سفيرا إيران والسعودية في بغداد يتحدثان عن الاتفاق بين بلديهما
ميدل ايست نيوز: في الندوة التي اقامتها المؤسسة العراقية للسياسات الخارجية مساء الثلاثاء والتي استضافت فيها سفيري المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية الايرانية، أكد الطرفان على الدور العراقي في الاتفاق وعلى أن سياستهما يبتني على تصفير الأزمات.
وقال سفير المملكة العربية السعودية في بغداد، عبد العزيز الشمري، الندوة رسالة مهمة للداخل العراقي وللخارج مضمونها ان الاتفاق الاخير بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية الايرانية لم يأتي من فراغ.
وأضاف: الحوارات استمرت بين الطرفين لاكثر من ثلاث سنوات تمهيدا للوصول الى ارضية ثابتة ننطلق منها باتجاه المستقبل.
وشدد السفير السعودي: نحن امام فرصة ذهبية لن تتكرر والمنطقة عانت من الازمات والحروب والاستنزاف والجميع خاسر من استمرارها.
وأكد أن المملكة ماضية في هذا الاتفاق تطبيقا لرؤية جلالة الملك سلمان وولي عهده الامير محمد بن سلمان مشددا على أن المرحلة القادمة ستشهد نشاطا سياسيا واجتماعيا واقتصاديا مع ايران لرسم مستقبل افضل بين البلدين.
وقال إن المملكة لم تنطلق في الاتفاق من مصلحتها الخاصة ، انما رعت فيه مصالح دول المنطقة العربية والاسلامية و إن دبلوماسية المملكة تدعم الحوار مع كل دوار الجوار في التعاطي مع اي مسألة خلافية.
وأضاف أن بلاده تعمل على فتح صفحة جديدة مع الجمهورية الاسلامية الايرانية مع الالتزام الكامل بكل ما اتفق عليه.
وشدد الشمري أن الرياض تسعى لفتح افاق التعاون وتحقيق التنمية والازدهار للمنطقة بما فيها المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية الايرانية، مؤكدا أن الاتفاق نص على ضرورة الالتزام بقرارات الامم المتحدة ومنظمة العمل الاسلامي.
وقال: صدرت اوامر لمجموعات عمل لتفعيل الاتفاق مع ايران امنيا وسياسيا واقتصاديا وفي مجال الشباب والرياضة، مشددا على أن الاتفاق مهم للبلدين وللمنطقة لما للمنطقة من دور في ممرات الطاقة والممرات المائية فيها واصفا كل ذلك بالفرصة الذهبية.
وأضاف الشمري: المنطقة ماضية بتصفير الازمات والازمة في السودان دليل على وجود لاعبين لايريدون للمنطقة الاستقرار.
وأكد: نعمل على منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل وعلينا مغادرة لغة الحروب وهناك من يتربص بالمنطقة ولايريد لها الخير.
وأضاف أن لدى المملكة نهضة اقتصادية ونحتاج الى نهضة اقتصادية لدول الجوار مؤكدا أن العراق يشكر على جهوده في التمهيد لهذا الاتفاق عبر رؤساء الحكومة الثلاث عبد المهدي والكاظمي والسوداني وسلطنة عمان رعت الخطوة الثانية والثالثة تمهيدا لاتفاق الصين.
وعم استثمارات بلاده في العراق قال: حددنا ثلاث مليارات دولار للعراق كاستثمارات ضمن رؤية نهضة السعودية الاقتصادية ونهضة دول الجوار.
وأكد أن كل امكانيات المملكة الاقتصادية مسخرة لخدمة العراق ونصحنا وزارة النقل العراقية الى التواصل مع دول الخليج للاطلاع على التجارب ولانضاج طريق التنمية والاطلاع على الخبرات والامكانات.
وقال: هناك استثمارات ضخمة ستضخ في العراق وايران والدول العربية المجاورة.
من جانبه شكر سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية في بغداد محمد كاظم آل صادق العراق “لكونه اللاعب الاساس في الوصول الى هذا الاتفاق” وأضاف أن العراق الذي عانى من الحروب والازمات بدأ يتعافى ويعيش حالة استقرار امني وسياسي واستعاد دوره في المنطقة لتقريب وجهات النظر بين دولها.
وأكد أن العراق بوابة مهمة لتقريب وجهات النظر بين ايران والدول العربية وهذا الملتقى دليل على الدور الذي يلعبه العراق.
وتابع السفير الإيراني إن سياسة ايران الحالية هي التعاون مع دول الجوار والتعامل معها قائلا: منطقتنا بحاجة الى الوئام والاستقرار وهذه مهمة الجميع بما فيهم ايران والسعودية.
وقال: المنطقة ستكون اكثر هدوءا واستقرارا بالحوار السعودي الايراني وفتحنا سفارتنا في الرياض وستفتح السعودية سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد.
وأكد على أن الاتفاق اسفر عن عودة سوريا لجامعة الدول العربية والعراق كان له دور كبير في هذه العودة.
كما أضاف أن للعراق مسعى حميد لعودة العلاقات بين ايران مصر.
وقال: الاتفاق بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية الايرانية أستراتيجي وليس تكتكي وهذه رؤية كل المسؤولين في ايران.
وشدد آل صادق إن المنطقة شهدت خطوات تقارب والمنطقة ممكن ان تكون كتلة قوية لصالح الدول الاسلامية في القضايا ذات الاهتمام المشترك مؤكدا: منطقتنا تمتلك الثروات وهناك مؤشرات لعالم يتغير خاصة بعد الحرب الروسية الاوكرانية وايران ليست طرفا في هذه الحرب فيها كما يدعي الغرب.
وأضاف: نهوض المنطقة يحتاج الى التزام حقيقي بمبدأ حسن الجوار وهذا ما اكد عليه وزيري خارجية البلدين في اجتماعهم الاخير.
كما رأى أن القضية الفلسطينية قضية محورية ونحتاج لتركيز النقاط المشتركة للعمل عليها.
وشدد السفير الإيراني في بغداد أن ايران والسعودية في صف واحد ولدينا اتفاقات مبرمة منذ العام ثمانية وتسعين بين الرئيس رفسنجاني والملك عبد الله وتفعيل هذا الاتفاق كفيل بتطوير العلاقة بين الطرفين.
وأكد أن سوريا مهمة في المنطقة ومؤسس لجامعة الدول العربية ونأمل استعادة دورها اقليميا ودوليا وهذا يساعد على استقرار المنطقة ودول الغرب اعترضت على عودة سوريا للجامعة العربية.
وقال: العراق مهم في تطوير العلاقات وهو حلقة وصل مهمة وهذه حنكة سياسية عراقية.
وعن مشروع طريق التنمية العراقي أكد أنه سيكون لهذا المشروع الدور الاساس في ربط المنطقة مع بعضها.
كما أكد أن الاتفاق سيسهم في اعادة النظر بسياسة التطبيع مع إسرائيل مضيفا أن إسرائيل لا تمتلك الامكانات لمهاجمة ايران فهي عاجزة عن مواجهة المقاومة في غزة.