الهند ستصبح الحليف الإستراتيجي للسعودية بجنوب آسيا بدل باكستان

السعودية طلبت إرجاع قرض قبل الأوان من باكستان بقيمة مليار دولار، ولم تجدد اتفاقا لتأجيل سداد 3 مليارات دولار من واردات النفط السعودية.

ميدل ايست نيوز: ذكر مقال بموقع “ميدل إيست آي” البريطاني أن قضية كشمير ووباء كوفيد-19 سيؤديان إلى تجاوز الهند باكستان في العلاقة الإستراتيجية بالسعودية.

وقال الكاتب روبرت ستون في مقال له بالموقع إن باكستان ستبقى شريكا أمنيا مهما للسعودية، وسيستمر التعاون الاقتصادي بينهما، لكنه سيتقلص، وعلى المدى الطويل يمكن أن تتفوق نيودلهي على إسلام آباد كحليف إستراتيجي رئيسي للرياض في جنوب آسيا.

وأضاف الكاتب أن باكستان -من جانبها- قد تنجذب بشكل متزايد نحو معسكر “تركيا – قطر- إيران – ماليزيا”، حيث تربطها علاقات وثيقة وطويلة الأمد بتركيا، وتتلقى إمدادات الطاقة من قطر، ويمكنها إحراز مزيد من التقدم في كشمير من خلال تشكيل جبهة موحدة مع تلك القوى.

وقائع تقلص العلاقات

وأورد ستون كثيرا من المعلومات التي تشير إلى تقلص العلاقات بين السعودية وباكستان، مقابل تطورها بين السعودية والهند. وأشار في ذلك إلى أن السعودية لم تنتقد انتهاك الهند الحكم الذاتي لكشمير، وأن منظمة التعاون الإسلامي -التي تهيمن عليها السعودية- رفضت طلبا من باكستان لعقد مؤتمر لوزراء الخارجية للدول الأعضاء بها.

وقال إن وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي انتقد السعودية ومنظمة التعاون الإسلامي، على غير عادة باكستان، وتعهد بعقد اجتماع منفصل، كما وافقت باكستان على المشاركة في قمة إسلامية بماليزيا في ديسمبر/كانون الأول الماضي، ضمت تركيا وإيران وقطر أيضا؛ لكنها تراجعت في آخر لحظة بضغط من الرياض.

وذكر أن السعودية طلبت إرجاع قرض قبل الأوان من باكستان بقيمة مليار دولار، ولم تجدد اتفاقا لتأجيل سداد 3 مليارات دولار من واردات النفط السعودية.

وأشار أيضا إلى أن باكستان صوتت عدة مرات ضد مشروعات قرارات سعودية بالأمم المتحدة تنتقد إيران، وإلى رفض إسلام آباد في 2015 إرسال قوات للمشاركة في حرب السعودية باليمن، حتى في عهد رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف، الذي تُعتبر علاقته بالرياض أقوى من علاقة رئيس الوزراء الحالي عمران خان.

تقارب سعودي هندي

وفي المقابل، قال ستون إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان زار نيودلهي في فبراير/شباط 2019، وتعهد باستثمارات كبيرة في عدة قطاعات بالهند، كما تم الإعلان عن اتفاق نفطي بين البلدين قيمته 15 مليار دولار في أغسطس/آب، أي بعد أيام فقط من إعلان الهند إلغاءها استقلال كشمير.

وأضاف أن الهند زادت واردات النفط من السعودية بنسبة 32% منذ فرض العقوبات الأميركية على إيران، في الوقت الذي أصبح فيه النفط أقل أهمية بالنسبة لباكستان لاعتمادها على الغاز المسال من قطر وحقول الفحم الحجري الداخلية التي تساعدها الصين على تطويرها.

وفي الوقت الذي يعتمد فيه الاقتصاد الباكستاني بشكل كبير على تحويلات العاملين في السعودية، تراجعت تدفقات التحويلات المالية من العاملين الباكستانيين بالمملكة، منذ نهاية طفرة السلع العالمية في 2014، ومن المتوقع أن تنخفض أكثر هذا العام بسبب فيروس كورونا (كوفيد-19).

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
بواسطة
الجزيرة
المصدر
ميدل ايست آي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى