شروط أميركية مثيرة للجدل لاستئناف المحادثات النووية.. كيف تكون رد إيران؟

تكمن أهمية التصريحات، لا في مضمون الشروط فقط، بل في طريقة الكشف عنها؛ فواشنطن لم تعلن أيًا من هذه الشروط رسميًا.

ميدل ايست نيوز: كشف عضو لجنة الشؤون القانونية والقضائية في البرلمان الإيراني عن ثلاثة شروط قالت الولايات المتحدة إنها تضعها للتفاوض مع إيران: الوصول إلى مستوى صفر من التخصيب النووي داخل الأراضي الإيرانية، ووقف التعاون مع فصائل المقاومة في المنطقة، وتقليص مدى الصواريخ الإيرانية، واصفاً هذه الشروط بأنها «غير منطقية وغير قابلة للقبول»، محذّرًا من أن مثل هذه المطالب قد تشكل عمليًا تهديدًا للأمن القومي الإيراني.

وأثارت التصريحات الجديدة لهذا النائب حول شروط الولايات المتحدة لإجراء مفاوضات مع إيران جدلًا واسعًا في وسائل الإعلام، وأعادت طرح ملف احتمال التوصل إلى اتفاق جديد، رغم أن طبيعة هذه الشروط وطريقة تداولها تعكس أن مسار الحوار ما زال أكثر تعقيدًا مما يتصوره البعض.

وقال مجتبی ذوالنوري في مقابلة صحفية إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان نقل إلى طهران «ثلاثة شروط» من جانب الحكومة الأمريكية لعقد اتفاق مع إيران. وأضاف أن «أياً من هذه الشروط ليس منطقيًا أو مقبولًا»، معتبرًا أن القبول بالتفاوض وفق هذا الإطار سيكون «خضوعًا لإملاءات الطرف الآخر».

وبحسب ما ذكره، فإن الشروط الأمريكية المزعومة تشمل: الوصول إلى تخصيب صفر داخل إيران، وقطع التعاون مع فصائل المقاومة في المنطقة، وتقليص مدى الصواريخ الإيرانية إلى أقل من 300 كم.

وأكد عضو لجنة الشؤون القانونية والقضائية في البرلمان الإيراني: «القدرة الصاروخية وسيلتنا الدفاعية. لماذا يجب أن تكونوا أنتم مسلحين بينما يُطلب منا أن نتخلى عن سلاحنا؟ القول بضرورة أن يقل مدى صواريخنا عن 300 كم يعني أنهم يريدون تدميرنا».

رواية غير مباشرة من واشنطن… رسالة سياسية أم واقع تفاوضي؟

تكمن أهمية التصريحات، لا في مضمون الشروط فقط، بل في طريقة الكشف عنها؛ فواشنطن لم تعلن أيًا من هذه الشروط رسميًا، وكل ما نُشر يستند إلى «نقل عن محمد بن سلمان»، وهي صيغة لا تنتمي إلى القنوات الدبلوماسية الرسمية.

ويرى محللون أن مثل هذه الروايات غالبًا ما تُستخدم لأغراض داخلية، سواء في إيران أو الولايات المتحدة. فالحكومات تلجأ أحيانًا إلى طرح شروط قصوى بهدف إدارة المناخ السياسي الداخلي، وقياس حدود الطرف المقابل عبر رسائل غير مباشرة.

هل طريق الاتفاق الجديد مفتوح؟

شهدت الأشهر الأخيرة إشارات متبادلة بين طهران وواشنطن، مثل عمليات تبادل السجناء وضبط مستوى التوتر الإقليمي. لكن طرح شروط مثل «التخصيب الصفري» أو «تقليص المدى الصاروخي» يبدو أقرب إلى مطالب قصوى وغير واقعية من أن تشكل أساسًا لأي مفاوضات حقيقية.

لذلك يعتبر كثير من المحللين أن هذه الشروط تحمل طابعًا إعلاميًا أكثر من كونها إطارًا تفاوضيًا جادًا؛ لا سيما أن الولايات المتحدة تفتقر لاستراتيجية موحدة، فيما تواجه إيران ضغوطًا اقتصادية وإقليمية معقدة.

اللعبة الكبرى مستمرة

يمكن وضع تصريحات ذوالنوري ضمن سياق «حرب الروايات» بين طهران وواشنطن وأطراف إقليمية أخرى. وطالما لم تصل المفاوضات إلى مستوى رسمي، فإن طرح مثل هذه الشروط – سواء من الجانب الإيراني أو الأمريكي – سيبقى جزءًا من الصراع السياسي على تشكيل الرأي العام، لا خارطة طريق لاتفاق حقيقي.

في الظروف الحالية، فإن تبسيط المشهد أو إعلان اقتراب اتفاق وشيك لا ينسجم مع الواقع، ولا مع مضامين الشروط المطروحة. الدبلوماسية ما زالت قائمة، لكن الطريق نحو أي اتفاق لا يقل تعقيدًا عن حجم الخلافات بين الطرفين.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عشرة − 7 =

زر الذهاب إلى الأعلى