اقتراح أميركي لطهران: تخصيب اليورانيوم بـ 3.67% داخل الأراضي الإيرانية تحت إدارة مجموعة دولية

 تساءلت صحيفة إيكونوميست عن إمكانية استئناف الحوار حول إدارة برنامج تخصيب اليورانيوم في إيران بعد مرور خمسة أشهر على استهداف الولايات المتحدة وإسرائيل لعدة منشآت نووية في إيران.

ميدل ايست نيوز: تساءلت صحيفة إيكونوميست عن إمكانية استئناف الحوار حول إدارة برنامج تخصيب اليورانيوم في إيران بعد مرور خمسة أشهر على استهداف الولايات المتحدة وإسرائيل لعدة منشآت نووية في إيران.

ودعا وزير الخارجية الإيراني عباس عراقچي، الذي تحدث هذا الأسبوع في مقابلة حصرية مع إيكونوميست، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للعودة إلى طاولة المفاوضات، مشيرًا إلى أن ترامب سبق وأن قال إن نوعًا من الاتفاق قد يكون ممكنًا.

وأضافت الصحيفة أن عراقجي دعا إلى «اتفاق عادل ومتوازن» مشيرًا إلى أن حكومته تسعى لمنع أي هجوم آخر من إسرائيل. وفي مقابلة أجراها في 19 نوفمبر في طهران، انتقد قرار ترامب بترك المفاوضات في يونيو ودور الولايات المتحدة في الحرب التي استمرت 12 يومًا بعد ذلك، وقال: «ليس لدينا حتى تجربة جيدة واحدة من المفاوضات مع الولايات المتحدة». ومع ذلك، أكد أن باب الحوار لا يزال مفتوحًا: «نحن مستعدون للتفاوض، لكن ليس لتلقي الإملاءات».

وأشار عراقجي إلى أن إيران ما تزال ترفض تلبية مطلب ترامب بالتخلي عن برنامجها النووي المحلي، لكنه أشار إلى إمكانية الموافقة على إجراءات تضمن للغرب عدم تحويل البرنامج إلى استخدام عسكري، وقال: «صفر تخصيب مستحيل، لكن صفر أسلحة ممكن». كما أشار الدبلوماسيون الإيرانيون إلى اقتراح توفيقي كان مطروحًا في المفاوضات مع الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا العام، يقضي بالسماح بتخصيب اليورانيوم حتى الحد المسموح به دوليًا وهو 3.67% داخل الأراضي الإيرانية، تحت إدارة مجموعة دولية تضم قوى كبرى، وربما تشمل الولايات المتحدة.

وأكد وزير الخارجية الإيراني أن التخصيب في إيران «متوقف حاليًا» بسبب الضربات الأمريكية والإسرائيلية التي ألحقت أضرارًا جسيمة بعدة مواقع، لكنه أبدى الغموض بشأن مصير نحو 400 كيلوجرام من اليورانيوم القريب من درجة النتسليح. وقال إن هذا اليورانيوم «مدفون تحت الأنقاض» بعد استهداف مواقع نطنز وفوردو، ونفى التقارير التي زعمت نقله إلى مكان مجهول قبل الضربات. وأضاف أن وصول المفتشين الدوليين إلى المواقع المتضررة لن يكون ممكنًا إلا بعد التوصل إلى اتفاق، مشيرًا إلى أن عودة العقوبات الأممية بسبب انتهاك إيران لاتفاق نووي سابق جعلت التعاون مع القوى الغربية أكثر صعوبة.

ويسعى عراقجي قبل أي حوار محتمل، أو في حال تعرض إيران لتهديد عسكري جديد من إسرائيل، لتعظيم قدرة بلاده على المساومة. ويقر المسؤولون الإيرانيون بأن مواقعهم الدبلوماسية والعسكرية ضعفت هذا العام، إذ استهدفت إسرائيل قوات إيران بالوكالة، مثل حزب الله في لبنان، بشكل مكثف ما أسفر عن مقتل جنود وقادة. كما فقدت إيران تحالفها السابق مع سوريا، التي منذ سقوط بشار الأسد قبل نحو عام أصبحت أكثر تقاربًا مع تركيا وإسرائيل.

وأضافت الصحيفة أن هجمات يونيو أبعدت إيران عن أن تصبح دولة على شفا امتلاك السلاح النووي. وفي رد على سؤال حول مدى استعداد إيران لهجمات إسرائيلية جديدة، قال عراقجي إن البلاد «أكثر استعدادًا من الحرب السابقة»، مؤكدًا أن صواريخ إيران «أفضل من حيث الكمية والنوعية». كما أشار إلى أن إيران تعمل على تطوير «شراكة استراتيجية» مع روسيا.

وأوضحت إيكونوميست أن جهود وزير الخارجية الإيراني في الخارج تتعقد بسبب حاجته لإرضاء المتشددين الداخليين الذين عارضوا المفاوضات السابقة مع ستيف ويتكوف، ممثل الولايات المتحدة، معتبرين أن جهود أمريكا غير صادقة وتخلق إحساسًا زائفًا بالأمن. وكان ويتكوف قد خطط لبدء الجولة السادسة من المفاوضات في 15 يونيو، لكن قبل يومين، شنت إسرائيل هجومًا مفاجئًا على طهران بدعم ظاهر من ترامب.

وحذر المتشددون من أن أي اقتراح أمريكي لاستئناف الحوار قد يكون فخًا يزيد من احتمال الهجمات العسكرية الإسرائيلية. ومع ذلك، لا يزال الدبلوماسيون الإيرانيون يذكرون باهتمام لقاءاتهم ومصافحاتهم مع «ستيف»، وهو الاسم الذي يطلقونه على ويتكوف. ومع ذلك، هم أيضًا يواجهون ضغوطًا داخلية لتجديد التسلح. وقال عراقجي: «أفضل وسيلة لمنع الحرب هي أن تكون مستعدًا لها، ونحن مستعدون تمامًا».

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

9 + اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى