ميزة جديدة في منصة «إكس» تفجر جدلاً سياسياً واسعاً في إيران

أدى تفعيل ميزة جديدة في شبكة التواصل الاجتماعي «إكس» إلى إثارة موجة واسعة من الجدل في الوسط السياسي للبلاد

ميدل ايست نيوز: أدى تفعيل ميزة جديدة في شبكة التواصل الاجتماعي «إكس»—المحجوبة في إيران منذ عام 2009—إلى إثارة موجة واسعة من الجدل في الوسط السياسي للبلاد، بعد أن كشفت هذه الخاصية معلومات حساسة تتعلق بمواقع تسجيل الدخول إلى الحسابات.

تُظهر الميزة الجديدة لمستخدمي «إكس» الموقع الجغرافي (IP) الذي تم من خلاله إنشاء الحساب، والموقع الذي يتم منه الدخول حالياً. غير أن المستخدمين داخل إيران، الذين يعتمدون غالباً على شبكات VPN بسبب الحجب المفروض على المنصة، لا يظهر موقع اتصالهم الحقيقي في سجل الحساب.

وبمجرد تفعيل هذه الخاصية، بدأ المستخدمون الإيرانيون بتفحص حسابات شخصيات سياسية وإعلامية وحسابات مؤثرة، سواء تلك المرتبطة بمسؤولين في الجمهورية الإسلامية أو حسابات مجهولة ذات تأثير واسع في النقاشات السياسية.

انكشاف استخدام “الإنترنت الطبقي”

أظهرت البيانات الجديدة أن عدداً كبيراً من المسؤولين الحكوميين، والنشطاء السياسيين، والصحفيين، والشخصيات الإعلامية القريبة من السلطة، الذين كانوا يصرّحون بأنهم يستخدمون الشبكة عبر VPN، يدخلون في الواقع من داخل إيران عبر ما يُعرف بـ«الإنترنت الطبقي» أو «الإنترنت الأبيض»، وهي خدمة إنترنت غير خاضعة للقيود المفروضة على عامة المستخدمين.

يأتي ذلك في وقت يُحرم فيه معظم الإيرانيين من الوصول غير المقيّد إلى الإنترنت، ويضطرون إلى استخدام برامج تجاوز الحجب (VPN) بتكاليف مالية وزمنية عالية.

اللافت أن هذا الكشف يتعارض مع وعود الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال حملته الانتخابية عام 2024، حين أكد التزامه برفع الحجب وقال إنه «يضع رقبته رهناً لوعده».

شكوك حول ارتباط حسابات معارضة بالأجهزة الأمنية

كما أظهرت الميزة أن بعض الحسابات التي تقدّم نفسها كحسابات معارضة أو على صلة بجماعات مناوئة للنظام الإيراني يتم تحديثها من داخل إيران، وبواسطة خطوط إنترنت غير مقيدة. وقد نشرت هذه الحسابات مراراً محتوى حاداً ضد الدين والرموز الأيديولوجية للنظام.

هذا الأمر دفع كثيراً من المراقبين إلى ترجيح ارتباط هذه الحسابات بأجهزة أمنية تعمل ـ وفق تحليلهم ـ على إثارة الفوضى في الفضاء الافتراضي وضرب المعارضين عبر خطاب موجه ومسيطر عليه.

وقد عمد عدد من المستخدمين إلى تجميع قوائم بهذه الحسابات، التي كانت تدّعي أنها تعمل من خارج إيران، وتقديمها للرأي العام بوصفها واجهات محتملة لجهات أمنية.

مؤسسات رسمية وشخصيات متشددة ضمن المستفيدين

من بين الجهات التي تبين أنها تستخدم الإنترنت غير المقيّد وكالات أنباء مثل «فارس» و«تسنيم» المقربتين من الحرس الثوري، إضافة إلى نواب متشددين أبرزهم أميرحسین ثابتي وحميد رسائي، المعروفين بتأييدهما لسياسات تضييق الإنترنت.

واجه الكشف عن استخدام سياسيين وصحفيين مقربين من الحكومة وخط الإصلاح، إضافة إلى أعضاء في حكومة بزشكيان، للإنترنت الأبيض موجة غضب كبيرة من المستخدمين الإيرانيين.

وصف بعضهم هذا الامتياز بأنه «ريع سياسي»، فيما ذهب آخرون إلى اعتباره «نظام فصل عنصري رقمي» أو «نفاق سياسي»، إذ تمارس السلطة تقييداً واسعاً على الإنترنت بينما يتمتع مسؤولون ومقربون بحرية اتصال كاملة.

تحتل إيران مرتبة متدنية للغاية في مؤشرات حرية الإنترنت. وذكر تقرير صادر عن «جمعية التجارة الإلكترونية في طهران» في يوليو 2024 أن البلاد تقع ضمن أدنى التصنيفات عالمياً من حيث سرعة الإنترنت ومستوى الانقطاعات، مقارنة بـ100 دولة.

وتشير الإحصاءات الحديثة إلى أن 84% من السكان يستخدمون خدمات VPN للوصول إلى المحتوى المحجوب، وأن أكثر من 90% من مستخدمي الإنترنت الإيرانيين أعضاء في شبكات التواصل الاجتماعي.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثمانية عشر − واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى