الصحافة الإيرانية: الغرب أبقى إيران في حالة «لا توازن استراتيجي»
قال أستاذ في العلاقات الدولية إنّ الغرب والولايات المتحدة أبقيا إيران في حالة لا توازن استراتيجي، موضحاً أنه حين تكون في وضع غير متوازن، لا تستطيع تحديد أهدافك ولا اعتماد تكتيكات فعّالة.
ميدل ايست نيوز: قال أستاذ في العلاقات الدولية إنّ الغرب والولايات المتحدة أبقيا إيران في حالة لا توازن استراتيجي، موضحاً أنه حين تكون في وضع غير متوازن، لا تستطيع تحديد أهدافك ولا اعتماد تكتيكات فعّالة.
وفي مقابلة مع وكالة إيلنا، قال محسن جلیلوند: علينا أن نخرج من هذا اللاتوازن وأن نفكّر بعلاقاتنا مع الصين والولايات المتحدة معاً. سياستنا الخارجية أصبحت يومية ومجزأة؛ فلو استطعنا غداً بيع النفط لأمريكا، فلن نقبل ببيعه للصينيين بهذا الخصم نفسه. وحتى الصين، إن توصلت إلى تفاهم مع الأمريكيين بشأن تايوان، هل ستواصل دعمها لنا؟ هذه مسائل معقّدة.
وخلال تقييمه لطبيعة العلاقات بين إيران والصين وإمكانية تطويرها، أوضح الخبير الإيراني: إن العلاقات بين البلدين تتجه عموماً نحو طابع استراتيجي. ومع تغيّر توجه السياسة الخارجية الإيرانية التي لم تعد تنظر إلى مبدأ «لا شرقية ولا غربية» كما في السابق، بل تبنّت مقاربة «النظر إلى الشرق»، أصبحت الصين بالنسبة لإيران فرصة للعثور على شريك قوي. ورغم أنّ بكين لا تُعدّ بعد حليفاً لإيران، إلا أنّ العلاقات التجارية واسعة، والعلاقات السياسية تتأثر بعوامل متغيّرة عديدة. هناك إمكان لأن تصبح الصين حليفاً لنا، لكن ذلك لم يتحقق بعد.
وعن قلق الصين من احتمال انحياز إيران للغرب، قال الأستاذ في العلاقات الدولية: ليست المشكلة في طبيعة العلاقة مع الصين بحد ذاتها، بل في تحرك الدول وفق مصالحها الوطنية، وهي تتغير من دولة لأخرى. التصريحات الصينية تأتي في إطار الأخذ والردّ السياسي. إيران تاريخياً تُعرَّف ضمن مجال النفوذ الغربي، وأن منطقة الشرق الأوسط ككل خضعت — وما تزال — للتأثير الغربي منذ نحو 400 إلى 500 عام.
وأضاف جلیلوند أنّ دخول الصين إلى الشرق الأوسط لن يكون سهلاً، لأنها لا تملك بعدُ القدرة الكافية، وحتى لو امتلكتها فستحتاج وقتاً طويلاً لترسيخ وجودها، على عكس الغرب الذي رسّخ نفوذه منذ قرون.
وعما إذا كان يمكن لإيران الاستفادة من التنافس بين أمريكا والصين، قال: «هذا أمر طبيعي؛ الدول تستثمر صراع القوى الكبرى. انظروا إلى السعودية التي دفعتها الضغوط الأمريكية إلى الاتجاه نحو الصين وتوقيع اتفاقيات طويلة الأمد، بل منحت جزءاً من أسهم أرامكو للصينيين. الإمارات والعراق أيضاً اتجها نحو المسار نفسه. هكذا تعمل الدول عادة: تستفيد من التنافس بين القوى.»
وعن قدرة إيران على استغلال هذا المناخ الدولي، قال: «نحن نعيش حالة لا توازن استراتيجي، وهذا يمنعنا من وضع أي استراتيجية طويلة الأمد. نحن ندير يومياتنا فقط ولا نستطيع صياغة سياسة خارجية حقيقية؛ ما نملكه الآن هو مجرد علاقات خارجية، وليس سياسة خارجية مبنية على رؤية واستراتيجية. البلدان التي تملك توازناً استراتيجياً فقط هي القادرة على وضع خطط بعيدة المدى، أما نحن فليست لدينا هذه القدرة حالياً.»



