أسوأ موجة جفاف في القرن.. طهران تواجه تقنين المياه
تعيش العاصمة الإيرانية طهران أكثر فتراتها جفافًا خلال القرن الجاري، إذ أوصل انعدام الأمطار التام مخزون السدود والمياه الجوفية إلى مرحلة حرجة.

ميدل ايست نيوز: تعيش العاصمة الإيرانية طهران أكثر فتراتها جفافًا خلال القرن الجاري، إذ أوصل انعدام الأمطار التام مخزون السدود والمياه الجوفية إلى مرحلة حرجة. ورغم جهود الترشيد الصيفية، لا يزال استهلاك المواطنين مرتفعًا، والحل الرئيسي يكمن في إدارة الاستهلاك، والحد من الاستخراج غير القانوني للمياه، والاستفادة من أساليب بسيطة لتقنين المياه. أما مشاريع نقل المياه أو تحليتها فليست مطروحة حاليًا بسبب تكلفتها العالية، وتحتاج طهران لتقليل الاستهلاك بنسبة لا تقل عن 20٪ لتجاوز الأزمة.
تدخل العاصمة الإيرانية عامها السادس من الجفاف في وقت تعيش واحدة من أقل فترات الهطول في تاريخها. ففي الأيام الـ 55 الأولى من السنة المائية الحالية لم تُسجَّل قطرة مطر واحدة في طهران، وهو ما أدى إلى تراجُع مخزون السدود الرئيسية المغذية للمدينة إلى أدنى مستوى لها منذ 60 عامًا. وقد اعتبر خريف هذا العام الأكثر جفافًا خلال قرن كامل.
ومع تفاقم الأزمة، بدأ تنفيذ خطة لإغلاق الآبار غير المرخصة، وتم خلال الأشهر الستة الماضية إغلاق 935 بئرًا في محافظة طهران. ويُقدَّر مجموع أعماق هذه الآبار بنحو 41 ألف متر، أي ما يعادل ثمانية أضعاف ارتفاع جبل دماوند، الذي يقف هذا العام للمرة الأولى عند مشارف الشتاء بلا غطاء ثلجي. وكانت هذه الآبار المخالفة تستنزف سنويًا نحو 15 مليون متر مكعب من المياه الجوفية، أي أكثر من مخزون سد كرج الحالي.
تشير التقديرات إلى أنه لولا تراجع استهلاك الإيرانيين في الصيف الماضي بنسبة 10 إلى 12 بالمئة، لخرجت بعض السدود من الخدمة مع نهاية سبتمبر. وقد بلغ حجم التوفير 80 مليون متر مكعب، وهو ما يعادل سعة خزان سد لتيان، ولعب دورًا مهمًا في إدارة الموارد المحدودة المتاحة.
ورغم هذا التوفير، يبقى متوسط استهلاك الفرد في طهران عند 185 لترًا يوميًا، وهو رقم بعيد عن المستوى المثالي البالغ 130 لترًا. وتُظهر البيانات أن 34٪ فقط من المشتركين يلتزمون بالحد الشهري البالغ 12 ألف لتر، بينما يتجاوز 66٪ هذا الحد. وأكثر من 60٪ من المشتركين يستهلكون حتى ضعف الحد المسموح، فيما يشكل 5٪ فئة المستهلكين المفرطين. ووفقًا للسياسات الجديدة، سيواجه الاستمرار في هذا النمط إنذارات وقطعاً للمياه ثم عقوبات مالية عالية عند التكرار.
زيادة طاقة نقل المياه والقيود على تطوير مصادر جديدة
شهدت الأشهر الأخيرة تشغيل الخط الثاني لنقل مياه طالقان، ما أضاف نحو خمسة آلاف لتر في الثانية إلى طاقة إمداد العاصمة، إلا أن ذلك لا يغطي سوى ثُمن احتياجات مياه الشرب. أما الخيارات الأخرى، مثل نقل المياه من الجنوب أو تحليتها، فهي غير عملية بسبب كلفتها التي لا تقل عن سبعة يورو للمتر المكعب، ولا توجد خطط لتنفيذها في الوقت الحالي.
خفض ضغط المياه لتجنب التوزيع بالتناوب
تعتمد سياسة إدارة المياه حاليًا في طهران على تجنب نظام التوزيع بالتناوب وضمان عدالة التوزيع. لذلك، أُعلنت خطة لتقليل ضغط المياه ليلًا كل يومين، وفق ما قاله محسن أردكاني، مدير شركة مياه وصرف طهران، بهدف الحفاظ على تدفق مستقر.
وبحسب أردكاني، فإن تجاوز المرحلة الراهنة يتطلب خفض الاستهلاك بما لا يقل عن 20٪.
وتقف طهران اليوم عند نقطة حرجة، إذ قد يؤدي استمرار تراجع منسوب الأمطار وانخفاض مخزون السدود إلى تحديات أكبر. ويبقى الأمل في تفادي تعميق الأزمة مرتبطًا بإدارة الاستهلاك والتصدي للاستخراج غير القانوني للمياه وإغلاق الآبار المخالفة التي تبتلع المياه الجوفية.
اقرأ المزيد
“أزمة بالغة الخطورة”.. برلماني إيراني يكشف عن خطة لتقنين المياه في طهران ومشهد قبل نهاية ديسمبر



