خبير إيراني: انخفاض جودة الوقود هو السبب الرئيسي وراء تلوث الهواء في إيران

قال خبير في شؤون الطاقة إن السبب الرئيسي وراء ارتفاع التلوث في إيران يعود إلى السيارات المتهالكة. فمن بين 20 مليون سيارة ركاب مسجلة في البلاد، تشير التقارير إلى أن نحو 9 ملايين منها متهالكة.

ميدل ايست نيوز: في وقت عاد فيه تلوث الهواء ليضع طهران وعدداً من المدن الكبرى في البلاد تحت حالة الطوارئ، عادت النقاشات في الوسط الإيراني حول جودة الوقود والاستهلاك المفرط للبنزين ودور السيارات والدراجات النارية المتهالكة إلى الواجهة كأحد أبرز محاور انتقادات الخبراء. فقد تجاوز استهلاك البنزين اليومي في إيران استهلاك العديد من الدول ذات الكثافة السكانية العالية، فيما يبتعد جزء كبير من أسطول النقل عن المعايير العالمية. وفي ظل هذه الحالة، يبرز السؤال الأهم: هل يعود السبب الأكبر في التلوث إلى انخفاض جودة الوقود أم إلى تقادم أسطول النقل؟ وهل يمكن لسياسة الحكومة الجديدة في تعديل سعر البنزين أن تُسهم في خفض التلوث وتحسين جودة الوقود؟

وفي هذا السياق، قال حميد حسيني، الخبير في شؤون الطاقة وعضو غرفة التجارة والمتحدث باسم اتحاد مصدري المشتقات النفطية، في حديث لموقع ديده بان إيران، إن السبب الرئيسي وراء ارتفاع التلوث يعود إلى السيارات المتهالكة. فمن بين 20 مليون سيارة ركاب مسجلة في البلاد، تشير التقارير إلى أن نحو 9 ملايين منها متهالكة، وهي سيارات غير مطابقة للمعايير سواء في الوقود الذي تستهلكه أو في أدائها.

وأشار حسيني إلى سوء جودة الديزل المستخدم في إيران، قائلاً إن هناك مشكلة أكبر تتعلق بالديزل، فعدد كبير من المركبات العاملة بالديزل تتنقل داخل المدن، في حين يحتوي الديزل الإيراني على مستويات كبريت مرتفعة للغاية تبلغ نحو 1500 ضعف المعيار العالمي. يتسبب هذا الأمر في تلوث يفوق ما يسببه البنزين.

وشدد نائب رئيس غرفة التجارة المشتركة بين إيران والعراق على أن أنظمة التدفئة المنزلية تُعد عاملاً إضافياً في تلوث الهواء، موضحاً أن جميع أنواع الطاقة الأحفورية تؤدي إلى انبعاثات لا يمكن تجنّبها، وأن طهران، بسبب موقعها الجغرافي المحاط طبيعياً، يتفاقم فيها التلوث خصوصاً مع انخفاض درجات الحرارة وزيادة استهلاك الطاقة في المنازل والمركبات، ولا سيما الدراجات النارية الأكثر تلويثاً.

وفيما يتعلق بأعداد الدراجات النارية، قال حسيني إن في طهران نحو 4 ملايين دراجة، أي ما يقارب عدد السيارات الخاصة، مؤكداً أن تقادم هذا الأسطول يُسهم بقوة في تلوث الهواء.

وأضاف عضو غرفة التجارة أن السيارة العادية من المفترض أن تقطع يومياً ما بين 20 و25 كيلومتراً داخل طهران، لكن السيارات التي تعمل في خدمات النقل مثل «سناب» أو التاكسي تسير عشرة أضعاف هذا المعدل يومياً. وأوضح أن هذه السيارات غالباً غير مطابقة للمعايير وبعضها متهالك، وتنتج تلوثاً يصل إلى عشرة أضعاف السيارة العادية، وقد تستهلك حتى 30 لتراً من البنزين يومياً، في حين يبلغ متوسط استهلاك سيارات البلاد نحو 6 لترات.

وأكد أن استهلاك البنزين اليومي يبلغ نحو 120 مليون لتر. وإذا اعتُبر أن عدد السيارات 20 مليوناً، فإن متوسط استهلاك السيارة الواحدة هو 6 لترات. لكن في حال خروج السيارات المتهالكة من الخدمة يمكن خفض هذا المتوسط إلى 4 لترات، ما يوفر ما بين 17 و18 مليون لتر من البنزين يومياً ويقلل التلوث.

وأشار إلى أنه إذا خصصت الحكومة جزءاً من عائدات رفع سعر البنزين لإخراج السيارات المتهالكة من الخدمة، فسيمثل ذلك خطوة مؤثرة. وقد تم حساب أنه إذا استُهلك 60 مليون لتر من البنزين يومياً بسعر 5000 تومان، فإن الحكومة ستحصل على نحو 1200 مليار تومان يومياً.

وحول جودة المحروقات في إيران مقارنة بالمستويات العالمية، قال المتحدث باسم اتحاد مصدري المشتقات النفطية إن الديزل الإيراني يحتوي على ما بين 10 آلاف و15 ألف جزء من المليون من الكبريت، في حين أن المعيار العالمي هو 10 أجزاء فقط من المليون. وأضاف أن حتى أفغانستان لا تسمح باستخدام أكثر من 2000 جزء من المليون، بينما تستخدم إيران ما بين 10 آلاف و15 ألفاً. ودعا إلى استثمار جاد لتقليل نسبة الكبريت عبر تكنولوجيا إزالة الكبريت.

وحول قدرة إيران على إنتاج بنزين وديزل عالي الجودة، قال حسيني إن هذه القدرة موجودة، فمصفاة «نجمة الخليج الفارسي» تنتج بنزيناً جيد الجودة، وكذلك مصفاة أراك، ويمكن لبقية المصافي القيام بالأمر نفسه، لكن ذلك يتطلب استثمارات وتطويراً.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

7 − ستة =

زر الذهاب إلى الأعلى