الأنظار تتجه إلى لاتفاق النووي مع إيران بعد انتهاء انتخابات الكونجرس

مع انتهاء انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي، قد تتجه واشنطن وطهران نحو جولة نهائية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015.

ميدل ايست نيوز: مع انتهاء انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي، قد تتجه واشنطن وطهران نحو جولة نهائية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015.

وفضّل الرئيس الأمريكي “جو بايدن” إبقاء الاتفاق النووي على الهامش قبل الانتخابات، فيما كانت أولوية الإدارة هي كيفية دعم المتظاهرين في إيران بعد وفاة مهسا أميني”.

وستكون الدبلوماسية مع إيران، أكثر صعوبة إذا سيطر الجمهوريون على مجلس النواب، كما هو متوقع، وربما حتى مجلس الشيوخ خاصة في الوقت الذي تفرض فيه الولايات المتحدة عقوبات على قوات الأمن الإيرانية المتورطة في قمع المتظاهرين.

وبالرغم أن إيران قدمت طائرات مسيرة مسلحة إلى روسيا لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا، لم تنسحب الولايات المتحدة من المحادثات النووية، مؤكدة أن الدبلوماسية لا تزال أفضل وسيلة لمنع امتلاك إيران سلاح نووي.

عرقلت طهران المحادثات منذ أغسطس/آب لأنها تريد ضمانات بأن الشركات التي ستتعامل مع إيران لن تُعاقب إذا انسحبت الولايات المتحدة من الصفقة مرة أخرى – لا سيما إذا فاز الجمهوريين بالبيت الأبيض في عام 2024.

وما زالت حوافز العودة إلى الصفقة قوية كما كانت دائمًا، سيتم رفع العقوبات (سواء كانت مالية أو متعلقة بالطاقة) عن إيران، وكما سيجري فك تجميد أصول بمليارات الدولارات، مقابل الامتثال لعمليات التفتيش الدولية والقيود المفروضة على برامجها النووية التي تمنعها من تطوير قنبلة.

وبالنسبة للغرب، ستكون هناك إضافة 1 إلى 1.5 مليون برميل يوميًا من النفط الإيراني إلى الأسواق العالمية، بعد قرار”أوبك+” بخفض إنتاج النفط بمقدار 2 مليون برميل يوميًا اعتبارًا من هذا الشهر، فضلاً عن فرصة لتطوير الغاز الطبيعي الإيراني.

ومن الأدلة على استعداد إيران للوصول إلى حل وسط، اتفاقية الحدود البحرية التي توسطت فيها الولايات المتحدة بين إسرائيل ولبنان، والتي تم إبرامها الشهر الماضي.

ويعد هذا الاتفاق في الأساس صفقة مع إيران، فالمفاوضون اللبنانيون لعبوا دورهم، لكن الرجل الذي يقف وراء الستار هو الأمين العام لحزب الله “حسن نصر الله”، الذي وصف الاتفاقية بأنها “نصر عظيم”، ويقف خلفه المرشد الأعلى لإيران “علي خامنئي” الذي وصف الصفقة بأنها “فشل” أمريكي ونجاح لحزب الله”.

وتضع الاتفاقية نهاية للنزاع الحدودي طويل الأمد بين إسرائيل ولبنان، مما يسمح باستكشاف وتطوير مصادر طاقة مربحة لكلا الطرفقين.

وكان “حزب الله” محقاً في اعتباره انتصاراً للبنان الذي يقترب من وضع “الدولة الفاشلة”، فالاقتصاد في حالة سقوط حر، ولم يتم تشكيل الحكومة بعد، ولا يثق المواطنون اللبنانيون في سياسييهم ومؤسساتهم السياسية. لكن “حزب الله” عزز موقفه الوطني من خلال الصفقة.

وبالرغم من أن زعيم المعارضة الإسرائيلية “بنيامين نتنياهو” شن حملة ضد الصفقة، فمن غير المرجح أن يتراجع عنها إذا شكل حكومة كما هو متوقع، بسبب المزايا الاستراتيجية والتجارية العديدة التي يجلبها الاتفاق لإسرائيل.

ولا يمكن توقع رفض إيران على صفقة توسطت فيها الولايات المتحدة بين إسرائيل ولبنان (حزب الله) فلم يحدث ذلك مصادفة أو سهواً في طهران.

لقد استمرت كل من مفاوضات الاتفاق النووي والمفاوضات الإسرائيلية اللبنانية منذ سنوات، وكما نجحت الأولى قد تنجح الثانية.

من خلال إعطاء الضوء الأخضر للاتفاقية الإسرائيلية اللبنانية، قد تشير طهران إلى استعدادها للقيام بأعمال تجارية في المنطقة، في ظل الظروف والضمانات المناسبة: أي من خلال الاتفاقات المتعددة الأطراف التي باركتها في نهاية المطاف الأمم المتحدة والتي أيدتها شركات الطاقة والتجارة الدولية.

وهذه الضمانات نفسها – الدبلوماسية التي تقرها الأمم المتحدة واحتمال القبول التجاري الدولي – تلعب دورها في الاتفاق النووي أيضًا.

وقد تكون إيران مستعدة لتغيير الحديث بعيدًا عن الاحتجاجات من خلال قبول الاتفاق النووي. وستكون إدارة “بايدن” حاضرة على الفور إذا قدمت إيران التنازلات المطلوبة.

وإذا بدأت الولايات المتحدة وإيران الحديث، حتى بشكل غير مباشر أو عبر منتديات الأمم المتحدة، يمكن أن تخضع إيران الآن أكثر من أي وقت مضى حتى فيما يتعلق بمبادراتها الإقليمية في العراق واليمن وسوريا، وهو والجزء المفقود حتى الآن في الاتفاق النووي.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
بواسطة
الخليج الجديد
المصدر
Al-Monitor

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 + 14 =

زر الذهاب إلى الأعلى