صحيفة إيرانية تدعو إلى إعادة النظر بشكل جذري في مستوى التعاون مع وكالة الطاقة الذرية
قالت صحيفة فرهیختكان الإيرانية إن جزءاً من الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على المنشآت النووية الإيرانية اعتمد على معلومات «كانت لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية مسبقاً».

ميدل ايست نيوز: نشرت صحيفة «فرهیختكان» الإيرانية تقريراً حادّ اللهجة بعنوان «تغيير عقيدة إيران تجاه الوكالة»، قالت فيه إن جزءاً من الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على المنشآت النووية الإيرانية اعتمد على معلومات «كانت لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية مسبقاً». الصحيفة المحسوبة على التيار الأصولي، واستناداً إلى تصريحات محمد إسلامي وكاظم غريب آبادي، دعت إلى إعادة النظر بشكل جذري في مستوى التعاون بين إيران والوكالة.
وفي افتتاحيتها اليوم الثلاثاء، كتبت الصحيفة أن طهران، بعد الهجمات الأخيرة و«الانتهاء الرسمي لقرار 2231»، باتت مطالبة بإعادة تقييم علاقتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. واتّهمت الصحيفة الوكالة بـ«تسريب المعلومات» و«تمهيد الطريق لهجمات إسرائيل».
ونقلت الصحيفة عن محمد إسلامي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، قوله إن «أول موقع استهدفته إسرائيل كان مصنعاً ينتج الوقود الصفائحي لمفاعل طهران البحثي». وأضاف أن الهجمات لم تقتصر على فوردو ونطنز وأصفهان، بل طالت أيضاً خط إنتاج النظائر المشعة، وهو ما اعتبرته الصحيفة مؤشراً لافتاً: «استهداف خط إنتاج الراديوأدوية لا يثبت فقط أن الوكالة سربت معلومات إيران، بل يكشف أن المشكلة بالنسبة لهم ليست احتمال تصنيع سلاح نووي، بل وصول إيران إلى هذه التكنولوجيا من الأساس».
وفي فقرة أخرى، تهاجم الصحيفة مباشرة المدير العام للوكالة، رافائيل غروسي، قائلة إن «الوكالة، وعلى رأسها غروسي، هي من وضعت وثائق ومعلومات المنشآت النووية الإيرانية في يد أعداء إيران، وقامت عملياً بدور تجسسي لصالح إسرائيل».
وتبرز «فرهیختكان» محورين تعتبرهما أساسيين: العثور على وثائق نووية إيرانية ضمن الملفات التي كُشفت عن الأنشطة غير القانونية لإسرائيل، واستهداف مواقع «زارها مفتشو الوكالة مسبقاً»، خاصة خلال حرب الـ 12 يوماً.
وتضيف الصحيفة أن الوكالة «لم تتخذ أي خطوة لصالح إيران في الأوقات الحرجة»، وأنها لم تُدن التهديدات الأمنية أو الهجمات على المنشآت النووية، بل اكتفت بـ«تقرير عن حجم الأضرار».
وتذكر الصحيفة أيضاً الضغوط الفنية والسياسية التي تمارسها الوكالة، وتنقل عن إسلامي قوله إن الوكالة «رغم كل ما تمارسه من ضغوط على إيران، لم تُظهر أي دعم في مواجهة التهديدات الأمنية أو الأخطار التي تهدد حياة العلماء الإيرانيين».
وتتابع بالإشارة إلى ملف اتفاق القاهرة، وآلية «سناب باك»، ومساعي الأوروبيين لاستصدار قرار جديد، لتخلص إلى أنه «لا يمكن الاستمرار بالتعاون بالصيغة السابقة».
وفي ختام التقرير، تستند الصحيفة إلى تصريحات غريب آبادي التي قال فيها إن التعاون يجب أن ينتقل إلى مرحلة جديدة. وجاء في الاقتباس الذي أوردته «فرهیختكان»: «على الوكالة أن تدرك أننا دخلنا ظرفاً جديداً ويجب وضع آلية تتناسب مع الأوضاع الشبيهة بالحرب».
وتختتم الصحيفة بأن إيران «لن تسمح بعودة عمليات التفتيش إلى ما كانت عليه قبل الحرب»، وأن التعاون، طالما بقي غروسي في منصبه، «سيستمر تحت ظلال من انعدام الثقة».



