تقرير غربي يتحدث عن نشاط مكثف في الأنفاق النووية بأصفهان وجبل كولانغ

أفاد رئيس معهد العلوم والأمن الدولي أن الأنشطة الجارية بعد الهجمات على المواقع النووية والعسكرية الإيرانية تشير إلى وجود أعمال متواصلة في المواقع المتضررة.

ميدل ايست نيوز: أفاد ديفيد ألبرايت رئيس معهد العلوم والأمن الدولي أن الأنشطة الجارية بعد الهجمات على المواقع النووية والعسكرية الإيرانية تشير إلى وجود أعمال متواصلة خاصة في مدخل النفق التابع للمجمع الجبلي في أصفهان والمنشآت النفقية في جبل كولانغ .

وفي تعليق له حول التقرير الجديد الصادر عن المعهد بشأن عمليات التنظيف وإعادة البناء في المواقع النووية الإيرانية التي استُهدفت خلال حرب الـ 12 يوماً، قال ألبرايت إن مداخل الأنفاق في المجمع تحت الأرض في أصفهان كانت نشطة للغاية في الآونة الأخيرة. ويقدّر كثيرون أن هذا المجمع يُستخدم لتخزين الجزء الأكبر من مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة. وكان المعهد قد رجّح سابقاً أن يكون هذا المجمع النّفقي موقعاً مخططاً لمصنع إيراني جديد وسري للتخصيب.

وجرى تنظيف مدخلين من أصل ثلاثة من الأتربة، بينما بقي المدخل الجنوبي مغلقاً. أما صور الأقمار الصناعية بتاريخ 20 نوفمبر، فتُظهر فتح أبواب المدخل الشمالي الأبعد، بما يتيح الدخول إلى النفق، رغم أن حجم الأضرار الداخلية ما زال غير معروف. وتُرصد مركبات تتحرك بشكل متكرر في محيط الموقع. كذلك نُصبت خارج هذا المدخل عوائق متعرجة مضادة لصواريخ كروز صُممت لمنع الإصابة المباشرة، رغم أن قدرتها الدفاعية تبقى محدودة ولا تستطيع ردع صواريخ ذات زاوية هجوم حادة.

أما منشأة جبل كولانغ، فهي قيد البناء بشكل مستمر منذ عام 2020، وتُظهر صور الأقمار الصناعية الأخيرة أن أعمال البناء ما تزال مستمرة. وقد تم الإعلان رسمياً عن أن الموقع مخصص لتجميع أجهزة الطرد المركزي المتقدمة، وأنه في حال استعادة القدرة على إنتاج هذه المكونات، يمكنها تصنيع عدة آلاف من أجهزة الطرد المركزي سنوياً. واستناداً إلى الحجم التقديري للقاعات تحت الأرض، قدّر معهد العلوم والأمن الدولي قبل سنوات أن الموقع كبير بما يكفي لاحتضان منشأة تخصيب مركزية أيضاً.

ووفق التقرير، تُظهر الصور الجديدة أن الموقع الإيراني دخل الآن المراحل النهائية من البناء. وخلال الأشهر الماضية، سُجّلت تطورات عدة، منها استكمال السياج الأمني حول المجمع ومحاولات تعزيز مداخل الأنفاق عبر زيادة الغطاء الترابي فوقها.

ويقول ألبرايت إن تحديد الهدف الدقيق لإيران من هذه الأنشطة المستمرة ليس سهلاً، لكن التقييم العام لا ينسجم مع السيناريوهات السياسية الأكثر تشاؤماً، مثل الإسراع في استرجاع اليورانيوم عالي التخصيب، أو رفعه إلى درجة التخصيب العسكري داخل منشأة سرية، أو إنتاج سلاح نووي. فمثل هذه العملية تتطلب إخفاء الأنشطة عن أجهزة الاستخبارات الغربية، وتخصيب اليورانيوم إلى مستوى عسكري، وتصنيع رأس حربي يمكن تركيبه على صاروخ.

ويرى ألبرايت أن الخطوة الأكثر منطقية بالنسبة لطهران هي التوقف الفوري عن الأنشطة الجارية في الموقعين وتقديم شفافية كاملة بشأنهما، مشيراً إلى أن غياب أي تفتيش من الوكالة الدولية للطاقة الذرية في هذه المواقع يوجّه إشارة خطرة قد تؤدي إلى استئناف الهجمات العسكرية.

ويضيف ألبرايت أن الدمار الواسع الذي لحق بمرافق الطرد المركزي الأخرى في إيران يجعل من مجمع جبل كولانغ الخيار الأساسي لأي محاولة إيرانية لاستعادة برنامج الطرد المركزي، سواء في إنتاج القطع أو التجميع أو حتى تخصيب اليورانيوم.

كما يشير إلى أن نشاطاً لافتاً رُصد في منشآت نفقية قديمة تعود إلى عام 2007 تقع بالقرب من الموقع. فمداخل هذه الأنفاق ما تزال قيد التعزيز، بطريقة قد تجعل الوصول إليها شبه مستحيل، ما يوحي بأن المواد المخزنة فيها يجري قفلها أو دفنها بشكل محكم. وتبدو مداخل أنفاق عام 2007 الآن مدفونة بالكامل، ما يطرح سؤالاً حول ما إذا كانت إيران قد وضعت شيئاً داخلها لحمايته. وتُظهر صورة أقمار صناعية بتاريخ 18 يونيو 2025 شاحنة تغادر منطقة نفق 2007.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة × 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى