من الصحافة الإيرانية: كيف يمكن لإيران الخروج من المستنقع الأوكراني؟
قال مسؤول إيراني سابق أن الأزمة الأوكرانية كانت مستنقعًا صنعه الأمريكيون لأعدائهم وخصومهم، وكانت إيران هي الدولة الثانية بعد روسيا التي دخلت هذا المستنقع على المستوى الدعائي والإعلامي.

ميدل ايست نيوز: صرح النائب السابق لوزير الدبلوماسية الاقتصادية بوزارة الخارجية الإيرانية أن الأزمة الأوكرانية كانت مستنقعًا صنعه الأمريكيون لأعدائهم وخصومهم، وأول دولة دخلت هذا المستنقع كانت روسيا، وقال: للأسف، كانت إيران هي الدولة الأخرى التي دخلت هذا المستنقع على المستوى الدعائي والإعلامي.
وقال غلام رضا أنصاري، سفير إيران السابق في روسيا، في اجتماع تحليل العلاقات الثنائية والإقليمية والدولية بين إيران وروسيا الذي عقد في معهد اطلاعات: “إذا أردنا التحدث بوضوح، فإن أنجح فترة للعلاقات بين إيران وروسيا كانت في عهد بهلوي الثاني، حيث شهدنا خلالها تطورات مهمة خاصة في المجال التجاري في العلاقات بين البلدين، فيما تم نقل الصناعات الثقيلة من روسيا إلى إيران ، والتي يمكن أن نذكر منها مصاهر الحديد ومحطات الكهرباء، أو الصناعات العسكرية.”
وفي تصريح لموقع “ديبلوماسي إيراني” ذكر أنه بعد الثورة الإسلامية الإيرانية استمرت العلاقات والتبادلات بين إيران وروسيا، وخلال هذه الفترة دخلت صناعات روسية إلى إيران: “برأيي، إن الصناعات الروسية التي دخلت إيران رفض الغرب تسليمنا إياها، ومن بينها ما يتعلق بالملف النووي.”
وأضاف أنصاري: “بصرف النظر عن التكلفة الباهظة في إنشاء محطة طاقة نووية إيرانية من قبل روسيا، فإن القضية المهمة والمركزية هي أن إيران أسست لأول مرة محطة للطاقة النووية.”
عقوبات أوروبية وشيكة على إيران بسبب حقوق الإنسان والطائرات المسيرة
وفي جزء آخر من حديثه، ذكر أنصاري أن إحدى مشكلات إيران في السياسة الخارجية هو تصرفها بناءً على تصور الساسة الإيرانيين للسلوكيات الأخرى وعدم سعيهم للتحقيق في أسباب هذه السلوكيات، وتابع: “اعتقد، أن بوتين كان أكثر رؤساء روسيا توجهاً نحو الغرب، وأكثر توجهاً نحو الغرب من بطرس الأكبر.”
وأشار إلى أن روسيا بلد تستورد العديد من العادات، بما فيها الأدب، وقال: “لا ينبغي أن نعتقد أن بوتين اليوم هو بوتين نفسه الذي تولى السلطة في عام 1999.”
وذكر أن الصورة السائدة لدى إيران بالخلاف الدائم بين روسيا وأمريكا هي صورة خاطئة تماماً. وأوضح: “حاول الروس في عهد بوتين التقرب من الغرب بشكل ملحوظ، وقد توسع وجود الغربيين في روسيا خلال عهد بوتين بشكل كبير في مجالات مثل النقل والصناعة والقضايا النقدية والمصرفية. وفي عهد بوتين، أصبحت روسيا عضوًا في G7 و G20.”
واعتقادا منه أن تقارب العلاقات الروسية مع الغرب تسبب في قلق الأمريكيين، قال: أن الأزمة الأوكرانية كانت مستنقعًا صنعه الأمريكيون لأعدائهم وخصومهم، ووقفوا جانبا ليروا من سيدخل هذا المستنقع أو يقترب منه، وأول دولة دخلت هذا المستنقع كانت روسيا.”
وأضاف: “حاول الأمريكيون جلب الصينيين والهنود إلى هذا المستنقع، لكن الصينيين تصرفوا بحذر ولم ينصاعوا لواشنطن، بل اكتفوا بالابتعاد عنه فحسب، كما نأى الهنود بأنفسهم بعناية عن المستنقع المذكور، وللأسف، كانت إيران هي الدولة الأخرى بعد روسيا التي دخلت هذا المستنقع على المستوى الدعائي والإعلامي.”
وعن موقع إيران الجغرافي الهام، أكد أنصاري: “الطريقة الوحيدة لإنقاذنا وتأميننا هي أن تكون لدينا سياسة خارجية متوازنة، لأن وجود سياسة غير متوازنة أمر خطير للغاية يحمل الكثير من العواقب.”
وشدد في تصريح آخر من حديثه على العلاقات بين إيران وروسيا: “كلامي هنا لا يعني تقييد علاقاتنا مع روسيا، ما أقوله بأن توازن إيران علاقاتها مع الدول الأخرى إلى جانب الصداقة الروسية.”
وأكمل: “على سبيل المثال، يجب أن نوسع علاقاتنا مع الصين والهند بشكل أكبر. وفي علاقاتنا مع روسيا، يجب أن نوجه علاقتنا مع هذا البلد بهدف خدمة مصالحنا في المجالات التي نحتاجها. فموسكو مثلاً، مقتدرة جدًا في مجال الزراعة ويمكننا استخدام هذه القدرة لصالحنا.”