برلماني إيراني: طهران ليست بحاجة إلى “أشخاص ضعفاء” للتوسط بينها وبين أميركا

قال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني إن بلاده إذا أرادت التفاوض مع أمريكا، فهي ليست بحاجة إلى أشخاص ضعفاء مثل بن سلمان ليقوموا بالوساطة.

ميدل ايست نيوز: يوم الاثنين 17 نوفمبر الماضي وجّه الرئيس الإيراني مسعود بزشکیان رسالة خطية إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، شكره فيها على تسهيل عملية إعادة الحجاج الإيرانيين خلال فترة الحرب التي استمرت 12 يوماً. ورغم تأكيد المسؤولين في الحكومة الإيرانية أن الرسالة كانت محصورة في موضوع الحج فقط، فإن بعض المحللين اعتبروا توقيت إرسالها مرتبطاً بزيارة بن سلمان إلى الولايات المتحدة، ورجّحوا أن الرئيس الإيراني قد يكون طلب من ولي العهد السعودي التوسط في محادثات محتملة بين طهران وواشنطن.

بعد أيام من تداول هذه التحليلات، وتحديداً يوم الخميس 27 نوفمبر، نفى المرشد الإيراني علي خامنئي هذه التكهنات في خطاب له، مؤكداً أن “الشائعات التي تزعم أن الحكومة الإيرانية بعثت برسالة إلى أمريكا عبر دولة معينة كاذبة تماماً، ولم يحدث أي شيء من هذا النوع”.

وبالتوازي مع ذلك، تشير بعض التسريبات الإعلامية إلى أن الإدارة الأمريكية والرئيس الأميركي نفسه، رغم تصريحاتهم الأخيرة التي تقول إن “إيران تسعى إلى التفاوض لكنها لا تعلن ذلك صراحة”، ما زالوا متمسكين بالشروط السابقة لأي حوار مع طهران. وكان ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط، قد وضع سابقاً ثلاثة شروط للتفاوض مع إيران تشمل “التخلي الكامل عن التخصيب، تفكيك الجماعات الحليفة لإيران، والحدّ من البرنامج الصاروخي”، وهي شروط رفضتها طهران بشدة. ومع ذلك، يبدو أن واشنطن لا تزال تصر على هذه الشروط وتعتبر أن أي مفاوضات لن تُعقد ما لم تقبل بها إيران.

وفي هذا السياق، علّق العميد محمد إسماعيل كوثري، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان وممثل طهران وأحد كبار قادة الحرس الثوري، على ما يقال عن وساطة بن سلمان قائلاً: “إذا أرادت إيران التفاوض مع أمريكا، فهي ليست بحاجة إلى أشخاص ضعفاء مثل بن سلمان ليقوموا بالوساطة. ثم إن أمريكا هي الشيطان الأكبر، ونحن لا نعترف بها أصلاً حتى نتواصل معها عبر وسيط أو من دون وسيط. من يروّجون لهذه الشبهات ويقولون إن إيران بعثت رسالة للأمريكيين يكذبون حين يدّعون حب وطنهم، ولو كانوا يحبونه لما أطلقوا مثل هذه الأكاذيب. وإذا كان هناك قرار بالتفاوض مع أمريكا، فنظام بلادنا يمتلك الجرأة الكافية ليعلن ذلك بشكل واضح، ولا يوجد ما نخفيه”.

وأضاف كوثري أن رسالة الرئيس الإيراني إلى السعودية “كانت تتعلق بالحج فقط”، وأن مسؤولي الحكومة أنكروا بشكل صريح وجود أي ارتباط لها بملف آخر. وأكد أن “من يزعم أن إيران طلبت من بن سلمان التوسط للتفاوض مع أمريكا فهو يفتري على الجمهورية الإسلامية”.

وحول التقارير غير المؤكدة عن تحليق طائرات حربية إسرائيلية فوق الأراضي العراقية واقترابها من الحدود الإيرانية، قال كوثري: “من الطبيعي أن تحتاج أي قوة مسلحة إلى تدريبات ومناورات دورية، وقد تكون هذه الطلعات جزءاً من مناورات سلاح الجو للكيان الصهيوني. لكن على المسؤولين في العراق ألا يسمحوا لأي طائرة أجنبية بالتحليق في أجوائهم، لأن العراق دولة مستقلة يجب أن تحافظ على سيادتها”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عشرين + 16 =

زر الذهاب إلى الأعلى