خبير إيراني: ثلاثة عوامل رئيسية أدت إلى تفاقم شدة التلوث في طهران

تفاقمت أزمة تلوث الهواء في إيران إلى مستويات حرجة دفعت السكان إلى البقاء في منازلهم، بسبب التعرض للغبار والجسيمات الدقيقة التي تسبب مشاكل صحية حادة.

ميدل ايست نيوز: تفاقمت أزمة تلوث الهواء في إيران لتبلغ مستويات حرجة، مما دفع السكان غير المضطرين للذهاب خارجاً إلى التزام منازلهم. يُعزى هذا التدهور البيئي إلى شدة التلوث، حيث إن التعرض للهواء الطلق لساعة واحدة فقط بات يسبب أعراضًا جسدية فورية، مثل ضيق التنفس والصداع.

وتحدث محمد درويش، خبير وباحث وناشط بيئي، عن تلوث الهواء في إيران لموقع «انتخاب» قائلاً: «هناك ثلاثة عوامل رئيسية أدت إلى تفاقم شدة التلوث؛ أولها زيادة الجسيمات الأصغر من 10 ميكرون و2.5 ميكرون، وهو ما يؤدي إلى مشاكل صحية حادة لدى المواطنين، مثل الإصابة بسرطان الدم والمشكلات الرئوية الحادة. سبب هذا الوضع هو الجفاف الشديد في البلاد، بحيث جفت مجاري الأنهار الموسمية وأصبحت الأنهار الدائمة موسمية أيضًا. عندما تختفي الأنهار، تتشكل العواصف الترابية بشكل كبير، خاصة وأن الدول الغربية لإيران أيضًا تعاني من الجفاف، ما يؤدي إلى دخول الغبار من الغرب إلى داخل البلاد».

وأضاف درويش: «العامل الثاني هو عدم تطبيق قوانين الهواء النظيف، وعدم استبدال السيارات القديمة بأخرى جديدة، وبالتالي تجاوز استهلاك البنزين والديزل للمعايير المألوفة. بجانب ذلك، جودة البنزين منخفضة جدًا. العامل الثالث هو استهلاك المازوت. وفقًا لتقرير حديث من منظمة حماية البيئة، فإن مستوى الكبريت في محطات توليد الكهرباء التي تحرق المازوت يفوق عشرات المرات الحد المسموح».

وأوضح الناشط البيئي: «الحقيقة أن المسؤولين لم يولوا اهتمامًا لتوسيع وسائل النقل العام، واليوم نرى الكثير من الناس يعتمدون على السيارات الخاصة. حتى أننا لم نستطع استبدال الدراجات النارية التي تعمل بالبنزين بالدراجات الكهربائية. لم يتم توسيع شبكات المترو والحافلات في المدن، ولم تُنشأ مسارات آمنة لركوب الدراجات أو السكوترات. عندما تُهمل كل هذه العوامل، من الطبيعي أن تصل حالة هواء البلاد إلى هذا الحد».

وختم درويش بالقول: «يُذكر أن الكبريت في الوقود المخصص لمحطة “منتظر قائم” يزيد 135 مرة عن الحد المسموح، وفي محطة رجائي يبلغ 592 مرة. هذا الوضع غير مقبول على الإطلاق. وزارة النفط يجب أن تكون مسؤولة عن هذه الحالة، لكن يبدو أن لا أحد يتحمل المسؤولية. حقًا، إذا استمر حرق المازوت بهذه الطريقة، سيحدث جريمة واسعة وسيموت الناس رسميًا. في هذا السياق، عملت منظمة حماية البيئة وبكل ضمير حي وصدرت تقريرًا قائمًا على الحقيقة، رغم توقع الضغوط المستقبلية، بحسب هذا التقرير، يتضح أن مسؤولي وزارة النفط كذبوا عندما قالوا إن المازوت المستخدم معدل بل تم استهلاك مازوت منخفض الكبريت في جميع محطات توليد الكهرباء».

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2 × اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى