بعد تصعيده تجاه طهران… كيف ستواجه إيران تصريحات علييف الحادة وما هو دور الاتفاق النووي؟
اعتبر أستاذ إيراني في مجال الجغرافيا السياسية أن العمل على الوحدة الداخلية في إيران والتوصل إلى اتفاق نووي فعال قد يكبح جماح إلهام علييف ويضع حداً له.

ميدل ايست نيوز: اعتبر أستاذ إيراني في مجال الجغرافيا السياسية أن العمل على الوحدة الداخلية في إيران والتوصل إلى اتفاق نووي فعال (للتخلص كحدٍ أدنى عن 50٪ من التحديات) قد يكبح جماح إلهام علييف ويضع حداً له.
وقال عبدالرضا فرجي راد، الأستاذ الجامعي في الجغرافيا السياسية، في مقابلة مع وكالة ايسنا للأنباء، في تحليل حول إجراء مناورة مشتركة بين جمهورية أذربيجان وتركيا: “منذ بداية الحرب بين أذربيجان وأرمينيا، ظلت هذه الحرب نصف منتهية، مما يعني أن الأذربيجانيين بمساعدة خاصة من إسرائيل وتركيا، لم يحاولوا فقط الاستيلاء على كاراباخ، بل أيضاً الحصول على الأراضي التي كانت تحت سيطرة أرمينيا”.
وأوضح فرجي راد: “مع دخول روسيا طرف مصالحة في هذه القضية وإقرار وقف إطلاق النار، سعت موسكو لبناء ممر زنغزور، وهو ما عارضته إيران لأسباب عدة. وعليه، شعر الرئيس الأذربيجاني أن عمله لم ينته بشأن أرمينيا وأن سبب هذا النقص هو موسكو وإيران. بعد ذلك بدأ بمهاجمة موسكو وطهران بتصريحات حادة، إلا أن خطابه لم يكن متطرفاً مع روسيا بقدر ما كان مع إيران”.
إيران وأذربيجان.. توتر حدودي وتصعيد دبلوماسي رغم جهود التهدئة
وأضاف: “منذ ذلك الوقت تبين أن هؤلاء الساسة تلاعبوا في هذه المسألة وراوغوا بها بهدف خدمة هدفهم. وعلاوة على هذا، أغضبت المناورة التي قامت بها إيران في سبتمبر الماضي، إلهام علييف، الذي وجد بعد هذا أن تنفيذ مشروع ممر زنغزور غير ممكن في الأيام القادمة”.
وفي ذات السياق، قال: “بعد هذه الحالات شعر علييف أنه قد يكون قادرًا على استغلال الأحداث الأخيرة في إيران والتعبير عن آرائه بطريقة تختلف عن قبل. وعلیه، أثارت تصريحاته الأخيرة عن الانفصالية والعرقية سخط الشارع الإيراني”.
وتابع: “من ناحية أخرى، حاولت إيران أن تكون متسامحة ولم تسمح للعلاقات بين البلدين بالتصعيد، إلا أنه وبجانب التصريحات الحادة، قام علييف وبالتنسيق مع تركيا بمناورة عسكرية ضد مناورة إيران الأخيرة، ونفذ محاكاة الجسر نفسه الذي بنته إيران على نهر أراس، وهو الجسر المؤقت نفسه الذي كان يستخدم في أوقات الحرب”.
وأشار أستاذ الجغرافيا السياسية: “إلى أن تركيا تبحث عن مصالحها الخاصة سياسياً، فأذربيجان بلد غني وصاحب نفوذ إقليمي. وفي الوقت الحاضر، ومع ارتفاع سعر النفط وكثرة مبيعات النفط، يمكن أن يكون ممر نفطي مواتٍ. وبهذا، لن تتخلى تركيا أبدًا عن أذربيجان مقابل أي منفعة مادية، مع العلم أن كل من الطرفان يتعاون مع الآخر بعدة مجالات ذات عوائد مادية كبيرة”.
وعما إذا كانت أذربيجان تحاول إجبار إيران على الرد بخلاف خيار المحادثات السياسية، قال هذا المحلل: ” مما لا شك فيه، أن بعض العوامل دفعت الرئيس الأذربيجاني إلى الإدلاء بمثل هذه التصريحات. لذلك، يتوجب على الساسة في طهران العمل على إعادة جسر الهوة والوصول إلى تفاهم إيراني داخلي. ومن ناحية أخرى، إحياء الاتفاقية النووية بحيث يمكن تقليل التحديات والأزمات بنسبة 50٪ على الأقل، مما يكبح جماح إلهام علييف ويضع حداً له”.
وقال: بالإضافة إلى هذا، يدعي الغرب أن إيران تساعد روسيا في حربها في أوكرانيا، إذ يجب حل هذه القضية بشكل واضح”. وأكد: “في الواقع، كل هذه الأمور دفعت الغربيين إلى اتخاذ موقف تجاهنا وبجانبهم دول الجوار، حتى أن حركة طالبان قامت بزيارة الإمارات واستغلت الملف الإيراني لصالحها”.
وشدد: “لذلك، يجب أن نحل هذه المشاكل ثم نجري نظرة ثاقبة لتصريحات الرئيس الأذربيجاني، وفي حال خرجت تصريحاته عن طورها الطبيعي، فيجب أن يدرك أنه تجاوز المعروف وتخطى حدوده”.



