المرشد الأعلى الإيراني: أمريكا وإسرائيل منيتا بهزيمة في الحرب مع إيران ولا رسالة إيرانية لواشنطن
أكد المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، في كلمة موجهة إلى الشعب الإيراني أن أمريكا مُنيت بالهزيمة في حرب الـ12 يوماً رغم كل تجهيزاتها الحديثة.

ميدل ايست نيوز: أكد المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، في كلمة موجهة إلى الشعب الإيراني أن أمريكا مُنيت بالهزيمة في حرب الـ12 يوماً رغم كل تجهيزاتها الحديثة.
وأفادت وكالة تسنيم الإيرانية بأن المرشد الأعلى الإيراني قال في كلمة متلفزة موجّهة مساء اليوم إلى الشعب الإيراني، على ضرورة تعزيز واستمرار قوة التعبئة جيلاً بعد جيل بوصفها «ثروةً كبيرة، حركةً شعبية عامة، وعنصراً لزيادة القوة الوطنية».
واعتبر فشل أمريكا والكيان الصهيوني في تحقيق أيٍّ من أهداف عدوانهما على إيران دليلاً واضحاً على هزيمتهما المحققة، موجهاً عدة توصيات للشعب، وداعياً مختلف فئات المجتمع والجناحين السياسيين إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية وتعزيزها.
وأشار إلى ضرورة قيام المسؤولين بتعظيم مكانة التعبئة، واصفاً إياها بأنها حركة وطنية قيّمة تتمتع بـ«دوافع إيمانية ووجدانية، وثقة بالنفس، وروح غيورة».
وتحدّث سماحته عن ضرورة مقاومة الشعوب أمام الأطماع والتدخلات السلطوية، قائلاً إن العنصر العظيم للمقاومة الذي تأسس في إيران وترعرع فيها، حاضر اليوم في شعارات دعم فلسطين وغزة في مناطق مختلفة من العالم، بما فيها الدول الغربية وحتى الولايات المتحدة.
وقال المرشد الأعلى الإيراني في جزء آخر من كلمته بشأن قضايا المنطقة والحرب التي استمرت 12 يوماً: في الحرب ألحق الشعب الإيراني بلا شك الهزيمة بكلٍّ من أمريكا والكيان الصهيوني. جاءوا وارتكبوا الشرور، لكنهم تلقّوا الضربات، وعادوا خاليي الوفاض، ولم يحققوا أيّاً من أهدافهم، وهذا كان هزيمة حقيقية لهم.
وأشار إلى مخطط ممتد لـ20 عاماً لدى الكيان الصهيوني لخوض حرب مع إيران، قائلاً: لقد خطّطوا لحرب يمكنهم فيها، عبر التحريض، دفع الشعب إلى مواجهة النظام، لكن الأمور جاءت على العكس تماماً؛ إذ فشلوا إلى درجة أن حتى أصحاب المواقف الناقدة للنظام وقفوا معه، فتكوّن اتحاد عام في البلاد.
وقال: بالطبع تعرّضنا نحن أيضاً لبعض الخسائر، وفقدنا أرواحاً عزيزة بحكم طبيعة الحرب، لكن الجمهورية الإسلامية أثبتت أنها مركز للإرادة والقوة، وأنها تستطيع الوقوف بثبات واتخاذ القرار من دون خوف من الضجيج. وأضاف أن الخسائر المادية التي مُني بها العدو المعتدي كانت أكبر بكثير من خسائر إيران.
وأشار إلى الخسائر الكبيرة التي تكبّدتها أمريكا في الحرب، مضيفاً: لقد خسرت أمريكا بشدة لأنها، رغم استخدام أحدث الأسلحة الهجومية والدفاعية المتطورة، لم تستطع تحقيق هدفها المتمثل في خداع الشعب وكسبه إلى جانبها، بل ازدادت وحدة الشعب، وأفشلت الشعبُ مخططَ أمريكا.
وتطرق إلى الفضيحة والسمعة السيئة الشديدة للكيان الصهيوني في فاجعة غزة، والتي وصفها بأنها من أهم كوارث تاريخ المنطقة، وقال: إن أمريكا وقفت إلى جانب هذا الكيان المغتصب، فصارت هي أيضاً بالغة الفضيحة وسوء السمعة، لأن شعوب العالم تعرف أن الكيان الصهيوني غير قادر على ارتكاب كل هذه الفظائع من دون أمريكا.
ووصف رئيس حكومة الكيان الصهيوني بأنه أكثر شخص مكروه في العالم اليوم، واعتبر الكيان الصهيوني أكثر منظومة وعصابة حاكمة مكروهة في العالم، مضيفاً: ولأن أمريكا تقف إلى جانبهم، فقد انتقلت كراهية الصهاينة إليها أيضاً.
ورأى أن تدخلات أمريكا في مختلف أنحاء العالم من أسباب عزلتها المتزايدة، وقال: إن تدخل أمريكا في أي منطقة يؤدي إلى إشعال الحروب أو ارتكاب المجازر والدمار والتشريد.
وأشار إلى الحرب المدمّرة وغير المجدية في أوكرانيا باعتبارها نموذجاً لتلك التدخلات، مضيفاً: الرئيس الأمريكي الحالي، الذي كان يقول إنه سيحل هذه الحرب خلال ثلاثة أيام، بات اليوم — بعد نحو عام — يفرض خطة من 28 بنداً على بلد جرى إدخاله في الحرب.
كما عدّ هجمات الكيان الصهيوني على لبنان، والعدوان على سوريا، وجرائمه في الضفة الغربية والوضع الكارثي في غزة نماذج أخرى على الدعم الواضح الذي تقدمه أمريكا لحرب وجرائم هذا الكيان البغيض. وقال: إنهم يروّجون لشائعات بأن الحكومة الإيرانية بعثت برسالة إلى أمريكا عبر دولة ما، وهذا كذب محض ولا أساس له قطعاً.
وأشار إلى خيانة أمريكا حتى لأصدقائها في سبيل دعم العصابة الصهيونية المجرمة، ومساعيها لإشعال الحروب في العالم من أجل النفط والثروات الباطنية، مؤكداً أن نطاق هذه السياسات وصل اليوم إلى أمريكا اللاتينية أيضاً. وقال: مثل هذه الحكومة ليست إطلاقاً جهةً تسعى الجمهورية الإسلامية إلى التعاون أو إقامة العلاقات معها.
وفي الجزء الختامي من كلمته، قدّم عدة توصيات للشعب، كانت أولها الحفاظ على الوحدة الوطنية وتعزيزها، قائلاً: توجد خلافات بين الفئات والاتجاهات السياسية، لكن المهم هو أن نقف جنباً إلى جنب في مواجهة العدو كما حدث في الحرب ذات الاثني عشر يوماً، فهذه الوحدة عامل مهم جداً في تعزيز القوة الوطنية.
كما أوصى بدعم رئيس الجمهورية والحكومة، قائلاً: إن إدارة البلاد مهمة صعبة وثقيلة، وقد بدأت الحكومة بتنفيذ أعمال جيدة، من بينها استكمال المشاريع غير المنجزة للشهيد رئيسي، والتي سيرى الشعبُ نتائجها إن شاء الله.
وكانت الوصية الثالثة هي الابتعاد عن الإسراف في كل شيء، بما في ذلك الخبز والغاز والبنزين والمواد الغذائية، إذ وصف سماحته الإسراف بأنه من أخطر الأضرار التي تصيب العائلات والبلاد، وقال: لو لم يكن هذا الحجم الكبير من الإسراف، لكان وضع البلاد بلا شك أفضل بكثير.
أما التوصية الأخيرة فكانت تعزيز الارتباط بالله والابتهال والدعاء في كل الأمور، بما في ذلك طلب الغيث والأمن والعافية، حتى يجعل الله — بفضله — أسباب إصلاح الأوضاع ميسّرة ومتحققة.



