كيف توجه إيران سياستها تجاه حكم طالبان في أفغانستان؟

واجهت إيران مزيجاً من التناقض عند تولي حركة طالبان لسدة الحكم في أفغانستان في أغسطس من عام 2021.

ميدل ايست نيوز: واجهت إيران مزيجاً من التناقض عند تولي حركة طالبان لسدة الحكم في أفغانستان في أغسطس من عام 2021. وتُعرف طالبان بأنها جماعة أيديولوجية تحكم أفغانستان على أنها “حقيقة واقعة” من جهة، وحركة ليست على استعداد لتشكيل حكومة شاملة تضم مجموعات عرقية أخرى من جهة أخرى.

وحتى اليوم، لم تعترف سوى دول قليلة منها باكستان والإمارات العربية المتحدة بحكم هذه الحركة. في غضون ذلك، عبّر وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، مؤخرًا عن وجهة نظر إيران بشأن طالبان.

وبحسب صحيفة دنياي اقتصاد، قال أمير عبداللهيان: “لم تعترف إيران بالهيئة الحاكمة الحالية في أفغانستان، إلا أنه لدينا تواصل وحوار معها في مختلف المجالات.” وأكد وزير الخارجية مرة أخرى تشكيل حكومة شاملة في هذا البلد بحضور ومشاركة جميع المجموعات العرقية كحل لأفغانستان.

وأضاف: “إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستمرة في دعم شعب أفغانستان والتجارة مع هذا البلد المجاور لمساعدة شعبه.”

براغماتية طهران

وتعبر تصريحات عبداللهيان بأن الحكومة الإيرانية لا تعترف بطالبان بل تحافظ فقط على التعاون والتواصل عن سياسة إيران الحالية تجاه جارتها الشمالية الشرقية. والتي لها فوائد عدة للبلاد من حيث البراغماتية. لأنه من غير المنطقي ألا يكون لإيران علاقة مع دولة تتشارك معها حدودًا تمتد لألف كيلومتر تقريبًا.

وبالرغم من علاقة إيران بأفغانستان في عدة مجالات إلا أن التحديات تتصدر قائمة جدول الأعمال بين البلدين على مدار الوقت، ومن بين التحديات التي يمكن أن نذكرها قضية تهريب المخدرات والهجرة من أفغانستان إلى إيران، والتي تمت مناقشتها بين البلدين منذ سنوات. لكن السؤال كيف نحدد حدود عدم الاعتراف والتعاون مع السلطة الحاكمة في أفغانستان؟

سؤال يصعب الإجابة عليه، لكن إذا أرادت حركة طالبان المتربعة على الحكم يومًا ما التصرف خارج الأطر المقبولة والمعايير المعروفة، فمن المحتمل أن تتعرض علاقة التعاون هذه إلى خلل. فالمشكلة هنا، ما هي الأدوات التي تمتلكها طهران من أجل تشكيل حكومة شاملة في أفغانستان على يد طالبان؟

وعليه، لا ينبغي إغفال أنه إذا تم تشكيل حكومة شاملة في أفغانستان، فإن مستوى الانتشار الأمني على حدود إيران سيرتفع أيضًا. لأن طالبان أظهرت أنها غير قادرة على توفير الأمن في هذا البلد متفردة.

مخاوف إيرانية من تنفيذ طالبان لنموذج السياسة المائية الذي طبقته تركيا

إيران وأفغانستان مضطرتان لإقامة علاقات

وأوضح الخبير في شؤون شبه القارة، نوذر شفيعي، بخصوص سياسة طهران تجاه طالبان بالنظر لتصريحات وزير الخارجية الإيراني: “لا يسع إيران وأفغانستان إلا أن يتأثر كل منهما بتطورات الآخر. من وجهة النظر هذه، سيكون لإيران وأفغانستان درجة من العلاقات بغض النظر عن طبيعة السياسة والحكومة في كلا البلدين وبسبب العوامل المستمرة التي تؤثر على السياسة الخارجية لكلا الجانبين.”

وبحسب هذا الخبير، ستتعاون إيران وطالبان في المستقبل القريب لكن من المحتمل أن تتجنب طهران الاعتراف بطالبان ما لم تأخذ طالبان بعين الاعتبار الاعتبارات الإيرانية، وهي في الأساس اعتبارات عالمية.

ورداً على ما إذا كان لدى إيران أو المجتمع الدولي بشكل عام الوسائل لدفع طالبان لتشكيل حكومة شاملة، أوضح شفيعي: “إيران ليست سوى واحدة من الدول التي يمكن أن تؤثر على طالبان. ولكي تكون طالبان داخل محور الحكم المعترف عليه، يجب عليها بالمقابل طرح قضايا الضغوط الداخلية على المجتمع الأفغاني والضغوط الإقليمية والدولية. لأنه عندما ترى طالبان أن حكومتها غير معترف بها دوليًا وأن تعاونها مع دول المنطقة هو تعاون هش، وفي نفس الوقت تواجه ضغوطًا من الداخل، فإنها قد تجري تعديلات في سلوكها وأسلوبها في آلية الحكم.”

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

14 − 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى