هل تم إبعاد إيران عن مسار التطورات في سوريا؟

قال خبير إيراني في شؤون غرب آسيا إن دولاً مثل تركيا والإمارات تسعى إلى تنفيذ إصلاحات تخدم مصالحها من خلال إقامة علاقات إيجابية مع حكومة الأسد.

ميدل ايست نيوز: قال خبير إيراني في شؤون غرب آسيا إن دولاً مثل تركيا والإمارات تسعى إلى تنفيذ إصلاحات تخدم مصالحها من خلال إقامة علاقات إيجابية مع حكومة الأسد وجذب الدولة السورية تجاهها في سياق التطورات الدولية.

وخلال مقابلة مع وكالة ايسنا للأنباء، قال حسن لاسجردي بخصوص التحرك التركي الأخير لتطبيع العلاقات مع سوريا والزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الإماراتي إلى دمشق ولقائه الرئيس السوري: “في السنوات الأخيرة، كانت العلاقات بين تركيا وسوريا متوترة للغاية، رافقها العديد من التصريحات الهجومية من قبل الطرفين.”

وذكر هذا الخبير أنه في مرحلة ما كانت تركيا وأردوغان حليفين لبشار الأسد والحكومة السورية، لكن عندما بدأت الأزمة الداخلية في سوريا أصبحا الخصمين اللدودين لهذا البلد، حيث كانت تركيا الداعم الأكبر للمعارضة السورية، وسعت عدة مرات لإسقاط حكومة الأسد: “بسبب التطورات التي تشهدها المنطقة في هذه الفترة، نشهد منافسة شديدة ومعقدة بين دول هذه الرقعة، وفي هذا السياق، يمكننا أن نرى دولًا مثل تركيا وبعض الدول العربية، ولأنهم في الماضي لم يتمكنوا من تحقيق أهدافهم المرجوة من خلال افتعالهم ودعمهم الأزمة الداخلية السورية والسعي المستميت لإطاحة حكومة الأسد، فإنهم الآن يحاولون تطبيع علاقتهم مع سوريا وإقامة علاقات سياسية واقتصادية معها.”

وأضاف: “على سبيل المثال، الدول العربية تريد إعادة سوريا إلى العالم العربي، بمساعدة المعارضة في سوريا لكي تحدث تغييرات في دستور هذا البلد، إلا أنه ما لم يتمكنوا من تحقيقه بالطرق العسكرية سيحققونه بالطرق السياسية.”

ولفت أيضا أن سوريا اليوم تخوض مرحلة إعادة الإعمار وفي هذا البلد سوق جيد لتركيا وبعض الدول العربية، وقال: “الأتراك مهتمون بلعب نفس الدور في السوق السورية الذي لعبوه مسبقاً في السوق العراقية.”

نهاية مسار أستانا؟ ماذا يخفي الاجتماع الأخير للأطراف الروسية والتركية والسورية؟

الأكراد في سوريا

ويرى لاسجردي أيضًا أن أحد العوامل التي دفعت تركيا إلى محاولة تطبيع علاقاتها مع سوريا هي قضية الأكراد السوريين: “قرر الأتراك بطريقة ما حل قضية الأكراد الموجودين على الحدود المشتركة بين البلدين من خلال الاستعانة بالحكومة السورية نفسها. من ناحية أخرى، وبسبب الانتخابات الرئاسية المقبلة في تركيا، يريد أردوغان أن تكون له ورقة رابحة في هذه الانتخابات من خلال تطبيع هذه العلاقات.”

وأوضح أن هناك فعالين مختلفين يلعبون أدوارًا متعددة في الائتلافات في المنطقة: “في مرحلة ما، وبسبب المجريات السورية، تم إنشاء مسار أستانة بين روسيا وتركيا وإيران، ومن الممكن أن يتم في نقطة أخرى، بحسب التطورات في المنطقة، تشكيل محور أو تحالف يضم إيران وسوريا والعراق لحل المشاكل الأمنية.”

وذكر أن التطورات الأخيرة في المنطقة وإجراء اجتماعات مثل اجتماع وزراء دفاع روسيا وتركيا وسوريا في موسكو، وقرار هذه الدول الثلاث بمواصلة هذه الاجتماعات لا يعني إبعاد إيران عن التطورات في سوريا والمنطقة، وقال: “كما ذكرت مسبقا، نشهد منافسات صعبة ومعقدة في المنطقة، وغياب إيران في بعض التشكيلات والائتلافات لا يعني أنها بعيدة عن ما يجري في الأراضي السورية، ومن ناحية أخرى علينا أن نرى ما هي النتيجة من هذه التحالفات.”

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثمانية − ستة =

زر الذهاب إلى الأعلى