تقرير: كردستان العراق تمنح إسرائيل “آذاناً وعيوناً” لمعرفة ما يحدث في إيران والعراق وسورية

ذكر تقرير نشره موقع قناة "12" الإسرائيلية أن تل أبيب توظف تعاظم تحالفها مع أكراد العراق في تعزيز قدرتها على التصدي لإيران.

ميدل ايست نيوز: ذكر تقرير نشره موقع قناة “12” الإسرائيلية أن تل أبيب توظف تعاظم تحالفها مع أكراد العراق في تعزيز قدرتها على التصدي لإيران ونفوذها في المنطقة ومواجهة الجماعات الجهادية.

ونقل التقرير عن محافل استخباراتية إسرائيلية قولها إن العلاقات القوية مع كردستان العراق تمنح إسرائيل “آذاناً وعيوناً” لمعرفة ما يحدث في إيران والعراق وسورية.

وكشف التقرير، الذي أعده نير دفوري، المعلق العسكري للقناة، أن السلطات التركية اعتقلت قبل عدة سنوات مجموعة من خريجي الوحدات الخاصة في الجيش الإسرائيلي داخل إقليم كردستان العراق، بعد قيامهم بتدريب مجموعة من العسكريين الأكراد في المنطقة.

وحسب التقرير، فإن هؤلاء الضباط تعرّضوا لتحقيقات مكثفة على أيدي عناصر الاستخبارات التركية، مشيراً إلى أن التدريبات التي تلقاها هؤلاء الضباط في وقت سابق على كيفية الصمود في التحقيق حالت دون الكشف عن هوياتهم وسبب وجودهم في المناطق الكردية.

وأشار دفوري إلى أن خريجي الوحدات المختارة الإسرائيلية تمكنوا من التشبث بالشخصيات التي انتحلوها لإخفاء شخصياتهم الحقيقية، وللتغطية على طابع أنشطتهم في المكان، مما أنقذهم من قضاء سنوات طويلة في السجن التركي.

واعتبر التقرير أن إسرائيل ترمي، من خلال تعزيز التعاون مع الأكراد في شمال العراق وسورية، إلى الاستعانة بخدماتهم في مجال التصدي للجماعات الإسلامية الجهادية والنفوذ الإيراني في المنطقة، وتحديدا في سورية.

وأبرز دفوري حقيقة أن سمير مداني، الذي يدير من السويد موقعاً على الإنترنت تحت اسم “TankerTrackers.com” كشف في 2017 عمق التعاون الاقتصادي والدبلوماسي والأمني بين إسرائيل وأكراد العراق.

وقد تتبع الموقع حركة شاحنة نفط انطلقت من ميناء “جيهان” التركي صوب قناة السويس، إذ قامت الناقلة بتعطيل برنامج تحديد الموقع عبر تقنية “GPS” قبالة ميناء “عسقلان” الإسرائيلي واختفت.

ونقل التقرير عن الموقع أن إقليم كردستان العراق ينقل نفطه إلى ميناء جيهان التركي ومن هناك يتم نقله إلى عدد من الدول من بينها إسرائيل.

وحسب التقرير، فإن قيمة النفط الذي تستورده إسرائيل سراً من كردستان العراق يصل إلى عدة مليارات دولارات، مشيراً إلى أن إسرائيل تستورد ثلاثة أرباع ما ينتجه الإقليم من النفط.

ولفت التقرير إلى أن شركات إسرائيلية استثمرت في قطاعات الطاقة والاتصالات وغيرها في كردستان. ولفت الموقع إلى أن العلاقة الاقتصادية بين أكراد العراق وإسرائيل لم تتكن لتتم بدون رضا تركيا.

وقد كانت إسرائيل أول من دعا في 2017 إلى منح أكراد العراق استقلالا عن العراق؛ إذ عبرت عن موقفها هذا بحماس في كل المحافل الدولية، إلى جانب أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو ضغط على الكثير من قادة الدول الغربية للتدخل لصالح كردستان، ومنع الجيش العراقي وقوات “الحشد الشعبي” من إفشال استقلال الإقليم في أعقاب الاستفتاء الذي أجري هناك.

وأشار نير دفوري إلى أن إيران مقتنعة بأن إسرائيل تستغل علاقتها بأكراد العراق وسورية في تنفيذ هجمات تستهدف المس بالتمركز الإيراني في هذين البلدين.

وحسب التحقيق، فقد تعرّض قبل عام مخزن سلاح في قاعدة عسكرية في محافظة “صلاح الدين” شمال العاصمة العراقية بغداد لهجوم أسفرعن تدمير عشرات الصواريخ ذات دقة إصابة عالية، أرسلتها إيران إلى “الحشد الشعبي”؛ إذ تبين أن الهجوم الذي اتهمت إيران إسرائيل بتنفيذه قد تم باستخدام طائرة بدون طيار.

ولفتت القناة إلى أن هذا الهجوم جاء في إطار سلسلة من الهجمات استهدفت قواعد عسكرية ومخازن سلاح في أرجاء العراق، وضمن ذلك تصفية قائد منظومة الصواريخ في “كتائب حزب الله” العاملة في العراق.

وأعاد التقرير للأذهان أن التحالف القائم حالياً مع كردستان العراق يعد امتدادا للتحالف الذي نشأ بين إسرائيل وأكراد العراق في الفترة الفاصلة بين عامي 1965 و1975، والذي أندرج في حينه في إطار استراتيجية “حلف الأطراف” التي تبنتها تل أبيب وهدفت إلى تعزيز مكانتها الجيوسياسية، عبر تعزيز الروابط مع الكيانات غير العربية في المنطقة، وضمن ذلك إيران الشاه، وتركيا في ذلك الوقت.

وأضاف أن عملاء “الموساد” دربوا نشطاء التنظيمات الكردية العراقية أواخر الستينيات ومطلع السبعينيات وقدموا لهم مساعدات إنسانية، إلى جانب استغلال وجودهم في شمال العراق من أجل تعزيز معرفتهم وخبراتهم حول هذه البلاد.

وحسب دفوري، فإن استراتيجية “حلف الأطراف” التي بلورها رئيس الوزراء الإسرائيلي الأول دافيد بن غوريون هدفت إلى إضعاف الدولة العراقية ومنعها من الانضمام إلى حرب تنشب بين إسرائيل والدول العربية.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

11 − 8 =

زر الذهاب إلى الأعلى