السيناريوهات المحتملة لإيران إذا تعرضت لعقوبات ثانوية بسبب روسيا

قد يمتد تهديد ترامب الجديد بشأن «فرض جديد للعقوبات على روسيا» أثره أبعد من موسكو، إذ إن إيران قد تكون أول دولة تتأثر بشكل غير مباشر إذا عادت العقوبات الثانوية.

ميدل ايست نيوز: قد يمتد تهديد ترامب الجديد بشأن «فرض جديد للعقوبات على روسيا» أثره أبعد من موسكو، إذ إن إيران—بوصفها أحد أهم الشركاء الاقتصاديين وقطاع الطاقة لروسيا—قد تكون أول دولة تتأثر بشكل غير مباشر إذا عادت العقوبات الثانوية.

وحسب تقرير لموقع “رويداد24” الإيراني حظيت التصريحات الأخيرة لدونالد ترامب حول احتمال تطبيق «صيغة جديدة للعقوبات على روسيا» على المستوى الدولي بتغطية واسعة؛ لكن بالنسبة لإيران، حملت هذه التصريحات رسالة أكثر جدية: فإذا اتجه ترامب نحو فرض عقوبات ثانوية شاملة، فلن تقتصر على روسيا وحدها، بل قد تشمل الدول الشريكة لموسكو، من بينها إيران.

في الأيام الماضية، صرح ترامب بأنه قد يفرض عقوبات على روسيا تشمل «الجميع»، وأن القرار النهائي «يرتبط بتقديره الشخصي». وقد فسّر محللون غربيون هذه العبارة الغامضة على أنها تشير إلى العقوبات الثانوية؛ وهي نفس الآلية التي استخدمها خلال رئاسته الأولى ضد إيران، مستهدفاً البنوك والشركات والدول التي تتعامل مع طهران.

لماذا قد تتأثر إيران بالعقوبات ضد روسيا؟

على مدى السنوات الأخيرة، وسّعت إيران وروسيا تعاوناتهما الاقتصادية والمصرفية والطاقة والعسكرية. جزء كبير من هذه التعاونات يقع ضمن مجالات قد تخضع مباشرة للعقوبات الثانوية الأمريكية، مثل زيادة التبادلات الطاقية والصفقات النفطية بين طهران وموسكو، التي قد تكون معرضة للخطر إذا شملت العقوبات الجديدة شركاء روسيا في الطاقة.

كما أن تطوير التعاون المصرفي خارج شبكة الدولار سيتأثر أيضاً. إيران وروسيا تعملان على ربط أنظمة الدفع وتجاوز نظام «سويفت» لإنشاء طرق تجارية جديدة، والعقوبات الثانوية قد تستهدف البنوك المشاركة في هذه العمليات.

يمثل التعاون العسكري ونقل التكنولوجيا أيضاً محوراً أساسياً معرضاً للتأثر. فقد حذرت واشنطن مراراً من أن التعاون العسكري بين طهران وموسكو، بما في ذلك في مجال الطائرات المسيرة، تحت المراقبة الأمريكية، لذا أي حزمة عقوبات جديدة على روسيا قد تشمل هذه التعاونات بشكل محتمل.

ما هدف ترامب؟

أوضح ترامب في تصريحاته الأخيرة أنه قد يتحرك ضد روسيا، وقد لا يتحرك، أو قد يجمع بين العقوبات والرسوم. هذا «الغموض المتعمد» جزء من أسلوبه؛ يعلن التهديد لكسب امتيازات، لكنه قد ينفذ جزءاً منه فقط.

مع ذلك، تُظهر تجربة رئاسته الأولى أن ترامب يستخدم أدوات الضغط بلا تردد حين يملك النفوذ، لذلك إذا جرى طرح العقوبات الثانوية على روسيا، فإن احتمال أن تتأثر إيران بشكل غير مباشر ليس ضعيفاً.

السيناريوهات المحتملة لإيران

  • السيناريو الأول: إدراج إيران رسمياً ضمن قائمة العقوبات المرتبطة بروسيا، مما قد يعطل التعاون المالي والطاقي بين طهران وموسكو.
  • السيناريو الثاني: الضغط على البنوك والشركات الوسيطة التي تربط إيران وروسيا، وهو أسلوب قد يسبب ضرراً أكبر لإيران مع تكلفة سياسية أقل على الولايات المتحدة.
  • السيناريو الثالث: التهديد السياسي دون التنفيذ الفعلي، حيث تتعرض إيران لمخاطر نفسية وليس لعقوبات عملية.

لماذا يشكل هذا التهديد أهمية لإيران؟

تعتمد بعض المشاريع الإيرانية على التعاون مع روسيا، وتولي واشنطن أهمية خاصة للتعاون العسكري بين طهران وموسكو، إضافة إلى إمكانية إعادة استخدام ترامب للعقوبات الثانوية، التي أثبتت فعاليتها الكبيرة ضد الاقتصاد الإيراني سابقاً، مما يجعل التهديد الأخير له أبعاداً جدية بالنسبة لإيران.

على الرغم من أن التهديد الجديد لترامب يبدو مرتبطاً بالحرب في أوكرانيا، فإن له تبعات فرعية مهمة على إيران. فأي حزمة عقوبات تُصاغ وفق «العقوبات الثانوية» ستستهدف عملياً شبكة التعاون بين طهران وموسكو، وبالنظر إلى التجربة السابقة وطريقة إدارة ترامب، فإن القلق من أن تشمل الصيغة الجديدة إيران بشكل مباشر أو غير مباشر أمر حقيقي ومبرر.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2 × اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى