لماذا تقتصر مساهمة إيران في جوائز “غرامي” على عدد قليل من الأسماء فقط؟
رغم ما تتمتع به الموسيقى الإيرانية من ثراء وتنوع استثنائيين، يبقى ظهور الإيرانيين في قوائم جوائز "غرامي" نادراً للغاية، ويعود ذلك أساساً إلى غياب المؤسسات والشركات الدولية وأسباب عديدة أخرى.

ميدل ايست نيوز: رغم ما تتمتع به الموسيقى الإيرانية من ثراء وتنوع استثنائيين، يبقى ظهور الإيرانيين في قوائم جوائز “غرامي” نادراً للغاية. ويعود ذلك أساساً إلى غياب المؤسسات والشركات الدولية، وقصور الترويج الاحترافي، والافتقار للدعم الثقافي الكافي، ما أدى إلى محدودية وصول صوت إيران إلى الساحة الموسيقية العالمية.
وكتب موقع آوش، إنه في بلد نادراً ما يُرى اسمه ضمن المرشحين لجائزة غرامي، يعد ترشيح الملحن الإيراني “مهران متين” لجائزة غرامي 2026، ليس مجرد نجاح شخصي، بل حدثاً يشبه شهاباً في سماء الموسيقى الإيرانية. ترشيح ملحن إيراني في أهم حدث موسيقي عالمي يبدو للكثيرين حلماً؛ لأن مثل هذه اللحظات نادرة في تاريخ الموسيقى الإيرانية.
إيران في غرامي: قائمة قصيرة لكن لامعة
حتى الآن، أبدع عدد قليل من الفنانين الإيرانيين في تاريخ الغرامي.
فقد حصل “كيهان كلهر” في عام 2017 على الجائزة كعضو في فرقة «Silkroad Ensemble»، وفاز “شروين حاجي بور” في 2023 بأغنيته «برای…» (لأجل..)، كما تم ترشيح فنانيين مثل “حسين علي زاده” و”إيليا سلمان زاده”.
هذه الأسماء القليلة تشكل قائمة حضور إيران في هذا المنافسة العالمية؛ قائمة قصيرة لكنها تذكّر بجودة وعمق الموسيقى الإيرانية.
ربما لهذا السبب، كلما سمعنا اسم إيراني ضمن المرشحين للغرامي، نشعر بالدهشة؛ لأن حضور إيران على هذا المستوى نادراً ما يحصل.
لماذا حضور إيران محدود إلى هذا الحد؟
إيران أرض الموسيقى؛ من الألحان التقليدية إلى الملحنين المتعلمين والعازفين الماهرين.
المشكلة ليست في ضعف الفن، بل في البنى المحيطة به: من غياب شركات التوزيع الدولية وعدم وجود علاقات فعالة مع شركات وكيانات عالمية، إلى قلة الاستثمارات وشح الترويج الاحترافي على المستوى العالمي.
غالبية الأعمال الإيرانية، حتى لو كانت ذات جودة عالية، لا تُعرف بشكل كافٍ على المنصات الدولية.
غياب الإدارة الإعلامية والترويجية جعل الأصوات الإيرانية لا تصل إلى الحكام والجماهير العالمية، في حين أن العديد من الدول الأخرى لديها أنظمة منظمة للدعاية، وتصل أعمالها إلى غرامي بدعم من العلاقات العامة.
مسار الفنانين الإيرانيين مليء بالعقبات، بينما تتحمل المؤسسات الثقافية في كثير من الدول مسؤولية تقديم فنانيها للفعاليات العالمية.
ويظهر ترشيح مهران متين أن الموسيقى الإيرانية ما تزال حية.
في عالم تتلاشى فيه الحدود أمام الصوت، سماع اسم فنان إيراني في غرامي ليس مجرد فخر، بل علامة على الصحوة من جديد.
ربما ما زلنا بعيدين عن مستوى الرؤية الكاملة، لكن هذا الخبر يذكّرنا بأن الموسيقى الإيرانية حية، حتى لو لم تستمع إليها شعوب العالم بعد بما يكفي.



