ظريف: لدينا أصدقاء في المنطقة لا وكلاء ولا عملاء/ التوتر مع الولايات المتحدة يسبب لنا الكثير من التكاليف

حدث وزير الخارجية الإيراني في مقابلة تفصيلية، بإسهاب عن السياسات الإيرانية الإقليمية والدولية، ودوره في رسم هذه السياسات.

ميدل ايست نيوز: تحدث وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في مقابلة تفصيلية، بإسهاب عن السياسات الإيرانية الإقليمية والدولية، ودوره في رسم هذه السياسات وجذور التوتر والصراع مع الولايات المتحدة الأميركية والأزمة مع السعودية وإرسال طهران رسائل لها قوبلت بالرفض، فضلا عن قضايا أخرى مرتبطة بالسياسة الخارجية الإيرانية ووجهة نظره حولها.

وكشف ظريف في مقابلة مع صحيفة “اعتماد” الإصلاحية، نشرتها اليوم السبت، عن توجيه رسائل إلى السعودية عام 2013 في الأسابيع الأولى لبدء عمله كوزير للخارجية الإيرانية،بعد فوز الرئيس حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية في ذات العام، مشيرا إلى أن إرسال الرسائل جاء بعد الاتفاق مع الجنرال قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” السابق، الذراع الخارجي للحرس الثوري الإيراني.

وقال إن الرسالة وجهت لوزير الخارجية السعودي الراحل سعود الفيصل، مضيفا أنها دعت الرياض للحوار لحل القضايا الخلافية، ومشيرا إلى أن الملف اليمني كان أحد هذه القضايا، وذلك قبل نشوء الأزمة في اليمن.

وكشف ظريف أن الرسالة أرسلت “عبر شخص كنا نعلم أنه على علاقة قريبة مع السعودية وحكامها آنذاك”، وذكر أن رد الفيصل كان “محبطا، وهو في سطر واحد أنه لا توجد أي علاقة للعالم العربي بكم”.

واستدرك قائلا إنه ردّ لاحقا على وزير الخارجية السعودي في مجلة “أتلانتيك” الأميركية في مقال، حيث أكد أن “إيران لها علاقات كثيرة بالعالم العربي. نحن نعيش في هذا العالم”.

كما تحدث عن لقاءات أخرى له على هامش المؤتمرات الدولية مع وزيري الخارجية السعوديين، سعود الفيصل وعادل الجبير، قائلا: “إنني أرسلت رسائل كثيرة للسعودية للحوار”، مؤكدا أن جميعها “قوبل بالرفض”.

وفيما تواجه الحكومة الإيرانية انتقادات بأنها ركزت على المفاوضات مع الغرب للوصول إلى الاتفاق النووي على حساب العلاقات مع دول المنطقة، رفض وزير الخارجية الإيراني هذه الاتهامات، قائلا: “إنني أبديت اهتماما بالغا بالمنطقة وبذلت جهودا كثيرة لحل المشاكل فيها”، حسب تعبيره.

في السياق لفت إلى أن أول مقال كتبه بعيد توليه منصب وزير الخارجية عام 2013 كان لصحيفة “الشرق الأوسط” السعودية.

وعن دوره في رسم السياسة الخارجية الإيرانية خلال السنوات الثماني الأخيرة، قال إن دوره الأساسي كوزير للخارجية كباقي نظرائه في العالم هو تنفيذ هذه السياسة، مشيرا إلى أنه لعب دورا مهما في رسم السياسات المرتبطة بالاتفاق النووي.

غير أن ظريف أكد أن دوره في رسم السياسات الإيرانية في المنطقة “كان الأقل”، مشيرا إلى دوره “البارز” في التخطيط لسياسات بلاده تجاه روسيا والصين وأميركا اللاتينية.

وأضاف وزير الخارجية الإيراني أنه في الخارج يدافع عن جميع السياسات الإيرانية الداخلية والخارجية، “دافعت عن بعض التصرفات على الساحة الدولية لكنني كنت على قناعة بأنها لا تعود بالنفع للمصالح الوطنية”، ليشير في السياق إلى أن “الجميع يعلم أنني اعتبر احترام حقوق المواطنين ضرورة الأمن القومي الإيراني، لذلك أنا حتما منتقد لكثير من السياسات المرتبطة بحقوق الإنسان”.

إلا أنه في إشارة إلى انتقادات الدول الغربية لوضع حقوق الإنسان في إيران، أعرب عن قناعته بأنها “ليست لأجل الشعب الإيراني”، قائلا “إنني متأكد من أن الدول التي دعمت قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي ولم تخفض علاقاتها مع السعودية حتى قيد أنملة بسبب هذه الجريمة، والدول التي تدعم الكيان الصهيوني في قمع الشعب الفلسطيني ليست حريصة على الشعب الإيراني”.

وحول الأزمة والتوتر بين طهران وواشنطن، عزا الوزير الإيراني ذلك إلى “الخلافات الهوياتية الجذرية” بين الطرفين، قائلا: “إننا هويتان مختلفتان ولدينا خلافات بنيوية، نحن نمثل حضارة وأميركا تريد تحويلنا إلى كائن آخر لنتخلى عن حضارتنا”، معتبرا أن “أميركا لا تمثل حضارة وهي تزعم أن لها قيما يجب أن تحارب لأجلها”.

وأكد في السياق: “لست مؤمنا أبدا بالتوتر والتشنج، بل أنا مؤمن بضرورة الحفاظ على الهوية”.

وفي معرض الرد على سؤال عما إذا كان يصر على مواصلة معاداة الولايات المتحدة، لدعوته في مقابلة سابقة إلى ضرورة أن تحافظ الجمهورية الإسلامية على خلافاتها الأساسية مع أميركا، قال: “إنني لم أقل إنها العدو، أنا لا استخدم مصطلح العدو بتاتا”.

وأكد ظريف أن “الجزء الكبير” من التكاليف التي تتحملها بلاده في سياساتها الخارجية يعود إلى التوتر مع الولايات المتحدة.

وفي معرض رده على سؤال آخر عما إذا كان قد حان موعد التفاوض مع أميركا على “رزمة واحدة” بدلا من التفاوض على كل ملف على حدة، أكد أنه مع “ضرورة التفاوض مع جميع العالم باستثناء الكيان الصهيوني”.

وحول مستقبل العلاقات مع واشنطن، قال إن “رأيي الشخصي وهو ليس موقف الدولة أنه يجب أن نحسم الصورة النهائية للعلاقات مع أميركا”.

وعما إذا كانت السياسة الخارجية الإيرانية تحمّل السياسة الداخلية تكاليف، أجاب وزير الخارجية الإيرانية بـ”نعم”، داعيا إلى خفض هذه التكاليف، غير أنه أكد أن “تكلفة الحروب أكبر بكثير من تكلفة الدبلوماسية”.

وفي الإطار، قال إن “الولايات المتحدة والصين وحتى تركيا تنفق أموالا كثيرة في الدول الأخرى”، مشيرا إلى تراجع دعم إيران المالي لحلفائها في المنطقة، بقوله إن “أصدقاءنا عندما كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية لديها إمكانيات مالية كبيرة، كانت لديهم مطالب يتم الاستجابة لها، لكن خلال الحكومة الحادية عشرة والتاسعة عشرة بسبب شح الموارد كانت الأولوية للشعب الإيراني”، في إشارة غير مباشرة إلى العقوبات الأميركية المفروضة على إيران.

وقال ظريف في سؤال حول “وكلاء يران في سوريا والعراق وفلسطين” قال أن هؤلاء أصدقاء إيران وليسوا وكلاء، “أحد جيراننا الموجودين في سوريا يرفع علمه فوق المباني الحكومية هناك، نحن لم نفعل ذلك، نحن هناك للدعم وليس للأمر، نحن لا نأمر حزب الله اللبناني بأن يفعل شيئا ولا يمكننا أن نأمره بذلك” مؤكدا أن إيران ليست لديها إمكانيات مالية لتدفعها إلى عملاء لها، خلافا للسعودية التي تدفع مليارات الدولارات لعملاء لها كالقاعدة وداعش وغيرها التي تحولات إلى أعداء للسعودية في ما بعد”.

 

قد يعجبك:

ظريف في مقال بـ”فورين افيرز”: لا تطلبوا من إيران مزيدا من التعهدات

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
بواسطة
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

6 − 3 =

زر الذهاب إلى الأعلى