الصحافة الإيرانية: على إيران أن تعي أن المنطقة تحولت إلى كتلة مالية لصالح الغرب

قال أستاذ في العلاقات الدولية إن تصريحات المسؤولين الإيرانيين الأخيرة يعكس كلامًا يدل على أن بعض المسؤولين الإيرانيين إمّا لا يُحسنون قراءة المشهد أو باتوا بعيدين جدًا عنه.

ميدل ايست نيوز: قال أستاذ في العلاقات الدولية إن ما جاء في تصريحات أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، حول أن “مواجهة إسرائيل هي الخيار الوحيد”، إضافة إلى تصاعد الضغوط الغربية، يعكس كلامًا يدل على أن بعض المسؤولين الإيرانيين إمّا لا يُحسنون قراءة المشهد أو باتوا بعيدين جدًا عنه.

وأضاف علي بيكدلي، في مقابلة مع وكالة إيلنا: لم يعد هناك بلد واحد في الشرق الأوسط يمكن أن نعتمد عليه. التغييرات الجيوسياسية التي صنعتها الولايات المتحدة وإسرائيل غيّرت ميزان القوى في المنطقة، ويجب على المسؤولين إدراك ذلك. لقد خسرنا أذرعنا الأمنية، والوضع في المنطقة غير إيجابي، بل قد يصل الأمر إلى نزع سلاح حزب الله. على المسؤولين أن يدركوا أن إعادة تشكيل الشرق الأوسط جاءت لمصلحة إسرائيل والولايات المتحدة، وأن ما كنا نتوقعه من المنطقة لم يتحقق، كما أن ميزان القوى انقلب رأسًا على عقب.

وعن قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية والضغوط الغربية المتصاعدة على إيران، أوضح: قلت سابقًا إن هناك رباعيًا مكوّنًا من الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل والوكالة الدولية يقفون أمامنا، وللخروج من مأزق هذا الرباعي يجب التعاون مع الوكالة. بموجب القرار الأخير، يفترض أن يقدّم رافائيل غروسي في مارس المقبل، خلال الاجتماع الدوري للوكالة، آخر المعلومات حول إيران. منذ عامين عالقون في حالة من الضبابية. ولن يكون أمامنا أي مخرج قبل أن يرفع غروسي تقريره إلى مجلس المحافظين، وحتى الولايات المتحدة تنتظر هذا التقرير. أما الدول الأوروبية الخمس، فهي تدفع واشنطن إلى الواجهة حتى تبدأ المفاوضات بما يخدم مصالحها.

وأضاف الأساذ الإيراني في العلاقات الدولية: نعيش حالة ارتباك وضغط متواصل؛ الغرب يمارس ضغوطه، ونحن أيضًا عالقون بلا مسار واضح. أعتقد أن هناك دبلوماسية سرية تجري بيننا وبين الدول الغربية، وأتمنى أن يكون الأمر كذلك.

حتى التفاوض مع أوروبا بلا جدوى

وفي ما يتعلق بزيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى عُمان، وزيارة علي لاريجاني إلى باكستان، وما تردد حول احتمال بحثهما ملفات إيران والقضية النووية، قال بيكدلي: «قد يقوم البلدان ببعض الجهود، لكن ترامب قال صراحة إنه لا يقبل هذه المرة بأي وساطة، وإن أي قناة تفاوض يجب أن تكون مباشرة. إذا كان لا بد من فتح مسار، فيجب أن يكون مع الولايات المتحدة مباشرة. قد تتوسط باكستان وعُمان لتهيئة أجواء الحوار، لكن في النهاية لا خيار سوى التفاوض المباشر مع واشنطن. وحتى التفاوض مع أوروبا غير مجدٍ، لأنها قالت بوضوح: يجب أولًا التفاوض مع أمريكا».

وتابع: «أوروبا اليوم أسيرة للموقف الأمريكي، وتحاول تقديم تنازل لواشنطن كي يكون لها دور في حلّ أزمة أوكرانيا. وحتى ملف إيران أحالته إلى الولايات المتحدة، بمعنى أنه إذا أرادت طهران التفاوض، فليكن مع واشنطن أولًا. هذا الواقع يزيد من صعوبة موقفنا، ولا يترك لنا بديلًا آخر».

المنطقة تحولت إلى كتلة مالية لصالح الغرب

وعلّق الخبير على بعض الآراء التي ترى أن التفاوض مع الولايات المتحدة غير مثمر وأن واشنطن تسعى لإضعاف إيران، فقال: «منذ بداية الثورة أعلنّا ضرورة زوال إسرائيل، لكن في الوقت نفسه يعمل الأمريكيون على جذب رؤوس الأموال العربية إلى أوروبا والولايات المتحدة لتوليد فرص عمل. المنطقة بالنسبة لهم أصبحت كتلة مالية ضخمة توفر لهم مكاسب اقتصادية مباشرة».

وأشار إلى أن «منطقتنا هي الأغنى عالميًا، والاستثمار فيها أو توجيه استثماراتها نحو دولهم مفيد للغاية. اليوم يتحدث محمد بن سلمان عن استثمارات بنحو تريليون دولار. لذلك يسعون إلى تهدئة المنطقة، وأي طرف يعطل هذا المسار سيواجهونه. يجب أن ندرك أن الاستراتيجية القديمة انتهت، وأن الاستراتيجية الجديدة في الشرق الأوسط تغيّرت ومعها تغيّر ميزان القوى الإيجابي الذي كنا نطمح إليه. وفي هذا الوضع، لا نملك خيارًا آخر».

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثمانية عشر + اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى