مهرجان فجر السينمائي: دورة الخلافات والانسحابات والمنافسة

تَختتم الدورة 40 من "مهرجان فجر السينمائي" أعمالها مساء الجمعة، بإعلان اسم الفيلم الفائز بجائزة "العنقاء البلورية".

ميدل ايست نيوز: تَختتم الدورة 40 من “مهرجان فجر السينمائي” أعمالها مساء الجمعة، بإعلان اسم الفيلم الفائز بجائزة “العنقاء البلورية”، والفائزين في الأقسام الأخرى للمسابقة السينمائية الأبرز في إيران.

وحسب تقرير لموقع “العربي الجديد” يشكل المهرجان سنوياً منصة فريدة للفنانين الإيرانيين لعرض آخر أعمالهم السينمائية، ومناقشة مشاكل وتحديات هذا القطاع الفني من خلال ندوات تعقد على هامش العروض. كما توفّر الفعالية فرصة لجمهور السينما للتعرف عن قرب على الوجوه السينمائية البارزة في البلاد.

ينطلق “فجر السينمائي”، سنوياً مع بداية “عشرية الفجر” واحتفالات ذكرى “انتصار الثورة الإسلامية” في إيران، التي صادفت هذا العام يوم 1 فبراير/شباط، وتختتم بعد 10 أيام، أي يوم “الإعلان عن انتصار” الثورة عام 1979 بتوزيع الجوائز على الفائزين في برج “ميلاد” المعروف في طهران.

بينما تقام العروض طيلة هذه الأيام في 70 صالة سينمائية موزّعة على 41 مركزاً ثقافياً في طهران وجميع المحافظات الإيرانية. ومن أصل 100 فيلم تقدّم للمسابقة الرسمية، اختارت لجنة التحكيم 22 عملاً للمنافسة على الجائزة الرئيسية إلى جانب 10 أفلام في قسم الأفلام القصيرة و8 أفلام في قسم الأفلام الوثائقية.

وكانت الأعمال المشاركة في هذه الدورة قد حصلت على تراخيص التصوير والعرض في عهد الحكومة الإيرانية السابقة المدعومة من الإصلاحيين. بينما تنظر الحكومة الإيرانية المحافظة الجديدة بمعايير مختلفة عن سابقاتها للفن والسينما.

وانطلاقاً من رؤيتها الخاصة، أضافت هذه الحكومة، مجموعة برامج ثقافية إلى المهرجان لأول مرة في تاريخه، حيث قال أمين المهرجان مسعود نقاش زادة لوكالة “إرنا” الإيرانية، إن الدورة الحالية تُنظم في جزأين: الأقسام الثقافية، والأقسام التنافسية.

أبناء الذوات

هذا العام أيضاً تأثر المهرجان بجائحة كورونا، إذ تزامن انطلاقه مع بدء موجة الفيروس السادسة، ما أثر على المشاركة الشعبية فيه وجعل عدداً من المقاعد في صالات العرض فارغة. لكن رغم ذلك تميزت الدورة الحالية عن سابقاتها بمشاركة وجوه شبابية، إلى جانب مشاركة من يعرفون باسم “أبناء الذوات”، في ظل غياب وجوه سينمائية قديمة.

و”أبناء الذوات” أو “أبناء السادة” مصطلح يطلق على أبناء رجال السلطة في إيران والمقربين منهم الذين يستغلون نفوذ آبائهم وأقاربهم في السلطة للحصول على منافع اقتصادية، أو التسلق على هذا النفوذ لاحتلال مناصب ومواقع في الدولة. المصطلح دخل أخيراً عالم السينما، مع دخول أبناء الفنانين والسياسيين في هذا القطاع.

أبرز هؤلاء يوسف حاتمي كيا ابن السينمائي الإيراني المعروف إبراهيم حاتمي كيا. يشارك الشاب في مهرجان هذا العام بأول أفلامه بعنوان “الليلة الذهبية” الذي يدور حول قصة عائلية وخلافات بين أسرة على خلفية “سبيكة ذهبية” علماً أن العمل من إنتاج والده.

كذلك يشارك المخرج الشاب حميد شاه حاتمي بفيلم “ماهان” السينمائي في المهرجان، وهو أيضاً من إنتاج والده الفنان علي شاه حاتمي المعروف بإنتاج أفلام عن الثورة والحرب الإيرانية ــ العراقية. وتدور قصة الفيلم حول حياة ممثل مسرحي يصاب بمرض السرطان ما يغير مسار حياته بشكل كبير.

إلى ذلك أيضا، يشارك الشابان علي حضرتي كمخرج لفيلم “بلدة” (شهرك) وعباس نادران كمنتح لفيلم “شادروان” (الراحل). والشابان نجلان للبرلمانيين البارزين السابقين، إلياس حضرتي وإلياس نادران.

كان المخرج الكبير مسعود كيميائي قد أعلن سحب فيلمه “قتل الخائنين” وامتناعه عن المشاركة في المهرجان مع ابنه الممثل بولاد كيميائي، احتجاجاً على اختيار الممثل شهاب حسيني كعضو في لجنة التحكيم.

ويعود الخلاف بين كيميائي وحسيني إلى أكثر من عامين، عندما أسقطت نيران الدفاع الجوي الإيراني طائرة الركاب الأوكراينية عن طريق “الخطأ” يوم 8 يناير/كانون الثاني 2020. وقتها عبّر عدد من الفنانين عن احتجاجهم على الحادثة، وانسحبوا من دورة “مهرجان الفجر”. وكان من بين المنسحبين المخرج مسعود كيميائي. فما كان من الفنان شهاب حسيني إلا أن وجّه انتقادات بارزة له ولخطوته.

ومن الوجوة البارزة في المهرجان هذا العام، المخرج محمد حسين مهدويان الذي يشارك بفيلم “الرجل الخاسر”، وهادي حجازي فر الذي يعرض فيلمه “تموضع مهدي” في إشارة إلى القيادي العسكري الإيراني مهدي باكري الذي قتل في الحرب الإيرانية ــ العراقية.

كما يشارك المخرج رضا ميركريمي بفيلم “حارس الليل”، والمخرج كيوان علي محمدي بفيلم “2888”، وبهروز شعيبي بفيلم “من دون موعد مسبق”، والمخرج عباس ربيعي بفيلم “ضد”.

في الإطار نفسه يبدو أن فيلم “اللقاء الخاص” للمخرج أميد شمس (إنتاج أمير بنان) يتجّه للفوز بجائزة “العنقاء البلورية” عن فئة فضل فيلم من اختيار المشاهدين، إذ إنه الحاصل حتى الساعة على أعلى نسبة أصوات من قبل الجمهور في عملية الاقتراع الإلكترونية. لكن لجنة المهرجان قررت إلغاء جائزة الجمهور بشكل مفاجئ ما تسبب بانتقادات حادة ومطالبة المنتج بإلغاء ترشيح الفيلم من قسم المنافسة في جميع الفئات.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

12 − 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى