لماذا يجب أن يكون الاتفاق النووي مع إيران أولوية في محادثات محمد بن سلمان وترامب؟

لدى محمد بن سلمان حافزاً كبيراً لطرح الحاجة إلى استئناف مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني في اجتماعه مع ترامب، نظراً للتداعيات السلبية على منطقة الشرق الأوسط—وخاصة السعودية—في حال استؤنفت الأعمال العدائية بين إسرائيل وإيران.

ميدل ايست نيوز: تبرز العديد من نقاط النقاش الرئيسية لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وتشمل هذه النقاط تساؤلات حول ما إذا كانت الرياض ستطبع العلاقات مع إسرائيل، والمساعدات العسكرية التي تقدمها إدارة ترامب للسعودية، ومسألة البرنامج النووي السعودي، وغيرها. ومع ذلك، ينبغي أن يكون التركيز في اجتماع القادة على ضرورة التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران.

لقد شددت إدارة ترامب على أنها لا تشعر بأي ضغط للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران ما دامت طهران لا تستجيب لجميع مطالبها، وعلى رأسها وقف تخصيب اليورانيوم داخل إيران وفرض قيود على برنامجها الصاروخي.

غير أن لدى محمد بن سلمان حافزاً كبيراً لطرح الحاجة إلى استئناف مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني في اجتماعه مع ترامب، نظراً للتداعيات السلبية على منطقة الشرق الأوسط—وخاصة السعودية—في حال استؤنفت الأعمال العدائية بين إسرائيل وإيران. والطريقة الأفضل لمنع صراع إقليمي مستقبلي هي التوصل إلى اتفاق نووي بين إيران والولايات المتحدة يضمن عدم قدرة طهران على إنتاج أسلحة نووية، ويمنع—وهذا مهم—اندلاع الحرب في الخليج.

ولفهم سبب كون الاتفاق النووي مع إيران جزءاً أساسياً—من وجهة نظر سعودية على الأقل—في الاجتماعات مع إدارة ترامب، يجب العودة إلى نهاية حرب يونيو هذا العام بين إيران وإسرائيل. فقد انتهت حرب الأيام الاثني عشر دون أي اتفاق نووي بين واشنطن وطهران، وقد بدأت إيران بعد ذلك مباشرة بإعادة بناء قدراتها العسكرية. علاوة على ذلك، يمكن القول إن الحرب ألحقت ضرراً بآمال التوصل إلى اتفاق نووي، إذ عمّقت حالة انعدام الثقة بين النظام الإيراني والإدارة الأمريكية.

لقد حققت إسرائيل والولايات المتحدة إنجازات عملياتية مهمة في الحرب—بما في ذلك إلحاق أضرار كبيرة بالمواقع النووية الإيرانية في نطنز وفوردو وأصفهان، وقتل عدد من العلماء النوويين الإيرانيين. إضافة إلى ذلك، ألحقت إسرائيل ضرراً كبيراً بمنظومة الدفاع الجوي الإيرانية، ودمرت مئات الصواريخ الباليستية. لكن تحركات إيران في الأسابيع والأشهر التي تلت الحملة العسكرية الإسرائيلية والأمريكية—وخاصة إعادة تأهيل المواقع النووية وبناء قدراتها التقليدية—تشير إلى أن طهران لم تستسلم. فهي تواصل تعزيز قدراتها العسكرية، على ما يبدو استعداداً للمواجهة القادمة مع إسرائيل، بحسب تقارير إعلامية إقليمية.

هذه الحقيقة يجب أن تقلق دول الخليج، بما فيها السعودية. فحتى لو اعتقدت قيادات الخليج أن تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع طهران—والتي تقوّت في السنوات الأخيرة—سيحمي السعودية في أي حرب مستقبلية بين إسرائيل وإيران، فقد تُفاجَأ—وليس بسرور—من نتائج ذلك.

إن احتمال تجدد الصراع بين إسرائيل وإيران، كما ذُكر، يبدو واقعياً للغاية—ويفترض الخبراء أن الصراع القادم قد يكون أكثر حدة، وقد يشمل دول الخليج. ويعزز ذلك حقيقة أن إيران تهدد باستخدام بحريتها وغيرها من الأسلحة في الحرب المقبلة، إضافة إلى النقاشات العلنية داخل إيران حول احتمال فرض حصار على مضيق هرمز. علاوة على ذلك، إذا افترضت إيران أن الولايات المتحدة ستشارك في القتال، فمن المرجح أن تسعى لمهاجمة القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط، بما في ذلك تلك الموجودة في منطقة الخليج.

عموماً، كلما شعر النظام الإيراني بأنه يخوض معركة وجودية، زادت احتمالية اتخاذه خطوات يائسة لوقف الحرب، بما في ذلك إدخال دول الخليج في مرمى النار، للضغط على واشنطن وإسرائيل من أجل وقف القتال. وبما أن إسرائيل تهدف بالفعل إلى إسقاط النظام الإيراني في الحملة القادمة، فقد ترتفع احتمالات تلك الخطوات اليائسة.

إن حقيقة أن ترامب يفضل محمد بن سلمان تمنح ولي العهد السعودي ورقة ضغط جيدة إذا اختار إثارة النقاط التالية:

  • يمكن لمحمد بن سلمان أن يوضح أن الوضع القائم غير مستقر ولا يخدم المصالح الأمريكية، بما في ذلك المخاطر التي تهدد الاقتصاد العالمي إذا اندلعت حرب جديدة بين إسرائيل وإيران.

  • يمكن لولي العهد أيضاً أن يجادل بضرورة استئناف المفاوضات في أسرع وقت—بل ويمكن للسعوديين أن يلعبوا دور الوسيط (على الرغم من أن من المرجح أن تستضيف عمان الاجتماعات).

  • وربما الأهم، يمكن لمحمد بن سلمان أن يقبل، نيابة عن السعوديين، فكرة إنشاء تحالف نووي إقليمي، بما يعزز الطموحات النووية للرياض، بما في ذلك إنشاء بنك إقليمي للوقود النووي.

  • من الممكن أن يجادل محمد بن سلمان أمام ترامب بأنه مستعد للقبول بتخصيب رمزي في إيران (مما قد يدفع نحو اتفاق مع طهران)—بشرط أن تحصل السعودية أيضاً على القدرة على التخصيب داخل أراضيها.

بالإضافة إلى ذلك، من الصحيح أن محمد بن سلمان، الذي يعرف الإيرانيين جيداً، سيحتاج إلى توضيح لترامب ما يمكن تحقيقه وما لا يمكن تحقيقه في المفاوضات مع إيران. فحالياً، تبدو مطالب إدارة ترامب تجاه إيران في نظر طهران أقرب إلى الاستسلام منها إلى التسوية.

الخلاصة أن تجاهل المسألة الإيرانية في الحوار بين ترامب وولي العهد السعودي قد يضر بالمصالح السعودية، نظراً لتزايد احتمالات تجدد الحرب في الخليج. يحتاج محمد بن سلمان إلى الاستثمار في محاولة سد الفجوات بين إيران والولايات المتحدة؛ وإلا فقد يتحمل كلفة حرب مستقبلية.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
Atlantic Council

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى