هل يتحول رفع تخصيب اليورانيوم في إيران إلى مواجهة عسكرية؟

أمريكا ليس لديها نية لمواجهة عسكرية مع إيران وربما تحاول تهديد وإخافة إيران كما كان الحال في عهد أوباما.

ميدل ايست نيوز: بعد إصدار قرار مجلس المحافظين ضد الأنشطة النووية الإيرانية، اتخذت سلطات طهران إجراءات مضادة. حيث كان من الواضح مسبقاً، أن رد فعل إيران على هذا القرار هو عدم الانسحاب من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية.

من ناحية أخرى، كان واضحاً جداً أن إيران سترد على هذا العمل ولن يمر مرور الكرام. وعليه، اتخذت إيران طريقا وسطاً.

وعن ردة فعل إيران المضادة، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية: “يتم إنتاج 60٪ من اليورانيوم في محطة فوردو لأول مرة باستخدام آلات الجيل الجديد (IR-6)”.

إيران تبدأ تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 60 % في فوردو

ردة الفعل الأمريكي تجاه تخصيب إيران بنسبة 60%

على الرغم من أن ردة فعل إيران كانت متوقعة، إلا أنها قوبلت بردة فعل السلطات الغربية. وبعيداً عن بيان الاتحاد الأوروبي، رد البيت الأبيض أيضًا على سياسة إيران النووية الجديدة. في حين، تعد ردة فعل البيت الأبيض على تصرفات إيران الأخيرة أهم من ردود الفعل الأخرى لأن الولايات المتحدة هي التي تحدد سياسات الغرب وأوروبا أو لإسرائيل الذين لهم دور ثانوي في هذه القضية”.

وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، من أوائل المسؤولين الأمريكيين الذين ردوا على تصريحات رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية. وأعلن أن تخصيب إيران بنسبة 60٪ تسبب في قلق عميق لأمريكا.

وتُظهر تعليقات جون كيربي أن سياسة مسؤولي البيت الأبيض عادت إلى عهد أوباما. وكرر كيربي تصريحات الرئيس الأمريكي الأسبق بخصوص إيران وقال: “نحن واثقون من أن كل الخيارات لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية هي في متناول الرئيس الأمريكي”.

وأظهرت هذه التصريحات أن الولايات المتحدة ليس لديها نية لمواجهة عسكرية مع إيران وربما تحاول تهديد وترهيب إيران كما فعلت في عهد أوباما.

ولا يخفى على أحد، أن المهم بالنسبة لأمريكا اليوم هو إبقاء إسرائيل راضية. فالحكومة الإسرائيلية تغيرت ووقعت السلطة مرة أخرى في أيدي حزب بنيامين نتنياهو المتطرف. وهددت إسرائيل إيران مرارًا وقالت إنها لن تسمح بزيادة التخصيب الإيراني. ومن ناحية أخرى، أعلنت أمريكا أنها ستجري قريباً مناورة مشتركة مع إسرائيل. حيث تدعي الإندبندنت أن “هذا التمرين يحاكي هجومًا على منشآت نووية”.

يمكن فهم هذه المسألة حسب التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين. حيث صرح أنه لا يستطيع تأكيد التقارير حول أنشطة إيران النووية. من هذا المنطلق، يتضح أن الولايات المتحدة لا تنوي خوض أي حرب. وعليه، لا تريد أن تدخل قضية إيران النووية إلى المستوى الأول من قضاياها الدولية الهامة.

توقعات بتصعيد المواجهة بين إيران وأمريكا على المدى الطويل

تشير المعطيات اليوم إلى أن خيط الاتصال بين إيران وأمريكا قد انقطع. حيث رفض جميع المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين تقريبًا إمكانية إحياء المفاوضات النووية ومحادثات فيينا في الوقت الحالي. بجانب هذا، عادت لهجة أمريكا الحادة مرة أخرى ودخلت إيران أيضًا في مرحلة المواجهة.

ومع زيادة التخصيب الإيراني، يرجح إصدار المزيد من القرارات ضد البلاد، وبما أن ثلاثة قرارات صدرت عن مجلس المحافظين، فليس من المستبعد هذه المرة أن تحال قضية إيران إلى مجلس الأمن الدولي، و بدلاً من إعادة إحياء المفاوضات النووية، سيتم إصدار قرارات مناهضة لإيران كما في السابق.

وبالمثل، إذا صدر قرار مجلس الأمن ضد إيران، فمن المحتمل أن توسع إيران نطاق ردها وتنسحب من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية. بالتالي، ستصل التصعيدات بين إيران والغرب إلى ذروتها، وليس من المستبعد أن يتجه الطرفان، عاجلاً أم آجلاً، إلى المواجهة العسكرية.

ما هو واضح، أن أمريكا في الوقت الحالي، لا تريد دعم الخطط العسكرية الإسرائيلية التي تستهدف إيران. وبالنسبة لبايدن، فإن قضية أوكرانيا أولوية له، ولا يريد تحويل الملف النووي الإيراني إلى أزمة أمنية.

المقلق هو عدم وجود وسيط موثوق به يمكنه تقليص النزاعات والتحديات ورأب الصدع بين إيران وأمريكا أو التقريب بين وجهات نظرهما. إذ يمكن أن تزيد هذه القضية من احتمال نشوب صراع بين إيران وأمريكا أو إيران والغرب في المستقبل غير البعيد.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

13 − 4 =

زر الذهاب إلى الأعلى