بدء تطبيق قيود مائية في طهران وسط صمت حكومي

كشفت وسائل الإعلام الإيرانية أن العاصمة طهران تشهد منذ نحو عشرة أيام قيودًا مائية غير معلنة رسميًا، وسط صمت إعلامي من جانب الجهات المعنية.

ميدل ايست نيوز: كشفت وسائل الإعلام الإيرانية أن العاصمة طهران تشهد منذ نحو عشرة أيام قيودًا مائية غير معلنة رسميًا، وسط صمت إعلامي من جانب الجهات المعنية.

وبحسب تقرير لوكالة تسنيم، الإيرانية فإن طهران تمرّ للمرة الأولى منذ ستين عامًا بنصف خريف خالٍ تمامًا من الأمطار، ما فاقم أزمة المياه في ظل استمرار خمس سنوات من الجفاف، وأدى إلى وضعٍ غير مستقر في مواردها السطحية والجوفية.

في الأيام الأخيرة، تكررت انقطاعات المياه لساعات في عدد من أحياء العاصمة وضواحيها، وغالبًا خلال الساعات المتأخرة من الليل.

وقال عباس علي آبادي، وزير الطاقة الإيراني، إن انخفاض ضغط المياه خلال الصيف أدى إلى تقليص الاستهلاك بمقدار 15 ألف لتر في الثانية، مضيفًا: “سنواصل هذا النهج، وقد نضطر أحيانًا إلى خفض الضغط حتى مستوى الصفر في بعض الليالي.”

من جانبه، أكد عيسى بزرك زاده، المتحدث باسم قطاع المياه، بدء تطبيق القيود المائية في طهران، موضحًا أن “الوضع الراهن للموارد المائية يفرض علينا اتخاذ هذه الإجراءات، وإذا استمرت الظروف الحالية، فستتدهور الأمور أكثر.”

وبينما تمرّ الأزمة من دون إعلان رسمي واضح، تعاني طهران من ضعف التواصل المؤسسي مع المواطنين، إذ لم تصدر وزارة الطاقة ولا شركة مياه طهران أي بيانات تفصيلية بشأن جدول الانقطاعات.

ويجد السكان أنفسهم في حالة من الارتباك حول مواعيد قطع المياه، فيما تصل صفوف انتظار شكاوى الطوارئ أحيانًا إلى 60 أو 70 شخصًا في اللحظة الواحدة. ومع ترجيحات استمرار هذه الأوضاع حتى منتصف ديسمبر (آذر) على الأقل، يرى مراقبون أن على الوزارة أن تتعامل بشفافية، وأن تنشر جدولًا واضحًا لانقطاعات المياه على غرار ما جرى في الصيف بشأن انقطاعات الكهرباء.

وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان يوم الخميس إنه إذا لم تهطل الأمطار حتى شهر آذر (أوائل كانون الأول/ ديسمبر)، فسيُضطر إلى تطبيق نظام تقنين المياه في طهران، مضيفاً: «وإذا استمر الجفاف بعد ذلك، فلن يتبقى ماء، وسنُجبر على إخلاء طهران».

وجاء هذا التحذير من الرئيس الإيراني بشأن أزمة المياه في اليوم نفسه الذي أُعلنت فيه حالة “الإنذار الأحمر” رسمياً لمخزون المياه في العاصمة.

وأعلن محسن أردكاني، المدير التنفيذي لشركة المياه والصرف الصحي في محافظة طهران، أن مستوى احتياطي المياه في المحافظة بلغ مرحلة الطوارئ، مشيراً إلى أن منسوب السدود في طهران انخفض إلى أدنى مستوى له منذ ستين عاماً.

ودعا أردكاني سكان طهران إلى تخفيض استهلاكهم للمياه بنسبة لا تقل عن 10% للمساعدة في تأمين مياه الشرب للمدينـة خلال الشهرين المقبلين.

وفي الوقت نفسه، قال مهدي مقصودي، مدير شؤون المياه في كرج، إن ما تبقّى في خزان سد كرج لا يتجاوز 7% من سعته البالغة 180 مليون متر مكعب، محذراً من أن المياه خلف السد قد تنفد خلال الأيام القليلة المقبلة.

وأضاف مقصودي في تصريح لوكالة «إرنا» أمس الخميس: «مع استمرار هذا الوضع، لن يكون بالإمكان تأمين المياه إلا لمدة نحو 15 يوماً أخرى».

وأوضح أن معدل تدفق المياه الواردة إلى السد يبلغ حالياً مترين مكعبين في الثانية فقط، في حين يُسحب منه ستة أمتار مكعبة في الثانية لتغطية احتياجات الشرب في مدينتي كرج وطهران.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة عشر − اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى