الهجرة تتحول إلى جائحة في إيران وتنذر بمستقبل خطير على البلاد

في الوقت الذي بلغ فيه عدد المهاجرين الإيرانيين قرابة 65 ألف شخص في السنة، أفادت تقارير رسمية بأن هذه الإحصائية ستتخذ اتجاهاً تصاعدياً خلال الأعوام المقبلة.

ميدل ايست نيوز: في الوقت الذي بلغ فيه عدد المهاجرين الإيرانيين قرابة 65 ألف شخص في السنة، والذي يعتبر رقماً قياسياً جديداً لإيران، أفادت تقارير رسمية بأن هذه الإحصائية ستتخذ اتجاهاً تصاعدياً خلال الأعوام المقبلة.

تستهدف الهجرة في المقام الأول الفئات المتعلمة والنخب العلمية، الذين غادروا إيران لإكمال تعليمهم أو تحصيل منحة دراسية أو البحث عن فرصة عمل ضمن اختصاصهم العلمي.

وبحسب ما قاله مختصون في هذا المجال، تُظهر عملية الهجرة من هذا القبيل أنه في غضون السنوات القليلة المقبلة هناك قلق ليس فقط بشأن فئات معينة مثل الطب والتمريض والهندسة، ولكن أيضًا نقص العمالة الذي يمثل تحديًا خطيرًا للبلاد.

معظمهم حرفيين وكتاب وفنانين.. موجة هجرة غير معهودة للإيرانيين تستهدف جميع طبقات المجتمع

وبحسب صحيفة دنياي اقتصاد الإيرانية، على الرغم من أن معدل الهجرة لم يصل بعد إلى أكثر حالاته خطورة. إلا أن الإحصاءات السنوية التي تجاوزت 65 ألف مهاجر تنذر بمستقبل مليء بالتحديات للحكومة الإيرانية.

وبالنظر إلى العوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المؤثرة على ظاهرة الهجرة، فمن المحتمل أن تشمل هذه التحديات في السنوات القادمة قطاعات أخرى غير تخصصية، مثل العمالة.

وإذا كانت الهجرة المبكرة بين الطلاب والنخب وباء وانتقلت إلى الآخرين، فقد خرجت الآن من تلك الدائرة ووصلت إلى فئات اجتماعية واقتصادية مختلفة وحولتها إلى جائحة.

ووفقًا لتقرير المرصد الإيراني للهجرة، بين عامي 2010 و2021، تم إصدار ما معدله 86 ألف تأشيرة أو تصريح إقامة غير سياحي للإيرانيين في أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا وتركيا ودول أخرى أعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD).

في حين، تزايد عدد الطلاب الإيرانيين في الخارج خلال العقد أو العقدين الماضيين ووصل إلى 66 ألف طالب في عام 2020 بعد أن كان 17 ألف طالب في عام 2000. وبناءً على ذلك، سجلت إيران رقماً عالمياً جديداً في مجال “إرسال الطلاب للخارج” هو 17 بعد أن كانت مسبقا في المرتبة 26 عالمياً. وتعد دول أمريكا وألمانيا وتركيا وكندا وإيطاليا الوجهات الخمس الرئيسية للطلاب الإيرانيين في العالم.

وبحسب المعلومات المتوفرة، في عام 2021، كان عدد طالبي اللجوء الإيرانيين في بريطانيا ما يقارب 9800 فرد، وهو أعلى من عدد طالبي اللجوء العراقيين والأفغان في ذلك البلد.

وتعد الشركات الناشئة إحدى الطرق الجديدة للهجرة والحصول على التأشيرة. وفقًا للمرصد الإيراني للهجرة، فقد أصدرت كندا 80 تأشيرة في عام 2021، فيما أصدرت المملكة المتحدة 30 أخرى للشركات الإيرانية الناشئة، والتي وصلت إلى 30 و 14 تأشيرة في عام 2022 على التوالي.

تحذير من نقص في الأطباء بإيران بسبب موجات الهجرة

وأضاف تقرير المرصد: “وفقًا لإحصاء الولايات المتحدة لعام 2018، ينشط 29 ألف إيراني في قطاع الرعاية الصحية الأمريكي بأكمله، 24 ألفًا منهم في وظائف متخصصة و5 آلاف في وظائف الرعاية، و8 آلاف منهم طبيب وجراح حيث يشكلون 26٪ من كادر القطاع الصحي الأمريكي”.

في الوقت نفسه، أفاد مرصد الهجرة الإيراني أنه في عام 2022، كان ما مجموعه 142،989 إيرانيًا في حالة لجوء في بلدان مختلفة. ولطالما كانت ألمانيا واحدة من الوجهات الرئيسية للاجئين الإيرانيين في السنوات الأخيرة، وفي عام 2021، كان حوالي ثلث اللاجئين الإيرانيين في العالم يعيشون في ألمانيا.

بالإضافة إلى هذا، في عامي 2020 و 2021، تم تأسيس ما مجموعه 1661 شركة في تركيا بمشاركة مهاجرين إيرانيين، وتم إنفاق 22 مليون و190 الف و63 دولارًا لتسجيل هذه الشركات وترخيصها.

وفقًا لتحليل شركة غالوب العالمية لنتائج عام 2018، تبلغ الرغبة في عودة المهاجرين الإيرانيين ما نسبته 1٪، وهي نسبة كبيرة مقارنة بالمتوسط ​​العالمي البالغ 7٪.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى