تراجع مخزون المياه في ثاني كبرى مدن إيران لأقل من 3%
قال المدير العام لشركة المياه والصرف الصحي في مدينة مشهد، ثاني أكبر مدن إيران، إن مخزون المياه في سدود المدينة وصل الآن إلى أقل من ثلاثة بالمئة.

ميدل ايست نيوز: قال المدير العام لشركة المياه والصرف الصحي في مدينة مشهد، ثاني أكبر مدن إيران، إن مخزون المياه في سدود المدينة وصل الآن إلى أقل من ثلاثة بالمئة.
وقال حسين إسماعيليان المدير العام لشركة المياه والصرف الصحي في مدينة مشهد، إنه على الرغم من أن استهلاك المياه في فصل الشتاء يكون منخفضًا نسبيًا، إلا أن “الوضع الحالي يُظهر أن إدارة استهلاك المياه لم تعد مجرد توصية، بل أصبحت ضرورة.”
وأضاف حسين إسماعيليان بشأن الأمطار في المحافظة: “إجمالي كمية الأمطار في مدينة مشهد حتى الآن سجلت فقط 0.4 ملم، بينما كان هذا الرقم في العام الماضي حوالي 27 إلى 28 ملم، وكان المتوسط الطويل الأمد في نفس الفترة حوالي 14 ملم.”
وفيما يتعلق بمعدل استهلاك المياه الحالي وضرورة توفير المياه، قال إسماعيليان: “معدل استهلاك المياه في مشهد في الوقت الحالي حوالي 8000 لتر في الثانية. من هذا المبلغ، يتم تأمين حوالي 1000 إلى 1500 لتر في الثانية من السدود. إذا تمكن الناس من تقليص الاستهلاك بنسبة 20٪، فإنه من المحتمل أن نتمكن من إدارة الوضع دون الحاجة إلى تقنين أو قطع المياه.”
لقد وصل الآن التحذير بشأن وضع المياه من طهران إلى مشهد.
وكشفت وسائل الإعلام الإيرانية يوم أمس السبت أن العاصمة طهران تشهد منذ نحو عشرة أيام قيودًا مائية غير معلنة رسميًا، وسط صمت إعلامي من جانب الجهات المعنية.
وبحسب تقرير لوكالة تسنيم، الإيرانية فإن طهران تمرّ للمرة الأولى منذ ستين عامًا بنصف خريف خالٍ تمامًا من الأمطار، ما فاقم أزمة المياه في ظل استمرار خمس سنوات من الجفاف، وأدى إلى وضعٍ غير مستقر في مواردها السطحية والجوفية.
في الأيام الأخيرة، تكررت انقطاعات المياه لساعات في عدد من أحياء العاصمة وضواحيها، وغالبًا خلال الساعات المتأخرة من الليل.
وقال عباس علي آبادي، وزير الطاقة الإيراني، إن انخفاض ضغط المياه خلال الصيف أدى إلى تقليص الاستهلاك بمقدار 15 ألف لتر في الثانية، مضيفًا: “سنواصل هذا النهج، وقد نضطر أحيانًا إلى خفض الضغط حتى مستوى الصفر في بعض الليالي.”
ويجد السكان أنفسهم في حالة من الارتباك حول مواعيد قطع المياه، فيما تصل صفوف انتظار شكاوى الطوارئ أحيانًا إلى 60 أو 70 شخصًا في اللحظة الواحدة. ومع ترجيحات استمرار هذه الأوضاع حتى منتصف ديسمبر (آذر) على الأقل، يرى مراقبون أن على الوزارة أن تتعامل بشفافية، وأن تنشر جدولًا واضحًا لانقطاعات المياه على غرار ما جرى في الصيف بشأن انقطاعات الكهرباء.
وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان يوم الخميس إنه إذا لم تهطل الأمطار حتى شهر آذر (أوائل كانون الأول/ ديسمبر)، فسيُضطر إلى تطبيق نظام تقنين المياه في طهران، مضيفاً: «وإذا استمر الجفاف بعد ذلك، فلن يتبقى ماء، وسنُجبر على إخلاء طهران».
وجاء هذا التحذير من الرئيس الإيراني بشأن أزمة المياه في اليوم نفسه الذي أُعلنت فيه حالة “الإنذار الأحمر” رسمياً لمخزون المياه في العاصمة.
وأعلن محسن أردكاني، المدير التنفيذي لشركة المياه والصرف الصحي في محافظة طهران، أن مستوى احتياطي المياه في المحافظة بلغ مرحلة الطوارئ، مشيراً إلى أن منسوب السدود في طهران انخفض إلى أدنى مستوى له منذ ستين عاماً.
ودعا أردكاني سكان طهران إلى تخفيض استهلاكهم للمياه بنسبة لا تقل عن 10% للمساعدة في تأمين مياه الشرب للمدينـة خلال الشهرين المقبلين.
وفي الوقت نفسه، قال مهدي مقصودي، مدير شؤون المياه في كرج، إن ما تبقّى في خزان سد كرج لا يتجاوز 7% من سعته البالغة 180 مليون متر مكعب، محذراً من أن المياه خلف السد قد تنفد خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأضاف مقصودي في تصريح لوكالة «إرنا» أمس الخميس: «مع استمرار هذا الوضع، لن يكون بالإمكان تأمين المياه إلا لمدة نحو 15 يوماً أخرى».
وأوضح أن معدل تدفق المياه الواردة إلى السد يبلغ حالياً مترين مكعبين في الثانية فقط، في حين يُسحب منه ستة أمتار مكعبة في الثانية لتغطية احتياجات الشرب في مدينتي كرج وطهران.



