ما فوائد إطلاق خط حافلات مباشر بين إيران والعراق؟

في كل عام، يسافر ملايين الزائرين الإيرانيين والعراقيين إلى البلد المجاور لزيارة العتبات المقدسة في كربلاء والنجف ومشهد، لكن غياب الترتيبات الخاصة بالسفر البري المباشر يؤدي إلى إهدار الوقت ويزيد مخاطر الطرق على المسافرين.

ميدل ايست نيوز: تشكل صناعة السياحة اليوم واحدة من أكبر الصناعات وأكثرها حيوية في العالم؛ وهي صناعة يمكنها—في حال توافر البنية التحتية المناسبة—أن تتحول ليس فقط إلى محرّك اقتصادي للدول، بل إلى مصدر مستدام للدخل من العملات الأجنبية. ويرتبط ازدهار هذه الصناعة ارتباطاً وثيقاً بواقع البنية التحتية وقطاع النقل.

وكتبت صحيفة دنياي اقتصاد في تقرير لها، إنه في كل عام، خلال زيارة الأربعين في العراق التي تُعد ذروة السياحة الدينية، يضطر مئات الآلاف من الزائرين الإيرانيين الذين ينوون السفر براً إلى تبديل وسائط النقل بشكل متكرر طوال الطريق. وهذا في وقت تشير فيه أرقام تبادل السياح بين إيران والعراق إلى وجود سبعة ملايين زائر سنوياً، ما يتيح تصميم وتنفيذ نموذج اقتصادي أمثل يستند إلى «إتاحة السفر البري المباشر بين المدن الإيرانية الكبرى والوجهات الدينية في العراق».

في كل عام، يسافر ملايين الزائرين الإيرانيين والعراقيين إلى البلد المجاور لزيارة العتبات المقدسة في كربلاء والنجف ومشهد، لكن غياب الترتيبات الخاصة بالسفر البري المباشر يؤدي إلى إهدار الوقت ويزيد مخاطر الطرق على المسافرين. ويمكن أن يسهّل إطلاق خدمات السفر المباشر بالحافلات من طهران ومشهد وأصفهان إلى المدن الدينية في العراق—ويعيد إطلاقها بالاتجاه المعاكس—تجربة السفر ويجعلها أكثر راحة وأماناً وسرعة. لكن ورغم كثافة الحركة، فإن البنية التحتية للنقل العام بين البلدين لم تُطوَّر بما يتناسب مع حاجات الزائرين.

وكان تيمور حسيني، رئيس شرطة المرور في إيران، قد أعلن في سبتمبر من العام الماضي أن 20% من مجموع الزائرين في زيارة الأربعين سافروا بالحافلات، ونحو 3% عبر الخطوط الجوية، بينما استخدم نحو 77% مركباتهم الخاصة للوصول إلى الحدود.

ومن بين الطرق التي يمكنها تحسين رفاه المسافرين وخفض تكاليفهم في السفر بين العراق وإيران، وبالتالي الإسهام في تنمية قطاع السياحة، توفير إمكانية السفر المباشر بالحافلات انطلاقاً من المدن الإيرانية الكبرى مثل طهران ومشهد وأصفهان، إلى النجف وكربلاء وبغداد، والعكس. وقد أتاح السماح القانوني الجديد بدخول السيارات ذات اللوحات الخاصة الإيرانية والعراقية إلى أراضي البلد الآخر فرصة لاستخدام الحافلات الإيرانية والعراقية لنقل الزائرين مباشرة عبر الحدود. كما يمكن لتجربة النقل البري المباشر من طهران إلى إسطنبول ويريفان وباتومي أن تسهّل أيضاً إطلاق خطوط مباشرة إلى المدن الدينية في العراق.

توفير إمكانية السفر المباشر بالحافلات إلى العراق يحمل الفوائد التالية:

1- تقليل وقت وتكلفة السفر للزائرين:
أحد أبرز التحديات التي يواجهها المسافرون براً إلى العتبات المقدسة هو الوقت الطويل الذي يُصرف في البحث عن وسيلة نقل بعد عبور الحدود. كما لوحظ خلال العطل، مثل عيد النوروز، أن بعض السائقين العراقيين يطلبون أجوراً أعلى من المعتاد. أما مع تطبيق خطة السفر المباشر بالحافلات، فسيتمكن الزائرون بعد التفتيش وختم الجوازات في المنافذ الحدودية من مواصلة الطريق مباشرة إلى وجهتهم دون انتظار. ومع توفير القدرة على شراء التذاكر عبر الجهات الرسمية—سواء حضورياً أو عبر الإنترنت—سيتمكّن المسافرون من شراء التذاكر بأسعار قانونية ومعلنة.

2- خفض الازدحام وحوادث الطرق:
من أهم الاعتبارات في السفر الطويل وبين المدن، الازدحام في المدن الحدودية خلال المواسم الخاصة، إضافة إلى احتمال وقوع الحوادث بسبب التعب أو قلة الانتباه. وسيؤدي التوسع في استخدام الحافلات بين المدن إلى تقليل عدد السيارات الخاصة على الطرق، ما يخفف الازدحام. كما أن سائقي الحافلات ملتزمون قانوناً بساعات محددة للقيادة وفترات استراحة إلزامية، ما يقلل احتمال وقوع الحوادث.

3- تعويض النقص في أسطول الحافلات الإيراني:
من مشكلات النقل العام بين المدن في إيران ارتفاع الطلب مقابل محدودية أسطول الحافلات، وهو وضع تفاقم نتيجة الطاقة المحدودة لصناعة الحافلات في الداخل وتأثير العقوبات الخارجية. وبحسب ما قاله عبدالله أرجائي، نائب وزيرة الطرق والإسكان الإيرانية، فإن قطاع النقل البري يحتاج إلى ستة آلاف حافلة إضافية ليتمكن من تلبية حاجة المواطنين. وسيتيح تشغيل خطوط مباشرة للحافلات بين إيران والعراق، وسماح دخول الحافلات العراقية إلى إيران، نقل جزء من المسافرين عبر الحافلات العراقية، ما يخفف الضغط عن الأسطول الإيراني إلى حين شراء أو تصنيع حافلات جديدة.

وبالنظر إلى توفر الإطار القانوني لعبور الحافلات بين البلدين، والفوائد المتعددة لهذا النموذج، يُتوقّع من وزارة الطرق والإسكان ومنظمة النقل البري في إيران التنسيق مع الجانب العراقي لتوفير خدمات سفر مباشر آمنة ومريحة للمواطنين الإيرانيين، وإدراج تذاكر هذه الرحلات في منصات البيع القانونية. ومن الضروري التخطيط لهذا المشروع من الآن، وعدم تأجيله إلى مواسم الذروة.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

18 − 7 =

زر الذهاب إلى الأعلى