شبح الحرب يخيم على المنطقة.. هل تنتقل الحرب اللبنانية إلى المنطقة بأسرها؟

بالنظر إلى هذه التطورات، يمكن القول إن شبح الحرب يخيّم على المنطقة، وأن أي خطأ في الحسابات من جانب إسرائيل قد يخلّف تداعيات خطيرة تطال المنطقة بأسرها.

ميدل ايست نيوز: بعد مرور عام على وقف إطلاق النار في لبنان، لا تزال أجواء الحرب ماثلة، فيما تبدو الأوضاع أكثر هشاشة من أي وقت مضى. ويحذر خبير في الشؤون اللبنانية، في مقال نشرته صحيفة “اطلاعات”، من أن شبح الحرب يخيّم على المنطقة، مع احتمالات امتدادها إلى ما وراء حدود لبنان.

وكتب محمد علي مهتدي في صحيفة “اطلاعات“: إن الإجراءات العدوانية والاستفزازية التي ينفذها الكيان الإسرائيلي في لبنان وسوريا والعراق رفعت احتمالات اندلاع حرب مدمرة في لبنان والمنطقة بأكملها. فقد مر عام على إعلان وقف إطلاق النار في لبنان، وخلال هذه الفترة التزم حزب الله بالكامل بالاتفاق ولم يطلق رصاصة واحدة، بينما انتهك الجيش الإسرائيلي وقف إطلاق النار أكثر من عشرة آلاف مرة، مستخدماً المدفعية والطائرات الحربية والمسيرات، ما أدى إلى تدمير قرى جنوب لبنان واستشهاد أكثر من 500 شخص.

ويشير مهتدي إلى أن ضبط النفس الذي مارسته المقاومة جاء انطلاقاً من مسؤولية الحكومة اللبنانية في الحفاظ على وقف إطلاق النار، إلا أن هذه الحكومة التي لا تمتلك القدرة العسكرية لمواجهة إسرائيل، اكتفت بالتحرك عبر القنوات الدبلوماسية والمحافل الدولية، من دون نتيجة، ما أثبت أن العدو لا يفهم سوى لغة القوة.

نفاذ صبر المقاومة

يضيف الخبير في الشؤون اللبنانية: جعل الهجوم الذي نفذه الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي على مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت، وأسفر عن استشهاد “هيثم علي طباطبائي” وأربعة من عناصر حزب الله، استمرار ضبط النفس أمراً غير ممكن. الشيخ نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله، قال في خطبة يوم الجمعة: “لدينا الحق في الرد، وسنحدد زمانه.” وفي المقابل، هدد الجيش الإسرائيلي قائلاً: “سنرد بقوة كبيرة على أي محاولة من حزب الله تهدد أمن إسرائيل.”

والسؤال المطروح هنا: هل ستبقى الحرب ضمن حدود لبنان، أم ستتخذ طابعاً إقليمياً؟ تشير التقديرات إلى احتمال كبير بأن تتحول إلى حرب إقليمية. فقد أعلنت جماعة أنصار الله أنها ستستأنف عمليات الحصار البحري على إسرائيل إذا شنت هجوماً على لبنان. كما يُحتمل تدخّل فصائل المقاومة في العراق.

تهديدات إقليمية وردود فعل

في العراق، يشير الانفجار في حقل الغاز قرب السليمانية وتحليق طائرات عسكرية إسرائيلية حتى قرب الحدود الإيرانية إلى ضغوط وتهديدات تمارس على فصائل المقاومة. وفي الوقت نفسه، تكشف مناورات القوة الجوية الإيرانية على الحدود عن استعداد الجمهورية الإسلامية الكامل لمواجهة أي تهديد محتمل.

وبالنظر إلى هذه التطورات، يمكن القول إن شبح الحرب يخيّم على المنطقة، وأن أي خطأ في الحسابات من جانب إسرائيل قد يخلّف تداعيات خطيرة تطال المنطقة بأسرها.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

20 + خمسة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى