرًا أن تعزيز هذا الدور يمثل أهمية استراتيجية لأسباب متعددة، ولهذا فهي تعمل على ترميم مكانتها في المنطقة وتوسيع خياراتها على المستويين الإقليمي والدولي.

وفي معرض إجابته عن سبب اتخاذ القاهرة في هذا التوقيت قرار لعب دور نشط كوسيط بين طهران والغرب، قال: «جزء من ذلك يعود إلى تحسن العلاقات بين إيران ومصر، إلى جانب رغبة القاهرة في استغلال الفرصة المتاحة، كما أن الغرب لم يُبدِ اعتراضًا واضحًا، ما جعل تلاقي هذه العوامل الثلاثة يدفع مصر إلى تبني موقف أكثر فاعلية».

وحول تأثير علاقات مصر الوثيقة بتل أبيب على استقلال قرارها الإقليمي، أوضح بروایه أن «الاختيار الاستراتيجي لمصر منذ عهد أنور السادات كان قائمًا على التطبيع مع إسرائيل، ولا يبدو أنها تعتزم التراجع عن هذا الخيار، وبالتالي فإن أي دور إقليمي لمصر سيكون محكومًا بعدم الإضرار بأسس سياستها الخارجية، وهو ما يجعلها تأخذ في الحسبان مصالح الجانب الإسرائيلي أيضًا».

وأردف أن مصر، رغم ذلك، «لا ترحب بأن تتحول إسرائيل إلى القوة الإقليمية المهيمنة، نظرًا لتاريخها السياسي والحضاري، ولأنها تدرك المخاطر التي قد تترتب على تعزيز النفوذ الإسرائيلي في المنطقة».

وحول ما إذا كانت الوساطة المصرية تهدف أيضًا إلى تحسين علاقاتها مع السعودية والإمارات، قال بروایه إن «وساطة مصر تجري إلى حدّ كبير بضوء أخضر من أبوظبي والرياض، فهاتان الدولتان تخشيان أيضًا من تفاقم الأزمة بين إيران والغرب أو بين إيران والولايات المتحدة، ولا ترغبان في اختلال ميزان القوى الإقليمي بطريقة تمنح إسرائيل، بدعم أمريكي، تفوقًا يجعل بقية دول المنطقة خاضعة لنفوذها بالكامل».

واختتم الخبير المصري بالقول إن «الدبلوماسية المصرية تتركز أساسًا على القضية الفلسطينية وحل أزمة غزة، لكنها في الوقت نفسه تسعى من خلال هذا الدور إلى تعزيز مكانتها الإقليمية، وربما تشكّل هذه الوساطة فرصة إضافية لتقريب العلاقات مع طهران وتحسينها في المستقبل».

اقرأ المزيد

الصحافة الإيرانية: حقيقة الوساطة في السياسة الخارجية وأسطورة “الثقة”

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

20 + 19 =

زر الذهاب إلى الأعلى