تراجع عدد العاملين في إيران خلال الصيف بـ164 ألف شخص… والنساء يشكلن الغالبية

أظهرت بيانات مركز الإحصاء الإيراني تراجع عدد العاملين في البلاد خلال فصل الصيف من هذا العام بمقدار 164 ألف شخص مقارنةً بفصل الربيع

ميدل ايست نيوز: أظهرت بيانات مركز الإحصاء الإيراني تراجع عدد العاملين في البلاد خلال فصل الصيف من هذا العام بمقدار 164 ألف شخص مقارنةً بفصل الربيع، كان من بينهم 143 ألف امرأة، ما يعكس تزايد الضغوط على سوق العمل ولا سيّما على النساء.

ووفقًا لتقرير نشره موقع خبر أونلاين يوم الخميس، بلغ عدد السكان النشطين اقتصاديًا حتى نهاية الصيف 26 مليونًا و938 ألف شخص، مقابل 27 مليونًا و103 آلاف شخص في نهاية الربيع.

وأشار التقرير إلى أن أهم أسباب هذا التراجع تعود إلى عمليات “تعديل القوى العاملة” التي تزامنت مع الحرب التي استمرت 12 يومًا، إذ تحدّثت تقارير عن تقليص موظفين في بعض المؤسسات داخل البلاد منذ الأيام الأولى للهجوم الإسرائيلي.

وأوضح الموقع أن القسم الأكبر من الانخفاض في القوى العاملة سُجّل بين النساء؛ حيث تراجع عدد المشاركات في النشاط الاقتصادي من 4 ملايين و627 ألف امرأة في الربيع إلى 4 ملايين و484 ألف امرأة في الصيف، أي بانخفاض قدره 143 ألف مشاركة.

وفي ما يخصّ فرص العمل، تراجع عدد النساء العاملات رسميًا من 3 ملايين و993 ألفًا إلى 3 ملايين و803 آلاف، أي بانخفاض قدره 190 ألف وظيفة نسائية خلال فصل واحد فقط.

وكان موقع اقتصاد أونلاين قد ذكر في وقت سابق أن معدل المشاركة في القوى العاملة لدى الرجال بلغ 68.1% مقابل 13.6% للنساء، مشيرًا إلى أن هذا الفارق الكبير يعكس عوائق هيكلية أمام دخول النساء إلى سوق العمل الرسمي.

في السياق نفسه، أفاد خبر أونلاين بأن معدل العمالة الجزئية أو الناقصة ارتفع خلال الصيف مقارنة بالربيع، إذ ازداد عدد العاملين في هذه الفئة من 1.1 مليون شخص إلى نحو 1.88 مليون، وغالبًا ما تُعد هذه الوظائف منخفضة الجودة والأجر.

ووفق تقرير آخر لـاقتصاد أونلاين، بلغ عدد السكان غير النشطين اقتصاديًا – أي من لا يعملون ولا يبحثون عن عمل – نحو 39 مليونًا و108 آلاف شخص، ومع احتساب 1.98 مليون عاطل عن العمل، يصل إجمالي عدد الإيرانيين في سنّ العمل دون وظيفة إلى نحو 41 مليون شخص.

ورغم ذلك، أعلن مركز الإحصاء الإيراني أن معدل البطالة انخفض إلى 7.3% في الصيف، وهو ما اعتبرته وكالة إيسنا نتيجة إجراءات حكومية لتحسين بيئة الأعمال ودعم الإنتاج، مؤكدة أن معدل البطالة أصبح أحادي الرقم في 24 محافظة.

لكن خبراء اقتصاديين يشككون في دقة هذا التقييم، معتبرين أن الانخفاض في معدل البطالة لا يعكس بالضرورة تحسنًا حقيقيًا في سوق العمل، بل قد يكون ناتجًا عن زيادة الوظائف غير الرسمية والمنخفضة الدخل.

وفي الوقت نفسه، أشار خبر أونلاين إلى أن معدل النمو الاقتصادي في إيران عاد إلى المنطقة السلبية، فيما عاد التضخم إلى مستوى 40–50%، مضيفًا أن «تسجيل أرقام إيجابية في سوق العمل وسط ركودٍ تضخمي أمر غير واقعي».

وقال الخبير الاقتصادي محمد رضا عبد اللهي للموقع إن «انخفاض معدل البطالة لا يعني بالضرورة ازدهارًا في التوظيف»، موضحًا أن «عدد العاطلين قد يتراجع لأن كثيرين يتوقفون عن البحث عن عمل، لا لأن فرص العمل زادت».

وأضاف عبد اللهي أن «البيانات تظهر أنه رغم انخفاض عدد العاطلين بنحو 65 ألف شخص في الصيف، فإن إجمالي عدد العاملين انخفض أيضًا بنحو 171 ألف شخص مقارنة بالعام الماضي»، معتبرًا أن هذه الأرقام «تعكس حالة من الإحباط العام في سوق العمل الإيراني، لا تحسنًا حقيقيًا في التوظيف».

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

13 − 4 =

زر الذهاب إلى الأعلى