عراقجي: لا تهديد لإيران في ممرّ زنغزور.. والعدو يسعى لزعزعة علاقاتنا مع روسيا والصين
أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن طهران لا تثق بأي دولة، لكنها تواصل المفاوضات من أجل تحقيق مصالح الشعب الإيراني.

ميدل ايست نيوز: أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن طهران لا تثق بأي دولة، لكنها تواصل المفاوضات من أجل تحقيق مصالح الشعب الإيراني، مشدداً على أن ممرّ زنغزور لا يشكل تهديداً لإيران وأن أي تغيير في الجغرافيا السياسية للمنطقة مرفوض تماماً.
وأفادت وكالة تسنيم بأنه جاء ذلك خلال لقائه صباح اليوم بعدد من طلاب الجامعات في همدان، حيث أشار إلى أن الحرب التي استمرت 12 يوماً كانت «مدرسة كبيرة» كشفت عن قدرات إيران العسكرية والعلمية، قائلاً إن الصواريخ الإيرانية أثبتت فاعليتها في ساحة القتال الحقيقية وتمكنت من تجاوز الدفاعات والوصول إلى أهدافها بدقة، رغم الدعم الأميركي والأوروبي لإسرائيل.
وأضاف أن تلك المواجهة أبرزت حقيقة أن «القوة وحدها هي الضامن للبقاء» في نظام دولي ما زال «قانون الغاب» سائداً فيه، مؤكداً أن العلم هو مصدر السلطة، مستشهداً بقول الإمام علي (ع): «العلم سلطان».
وعن الحرب الأخيرة، أوضح عراقجي أن تماسك الشعب الإيراني، وحكمة القيادة في إدارة الأزمة، ومتانة البنية الدفاعية والعلمية، هي التي حفظت البلاد من السقوط، مضيفاً أن الذين تحدثوا عن «الاستسلام دون قيد أو شرط» انتهوا بقبول «وقف إطلاق نار دون قيد أو شرط».
وفي رده على أسئلة الطلاب حول الردع والدبلوماسية، قال وزير الخارجية إن الردع لا يقتصر على القوة العسكرية، بل يمتد إلى المجالات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، مؤكداً أن الهدف هو «جعل أي طرف يفكر ألف مرة قبل أن يهاجم إيران». وأوضح أن الدبلوماسية الإيرانية نجحت خلال الحرب في حشد دعم أكثر من 120 دولة أدانت العدوان على إيران، باستثناء مجلس الأمن والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفي ما يتعلق بـ ممر زنغزور، شدد عراقجي على أن إيران «لن تقبل بأي تغيير في الحدود أو الجغرافيا السياسية للمنطقة»، وأن أفضل ضمان للأمن الإقليمي هو التعاون بين دول المنطقة في إطار مبادرة 3+3، مضيفاً أن بلاده «تتابع الملف بشكل مباشر وقد تم التأكيد لنا أن لا تهديد سيطال إيران، لكننا نواصل المراقبة».
وتناول عراقجي في حديثه أيضاً الموقف من المفاوضات النووية، مشيراً إلى أن الحوار «أداة أساسية لتحقيق المصالح الوطنية»، وقال: «لا نخاف من التفاوض كما لا نخاف من القتال، والمهم أن نحافظ على عزتنا الوطنية. رفع العقوبات يجب أن يتم بطريقة شريفة تحفظ كرامة الشعب الإيراني».
وأكد أن سياسة «لا شرقية ولا غربية» لا تعني القطيعة مع الشرق أو الغرب، بل الاستقلال عن أي محور خارجي، موضحاً: «إذا كان في التعاون مع الشرق مصلحة لإيران فلن نفرّط بها، وكذلك مع الغرب إذا احترم مصالحنا، لكن التجربة أثبتت عكس ذلك».
وختم وزير الخارجية الإيراني بالقول: «نحن لا نثق بأي دولة، لكننا نمتلك شراكات استراتيجية قائمة على المصالح المشتركة مع روسيا والصين في إطار اتفاقيات واضحة، وسنواصل هذا التعاون وفق تلك الأسس، معتمدين أولاً وأخيراً على شعبنا. نحن الآن على علاقة وثيقة مع روسيا والصين، والعدو يسعى إلى قطع هذه العلاقة».



