إيران تتوسط بين كابل وإسلام آباد وسط جهود إقليمية وروسية

تعمل إيران على تنظيم اجتماع إقليمي لخفض التوتر بين كابل وإسلام آباد، وقد رحبت وزارة الخارجية الباكستانية بالمبادرة.

ميدل ايست نيوز: تعمل إيران على تنظيم اجتماع إقليمي لخفض التوتر بين كابل وإسلام آباد، وقد رحبت وزارة الخارجية الباكستانية بالمبادرة.

وصرح المتحدث باسم الخارجية الباكستانية، طاهر حسين أنداربي، بأن إسلام آباد “تدعم دائمًا الحلول السلمية عبر الحوار والدبلوماسية، ونقدر وساطة إيران الشقيقة”. وأضاف أن لدى باكستان “أدلة قوية” تثبت أن مصدر بعض الانفلاتات الأمنية يأتي من داخل الأراضي الأفغانية.

وتزامنت هذه المواقف مع تصريحات وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الذي أوضح على هامش مؤتمر في طهران هذا الأسبوع أن بلاده “منخرطة خلال الأيام الأخيرة في جهود لإرساء الهدوء بين باكستان وأفغانستان”، معلنًا أن طهران تعمل على التحضير لـ”اجتماع إقليمي” يجمع الأطراف المعنية.

ولم تصدر حكومة طالبان في كابل موقفًا رسميًا حتى الآن، إلا أن شخصيات من الحركة شددت سابقًا على التزامها بمسار “الحوار”.

وتأتي هذه التحركات بعد فشل الجولة الثالثة من محادثات إسطنبول، التي ضمت وسطاء من تركيا وقطر، وانتهت دون اتفاق رغم الالتزام النسبي بوقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في الجولة الأولى. بدأت هذه الجهود عقب الاشتباكات الحدودية الدامية بين البلدين في 11 أكتوبر.

وتشير قراءة فرهاد محمدي، الصحافي في “بي بي سي”، إلى أن إصرار طهران على لعب دور الوسيط يستند إلى دوافع استراتيجية. وتسعى إيران أولاً وقبل كل شيء إلى تأمين حدودها الشرقية في وقت لا تزال فيه ملفاتها الملتهبة مع إسرائيل والغرب بلا حلول. كما تخشى السلطات الإيرانية من تنامي نشاط الجماعات المسلحة في باكستان وأفغانستان، خاصة في المناطق الحدودية مع إيران من قبل جيش العدل البلوشي. وترى أن أي تصعيد بين الجارتين يمنح هذه الجماعات فرصة التمدد.

وعلى الصعيد الاقتصادي، دفعت العقوبات الدولية طهران إلى الاعتماد بشكل أكبر على تجارة الجوار. وأشار عراقجي سابقًا إلى أن “التبادل الرسمي بين إيران وأفغانستان بات أعلى من حجم التجارة مع أوروبا”، مؤكدًا وجود إمكانات واسعة للتعاون مع كابل وإسلام آباد.

وتعتبر طهران أن تنشيط ميناء جابهار في جنوب بلوشستان الإيرانية ومسارات الربط التجاري نحو آسيا الوسطى يتطلبان وجود أفغانستان مستقرة.

كما تفضل إيران معالجة أزمات المنطقة عبر اللاعبين الإقليميين بدلاً من القوى العابرة للقارات. كما ترى أن نجاحها في التوسط بين الدولتين الجارتين سيعزز مكانتها كفاعل مؤثر في المعادلات الإقليمية.

في سياق موازٍ لهذه التحركات، نشرت وسائل إعلام باكستانية أن وزير الدفاع، خواجة آصف، طلب من حكومة طالبان تقديم “تعهد كتابي” يمهد الطريق نحو الاستقرار، على أن يحظى هذا التعهد بضمان من دول صديقة، مثل المملكة العربية السعودية، والإمارات، وقطر، وتركيا، وإيران، والصين.

وتصر باكستان منذ سنوات على أن جماعات مسلحة تستخدم الأراضي الأفغانية للهجوم عليها، بينما ترفض طالبان ذلك وتتهم إسلام آباد بمحاولة نقل مسؤولية إخفاقاتها الأمنية إلى كابل.

وفي خضم هذا المسار الدبلوماسي الإقليمي، برز تطور لافت تمثل في تأكيد مساعد وزير الخارجية الإيراني، سعيد خطيب زاده، لوكالة “ريا نوفوستي” أن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طهران للمشاركة في قمة قادة الدول المطلة على بحر قزوين “مطروحة على جدول الأعمال في الوقت الحالي”، في إشارة إلى تقاطع المسارين الإقليمي والدولي في حسابات طهران.

وتأتي هذه المستجدات بالتزامن مع استعداد إيران لاستضافة اجتماع دول جوار أفغانستان بمشاركة روسيا والصين، وذلك وسط تصاعد التوتر بين كابل وإسلام آباد ومساعٍ إيرانية لتعزيز موقعها على طاولات الحوار الإقليمي.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

15 + 10 =

زر الذهاب إلى الأعلى