إيران… بيانات جديدة تكشف تجاوز مستويات الكبريت في وقود محطات الكهرباء للحدود المعيارية

أظهرت أحدث البيانات الصادرة عن عمليات أخذ عينات من وقود محطات توليد الكهرباء في طهران والبرز وقزوين أن مستوى الكبريت في العديد من الشحنات المرسلة إلى هذه المحطات كان أعلى بعدة مرات من الحدّ المعياري.

ميدل ايست نيوز: أظهرت أحدث البيانات الصادرة عن عمليات أخذ عينات من وقود محطات توليد الكهرباء في طهران والبرز وقزوين أن مستوى الكبريت في العديد من الشحنات المرسلة إلى هذه المحطات كان أعلى بعدة مرات من الحدّ المعياري. وأعادت هذه النتائج إثارة تساؤلات جدية بشأن جودة الوقود المنتج وآليات الرقابة في الشركة الوطنية لتكرير وتوزيع المشتقات النفطية.

وقالت وكالة إيسنا في تقرير، إن بيانات منظمة البيئة تظهر أن تركيز الكبريت في زيت الغاز المستخدم في عدد من المحطات، بينها ري، وبرند، والدورة المركبة لبرند، وشهداء باكدشت، ومدينة شهريار، تراوح بين 520 و6600 ملغم/كغم، في حين أن المعيار المطلوب هو 50 ملغم/كغم فقط.

وفي محافظة البرز، تشير النتائج إلى أن زيت الغاز والمازوت المستخدمين في محطة منتظر قائم يحتويان على نسب مرتفعة جداً من الكبريت، حيث سجّلت قيمة بلغت 28451 ملغم/كغم في المازوت. أما في محطة الشهيد رجائي في قزوين، فقد تراوحت نسبة الكبريت في العينات بين 2067 و12942 ملغم/كغم.

وتُظهر هذه المجموعة من البيانات أن المشكلة الأساسية تعود إلى جودة الوقود المرسل إلى المحطات، إذ لا تمتلك محطات الكهرباء، بوصفها مستهلكاً نهائياً، أي دور في اختيار الوقود أو إنتاجه.

تبعات التلوث الناتج عن الوقود منخفض الجودة

وجود كميات مرتفعة من الكبريت في الوقود يؤدي إلى زيادة انبعاث ملوثات مثل ثاني أكسيد الكبريت والجسيمات الثانوية، وهي ملوثات تتراكم سريعاً في الأيام الباردة وذات الاستقرار الجوي، خصوصاً في طهران والبرز، ما ينعكس سلباً على جودة الهواء.

ضرورة مساءلة قطاع التكرير والتوزيع

بحسب الالتزامات القانونية، فإن تزويد محطات توليد الكهرباء بوقود مطابق للمواصفات و منخفض الكبريت يُعد من المهام المباشرة للشركة الوطنية للتكرير والتوزيع. غير أن البيانات الحالية تظهر أن جزءاً من الوقود المرسل إلى محطات الكهرباء يحتوي على نسب عالية جداً من الكبريت، وصلت في بعض المواقع إلى عشرات أضعاف السقف المعياري.

هذا الواقع يضع محطات الكهرباء في موقع المتهم بالتسبب بالتلوث، رغم أن المشكلة تعود بالأساس إلى نوعية الوقود الذي يُسلَّم لها.

ومن الضروري أن تقدّم الشركة الوطنية للتكرير والتوزيع توضيحات بشأن أسباب إنتاج وقود بهذه المستويات من الكبريت، وأن تعلن خطة عملية وواضحة لتحسين جودة الوقود المخصص للمحطات، خصوصاً في المناطق الحساسة. استمرار هذا المسار سيؤدي إلى تفاقم الخسائر البيئية وارتفاع الكلفة الصحية على السكان.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2 × 3 =

زر الذهاب إلى الأعلى