طهران تتهم جامعة «إيران أكاديميا» بتنفيذ «مشروع انقلاب ناعم»
بثّت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية تقريراً وجّهت فيه اتهامات إلى جامعة إلكترونية مقرها خارج البلاد، معلنةً عن توقيف عدد من الأشخاص المرتبطين بها.

ميدل ايست نيوز: بثّت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية تقريراً وجّهت فيه اتهامات إلى جامعة إلكترونية مقرها خارج البلاد، معلنةً عن توقيف عدد من الأشخاص المرتبطين بها. وذكر التقرير التلفزيوني أن جامعة «إيران أكاديميا» متهمة بتنفيذ ما وصفته السلطات بـ«مشروع انقلاب ناعم».
وتضمن التقرير التلفزيوني أيضاً عرض صور لعدد من النشطاء السياسيين المقيمين في الخارج، واتّهمهم بأنهم من خلال التدريس في جامعة «إيران أكاديميا» يعملون على تنفيذ «أجندات الولايات المتحدة وإسرائيل» الرامية إلى «إخضاع إيران».
وجاء في التقرير أن جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري «تمكن من تحديد نحو 400 من الأعضاء الرئيسيين في إيران أكاديميا داخل البلاد وخارجها، وألقى القبض على بعضهم».
ولم يقدَّم مزيد من التفاصيل حول هوية هؤلاء الأشخاص، لكن خلال الأيام الأخيرة أُوقف أو استُدعي عدد من علماء الاجتماع والباحثين في المجالات الاجتماعية والاقتصادية، ولم يتضح بعد ما إذا كانت هذه الاعتقالات على صلة بجامعة «إيران أكاديميا» أم لا.
من جهة أخرى، أعلن جهاز الاستخبارات في الحرس الثوري أمس عن «تفكيك شبكة مناهضة للأمن الوطني داخل البلاد» قال إنها كانت تعمل تحت إشراف أجهزة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية.
وجاء في البيان أن عملية التفكيك تمت بعد عدة مراحل من الرصد والمراقبة والإجراءات الاستخباراتية الدقيقة، مشيراً إلى أن الشبكة كانت تهدف إلى زعزعة الأمن الداخلي في “النصف الثاني من خريف هذا العام (أواخر عام 2025).
وأوضح الحرس الثوري أن إسرائيل، التي وصفها بـ«الوكيل الإقليمي للولايات المتحدة»، لجأت إلى تنفيذ «مخططات لزعزعة الأمن العام» بعد فشلها في الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يوماً ضد إيران، في محاولة «لتعويض هزيمتها العسكرية».
وأكد البيان أن عدداً من عناصر الشبكة، الذين وصفهم بأنهم “مخدوعون وبائعو وطن”، تم اعتقالهم في عمليات منسقة في عدد من المحافظات الإيرانية، حيث جرى استهداف الخلايا المرتبطة بإسرائيل التي كانت «تخطط لأنشطة مخلّة بالأمن».
ولم يُعرف بعد ما إذا كان هناك ارتباط بين هذا الإعلان والتقرير الخاص بجامعة «إيران أكاديميا».
ما هي «إيران أكاديميا»؟
تعرّف جامعة «إيران أكاديميا» نفسها بأنها مؤسسة تعليمية إلكترونية تُدرّس العلوم الإنسانية والاجتماعية باللغة الفارسية منذ نحو عام 2012، وتتخذ من هولندا مقراً لها.
ووفقاً لموقعها الرسمي، تهدف الجامعة إلى «تعزيز قدرة الطلبة على فهم الظواهر الاجتماعية وتحليلها»، وتقدّم دورات تعليمية عبر الإنترنت إلى جانب مجلة أكاديمية ومؤتمرات وبرنامج أكاديمي بعنوان «أكاديميكس». وتملك المؤسسة حضوراً نشطاً على الإنترنت عبر موقعها وصفحاتها الرسمية على إنستغرام وفيسبوك وتلغرام.
وتصف موسوعة «ويكيبيديا» وبعض المصادر العامة الأخرى «إيران أكاديميا» بأنها مؤسسة غير حكومية تعمل في مجال العلوم الإنسانية، وتشير إلى أن عدداً من الأكاديميين والباحثين يدرّسون فيها أو يتعاونون معها.
ويُظهر موقع المؤسسة توجهاً أكاديمياً نقدياً في طرح القضايا الاجتماعية، وتضم قائمة مقرراتها الدراسية موضوعات مثل: التنظيم الاجتماعي والعمل المجتمعي، الميزانية والنوع الاجتماعي، المشهد الاجتماعي في إيران، النزوح والهجرة القسرية، والاستراتيجيات الفعالة لتحسين أوضاع المجتمع.
من هم مؤسسو «إيران أكاديميا»؟
لا تتوافر معلومات وافية عن مجلس إدارة الجامعة ومسؤوليها التنفيذيين، غير أن «ويكيبيديا» تشير إلى أن المؤسسة تأسست عام 2012 على يد «رها بحريني» المحامية والناشطة في مجال حقوق الإنسان، و«شاهين نصيري» الباحث في جامعة أمستردام في هولندا، و«علي رضا كاظمي» المتخصص في دراسات الشرق الأوسط.
ورغم ذلك، ما يزال الغموض سيد الموقف حول القائمين على إدارة المؤسسة. فالمعلومات الدقيقة عن مجلس الإدارة الرسمي والمدير التنفيذي وهيكلها القانوني (بما في ذلك ترخيصها التجاري ومكان تسجيلها والتراخيص القانونية) غير منشورة في المصادر العامة أو على موقعها الإلكتروني. كما لا تتضح بصورة كاملة علاقاتها المالية، أو مصادر تمويلها، أو شركاؤها المحليون والدوليون، ولا توجد بيانات موثقة حول الدور المحدد لكل من مديريها في اتخاذ القرارات الكبرى.
وتؤكد المؤسسة أن تمويلها يعتمد على التبرعات والدعم المالي من الأفراد.



