صحف إيرانية تتهم بزشكيان ببث اليأس في المجتمع ومنح الأعداء ذريعة للسخرية

انتقدت صحيفة جوان الإيرانية سياسة حكومة بزشكيان في التعامل مع الأزمات قائلة إنه من غير المتوقع أن يبالغ المسؤولون في الحديث عن أزمة الجفاف وتقنين المياه وحتى إخلاء طهران إلى درجة تُفزع الناس.

ميدل ايست نيوز: أثارت تصريحات الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بشأن احتمال تقنين المياه في طهران في حال عدم هطول الأمطار خلال شهر ديسمبر وإخلاء العاصمة طهران، زوبعة من الانتقادات في وسائل الإعلام المحلية، بما في ذلك الصحف المقربة من التيار المعارض للرئيس.

وانتقدت صحيفة “جوان” المقربة من الحرس الثوري في افتتاحيتها سياسة حكومة بزشكيان في التعامل مع الأزمات، مشيرة إلى أزمة المياه، وكتبت: “من غير المتوقع أن يبالغ المسؤولون التنفيذيون في الحديث عن أزمة الجفاف وتقنين المياه وحتى إخلاء طهران، إلى درجة تُفزع الناس.”

وجاء هذا المقال بعد تصريحات بزشكيان التي حذر فيها من نقص حاد في الموارد المائية. وكان قد قال يوم الخميس 6 نوفمبر إنه في حال لم تهطل الأمطار خلال ديسمبر فسيُفرض تقنين المياه في طهران، وإذا استمر الجفاف بعدها “فلا بد من إخلاء العاصمة.”

وأضاف قائلاً: “إذا لم تهطل الأمطار حتى بعد تقنين المياه، فلن يتبقى لدينا ماء على الإطلاق، ويجب حينها إخلاء طهران.”

وقالت صحيفة “جوان”: “لماذا يجب أن تُطرح التصريحات بطريقة توحي بعدم وجود خطة للسيطرة على أزمة نقص المياه؟ العدو ما زال يتربص ليستغل أي حدث أو تصريح غير محسوب لإثارة موجات إعلامية ضد البلاد.”

أما صحيفة “كيهان”، المقربة من مكتب المرشد الأعلى الإيراني، فكتبت أن تصريحات بزشكيان “تضخ موجة من اليأس والإحباط في المجتمع من جهة، وتمنح من جهة أخرى أعداء الجمهورية الإسلامية فرصة للسخرية، وترسل لهم رسالة ضعف وعجز.”

وفي السياق ذاته، نشرت وكالة “فارس” يوم الجمعة 7 نوفمبر تقريراً قالت فيه: “في ظل الظروف التي تواجه فيها البلاد مشكلات اقتصادية متزامنة، فإن الشعب اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى الهدوء والثقة.”

ودعت فارس إلى ضرورة طرح أزمة المياه “بدقة وترو”، مضيفة أن المجتمع الذي يواجه يومياً كماً هائلاً من الأخبار الاقتصادية والسياسية والدولية، يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى “خطاب متزن ومطمئن من رئيس الجمهورية.”

وأضافت الوكالة أن التركيز على الطابع الكارثي للأزمة من دون تقديم خارطة طريق واضحة “قد يشكل ذريعة لوسائل الإعلام المعادية لاستغلال الموقف، ويؤدي إلى إضعاف الثقة العامة.”

خطة «غير واقعية وتشبه النكتة»

ووصف حسين آخاني، أستاذ جامعة طهران والناشط البيئي، التحذير من احتمال إخلاء طهران بأنه “غير عملي ويشبه النكتة”.

وقال آخاني إن تنفيذ ما يسمى “استراتيجية الإخلاء التدريجي للعاصمة” لا يمكن أن يكون حلاً، مؤكداً أن أزمة المياه لا تُعالج إلا عبر استعادة الثقة العامة، وإصلاح السياسات، ووقف التوسع السكاني، وليس من خلال نقل ملايين المواطنين إلى مدن أخرى.

وفي السياق نفسه، خاطب “مجمع النشطاء الاقتصاديين” عبر قناته على تلغرام الرئيس الإيراني قائلاً: “إلى أين سيذهب 15 مليون شخص يا سيد بزشكيان؟ طهران هي أكبر مدينة في الشرق الأوسط. حتى الإخلاء المؤقت يعني توفير مساكن لهؤلاء الـ15 مليوناً في مناطق أخرى من إيران! ماذا عن وظائفهم؟ وأين سيدرس أبناؤهم؟ وكيف ستدير عملية نقلهم إلى مدن أخرى وداخل تلك المدن؟ كيف ستوفر احتياجاتهم اليومية ولوجستيات هذا التحرك الضخم؟ والأهم من ذلك، من أين ستأتي بالمياه اللازمة لتغطية احتياجات 15 مليون شخص في مدينة أخرى؟”

وتعيش إيران واحدة من أشدّ أزمات المياه في تاريخها الحديث، مع تراجع منسوب المياه في سدي كرج وطهران إلى أدنى مستوى له منذ ستين عاماً، وجفاف عدد من الآبار الحيوية في مدينة مشهد شمال شرقي البلاد.

ووفقاً لتقارير شركة إدارة موارد المياه الإيرانية، فقد شهدت البلاد منذ بداية العام المائي (22 سبتمبر) وحتى 3 آبان (25 أكتوبر) هطولاً قدره 2.3 ملم فقط خلال 33 يوماً، فيما لم تسجّل 21 محافظة من أصل 31 محافظة أي أمطار خلال هذه الفترة.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى