اتهامات قاتلة للبرتقال الإيراني تهدد سمعة الزراعة وسوق الصادرات
قال نائب رئيس اتحاد البستانيين في إيران إن وصف البرتقال الإيراني بأنه “سام” تعميم غير دقيق، لكنه اعترف بوجود ممارسات تجارية قبل الموسم، وانتقدها مرات عديدة.

ميدل ايست نيوز: في يونيو الماضي، أثارت قضية إعادة شحنات البطيخ والشمام الإيرانية من روسيا والعراق ضجة واسعة في الشارع الإيراني، ومع الوقت تحول الجدل إلى البرتقال الإيراني بعد انتشار مزاعم عن كونه “سامًا”، ما دفع دولًا مثل روسيا وأوزبكستان وأذربيجان هذا الموسم للاتجاه نحو شراء البرتقال المصري بدل الإيراني.
وبدأت عندما قال أكبر ياوري، رئيس اتحاد تجار سوق الجملة: “السوق مليء ببرتقال تم حقنه بصبغات صناعية، وتناوله يضر الإنسان وكأنه يتناول سم”. هذه التصريحات أثارت قلقًا واسعًا داخل السوق المحلي، ثم امتد الجدل إلى ملف التصدير. ياوري قال في جزء آخر من حديثه إن روسيا وأوزبكستان اتجهتا هذا العام إلى شراء الحمضيات من مصر لأن البرتقال الإيراني ظهر وكأنه ملوّن.
بعد انتشار واسع للمقطع، عاد ياوري في مقابلة جديدة ونفى قضية “حقن السم” بالبرتقال الإيراني، ووصفها بالشائعة. لكنه أوضح أن المقابلة المنشورة قديمة، تعود إلى نحو أربعين أو خمسين يومًا، ولا يعرف لماذا أعيد نشرها الآن. وشرح أن مسألة “الصبغ” ترتبط عادة بالفترة التي تسبق موسم البرتقال، حين يستخدم بعض الباعة هذه الطريقة لتسريع عرضه في السوق، ما يعني أنها ممارسة ما زالت قائمة، لكنها لا تخص شهر نوفمبر.
وقال عنایت الله بياباني، نائب رئيس بيت المزارع وبستاني مخضرم، لموقع فرارو حول ما إذا كانت الحمضيات الإيرانية سامة: الحمضيات الإيرانية من بين القليلة عالميًا التي لا تعاني من تلوث سام، لأنها دائمًا تتعرض للأمطار والرطوبة. لذلك فإن ترويج شائعات من هذا النوع يهدف غالبًا إلى تقليل مكاسب التجار الإيرانيين. وأكد أن تصدير البرتقال إلى روسيا ممكن، ويجري بالفعل، كما أشار إلى أن إيران من أكبر منتجي الكيوي في المنطقة والعالم، وأن دولًا مثل نيوزيلندا وروسيا وأوكرانيا تستورد هذا المنتج الإيراني.
وأضاف: من الناحية العلمية، من الصعب جدًا حقن السم أو الألوان الصناعية داخل الحمضيات. الثمار التي تتعرض للمطر باستمرار ولها قشرة زيتية لا تمتص المواد الخارجية بسهولة. الحديث عن صبغ البرتقال غير صحيح؛ وحتى قبل دخول الموسم لا يتم ذلك بهذه الصورة. وإن وُجد أثر للون على القشرة فبالإمكان مسحه بمنديل. مثل هذه الشائعات تضر بسمعة الزراعة الإيرانية وسوق صادراتها، مع أن جزءًا كبيرًا من دخل سكان محافظات كيلان ومازندران وكلستان يعتمد على إنتاج الحمضيات وبيعها.
وقدم مجتبى شادلو، نائب رئيس اتحاد البستانيين في إيران، رؤية مختلفة قليلاً. إذ قال إن كل محصول زراعي يخضع للفحص قبل الطرح في السوق، ونتيجة الفحص هي ما تحدد إن كان صالحًا للاستهلاك أو التصدير. لذلك فإن الادعاء بأن البرتقال الإيراني سام لا يستند إلى منطق. وإذا ثبت في الفحوصات أن هناك مشكلة، فلن يُسمح له بدخول السوق المحلي أساسًا، فضلًا عن التصدير.
وقال إن مسألة التصدير إلى روسيا ليست ثابتة طوال العام، فالموسم لم يبدأ بعد بشكل كامل. التصدير عملية تعتمد على اتفاق بين طرفين؛ يجب أن تكون لدى إيران القدرة على الإرسال، ويجب أن تكون لدى الجهة المستوردة رغبة في الشراء. هناك تجارة قوية مع الدول المجاورة، لكن لا توجد عقود دائمة أو لسنوات طويلة. قد يتم التصدير سنة ويتوقف في سنة أخرى حسب ظروف السوق والاقتصاد.
وأضاف نائب رئيس الاتحاد أن وصف البرتقال الإيراني بأنه “سام” تعميم غير دقيق. لكنه اعترف بوجود ممارسات تجارية قبل الموسم، وانتقدها مرات عديدة، مؤكدًا أن الثمار يجب أن تُترك على الشجرة حتى تصل إلى مرحلة النضج التي يعرفها المزارعون. في هذه الحالة يكون الطعم أفضل والعمر التخزيني أطول والحجم أنسب، كما أن هذا الأسلوب اقتصادي وصحيح علميًا.
وقال في ختام حديثه إن بعض الأشخاص يلجأون إلى طرق غير طبيعية لتلوين الثمار. هذه العملية تفسد الطعم، وترفع الحموضة، وتضر بالمستهلك، ولا تحقق فائدة حقيقية للمزارع.



