تفاؤل عراقي بنجاح العملية الانتخابية بعد انتهاء مرحلتها الأولى

رغم حالة التفاؤل لدى الجهات السياسية والمفوضية في العراق، إلا أن ناشطين حذّروا من الإفراط في الثقة قبل إنجاز التصويت العام.

ميدل ايست نيوز: أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق أن نسبة المشاركة في التصويت بالانتخابات العراقية بمرحلتها الأولى الخاصة بأفراد الأمن ونزلاء السجون والمستشفيات بلغت أكثر من 82%، من بين مليون و313 ألف ناخب، وهو ما اعتُبر مؤشرًا إيجابيًا مهمًا قبيل انطلاق الاقتراع العام غدًا الثلاثاء. وتعد هذه النسبة إنجازًا مرتفعًا قياسًا بتجارب سابقة، ما أوجد أجواءً من التفاؤل في الأوساط السياسية العراقية، حيث تؤكد الجهات المعنية أن العملية تمت بسلاسة.

ووفقًا لرئيس مجلس المفوضين في المفوضية عمر أحمد، فإن “الاقتراع الخاص جرى في أجواء آمنة، وكان عدد المشاركين الكلّي مليونًا و100 ألف مشارك من أصل مليون و313 ألف ناخب بنسبة مشاركة بلغت 82.42%”، مشيرًا إلى أن “محطات الاقتراع الخاص كانت 4501 محطة وللنازحين 97 محطة”، وأكد أن “المفوضية وضعت الأنظمة والتنظيمات لضمان انتخابات حرة ونزيهة، وبدعم من المؤسسات الرسمية واللجنة الأمنية العليا للانتخابات التي وُفِّقت في الوقوف على مسافة واحدة من الجميع للحفاظ على أصوات الناخبين”، داعيًا الشركاء إلى “الإسهام في إنجاح العملية الانتخابية والالتزام بالضوابط”.

المتحدثة باسم المفوضية جمانة الغلاي أكدت لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، “تطابق عملية العد والفرز اليدوي والإلكتروني بالتصويت الخاص”، مشيرة إلى “تسليم شريط نتائج الانتخابات للاقتراع الخاص إلى وكلاء الأحزاب السياسية”. وقال المستشار القانوني للمفوضية حسن سلمان في تصريح إن “عملية التصويت الخاص انتهت بدقة عالية بلا أي معرقلات”، مؤكدًا في إيجاز صحافي أن “المشاركة كانت كبيرة وغير مسبوقة بالتصويت الخاص، وأن فرق المفوضية لم تسجّل خروقات خلال عملية التصويت، كما لم تُسجَّل أيّ حالة توقف أو تلكؤ في أداء الأجهزة الإلكترونية خلال عملية التصويت”.

رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أعرب عن شكره للمصوّتين، وقال في تدوينة له عقب انتهاء عملية التصويت: “أشكر أبناء قواتنا الأمنية والعسكرية البواسل، نتقدم لكم أولًا بالتهنئة على ممارسة حقكم الدستوري ومشاركتكم الفاعلة والواعية في الانتخابات، واختياركم لممثليكم في مجلس النواب المقبل”، ودعا بالقول: “لنجعل من هذه الانتخابات نموذجًا يُحتذى به في الانضباط، والالتزام، والوعي، والدفاع عن حقّ المواطنين في ممارسة استحقاقهم الدستوري”.

ائتلاف “دولة القانون” بزعامة نوري المالكي أكد أن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وجميع الأجهزة الأمنية والوزارات والمؤسسات الساندة ساهمت في إنجاح عملية التصويت الخاص، الذي جرى بانسيابية وتنظيم عال، وقال في بيان إن “نسبة المشاركة التي وُصفت بالعالية جدًا تؤكد تصاعد مستوى الوعي الوطني والمسؤولية لدى الناخبين تجاه العراق ومستقبله”.

منظمات رقابية ترصد انتهاكات

وأكد عضو شبكة “شمس” لمراقبة الانتخابات صلاح عباس تسجيل بعض الانتهاكات أثناء عملية التصويت، وقال في تصريح متلفز: “رُصدت في بعض المناطق بعض الانتهاكات، منها في أربيل وميسان والبصرة وغيرها”، مبينًا أن “من بين الانتهاكات ممارسة الدعاية الانتخابية قرب مراكز الاقتراع”.

وأضاف أن “من بين الانتهاكات حصول مشاكل فنية، منها عدم قراءة البصمة وتعطل الأجهزة في بعض المراكز، ورُصدت حالات منع مراقبي الكيانات السياسية من دخول مراكز الاقتراع من قبل بعض الجهات، فضلًا عن منع إدخال الهاتف للمراقبين”.

ترقب للاقتراع العام

ورغم حالة التفاؤل لدى الجهات السياسية والمفوضية، إلا أن ناشطين حذّروا من الإفراط في الثقة قبل إنجاز التصويت العام، وقال الناشط المدني مصطفى البدري، إن “التحدي الحقيقي يكمن في مدى استجابة المواطنين المدنيين يوم غد الثلاثاء، ومستوى إقبالهم على التصويت”، مؤكدًا أنه “لا يمكن تحديد التوقعات، لا سيما في المدن الجنوبية وبغداد، خاصة أن هناك حملة مقاطعة واسعة من قبل التيار الصدري الذي يمتلك قاعدة شعبية واسعة في تلك المحافظات”، وأشار إلى أن “مسألة القبول بالنتائج من قبل القوى الكبرى ستكون أيضًا عاملًا حاسمًا ومهمًا في استقرار المرحلة التي تلي إعلان النتائج”.

ويُعدّ التصويت الخاص جزءًا من منظومة الانتخابات العامة، إذ تُدمج نتائجه مع نتائج التصويت العام ضمن الدائرة الانتخابية نفسها، بما يضمن عدم تمييز أي فئة من الناخبين. وتمثل الانتخابات العراقية مرحلة مهمة من مراحل العملية السياسية، حيث تحاول القوى التقليدية استمرار نفوذها في الفترة المقبلة، وتتنافس مع تيارات سياسية صاعدة تحاول أن تجد لنفسها فرصة، وسط تنافس محتدم على 329 مقعدًا في البرلمان المقبل، يتنافس عليها أكثر من سبعة آلاف مرشح، فيما تُثار مخاوف من تراجع نسب المشاركة في التصويت.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

9 + 13 =

زر الذهاب إلى الأعلى