هل ستقوم الصين بالاستثمار في صناعة السيارات الإيرانية؟

رأى خبراء في الشؤون الاقتصادية أن الصينيين يتطلعون إلى غزو أسواق الدول الأخرى وليس الاستثمار فيها.

ميدل ايست نيوز: في الوقت الذي كشف فيه وزير الصناعة الإيرانية عن خطة لبدء الإنتاج المشترك مع الصينيين في الأيام القليلة الماضية، رأى خبراء في الشؤون الاقتصادية أن الصينيين يتطلعون إلى غزو أسواق الدول الأخرى وليس الاستثمار فيها.

ومنذ أيام، قال عباس علي آبادي (وزير الصناعة الإيرانية)، حول المفاوضات بين إيران والصين في مجال صناعة السيارات: تنتج الصين حوالي 25 مليون سيارة سنويا، وقد يكون ذلك بمثابة إمكانية لزيادة النمو في هذا المجال.

ورحب علي آبادي بالتقدم الذي وصلت إليه الصين في مجال السيارات لتطوير الصناعات المحلية ونقل الخبرات البحثية، وصرّح: لقد حاولنا التواصل مع هذا السوق والمشاركة بطريقة ما في تطوير صناعة السيارات مع الصين. ولذلك قمنا بإحضار الشركات الإيرانية معنا من أجل التنسيق والتواصل مع بعض كبار المصنعين الصينيين لتطوير الإنتاج المشترك والوصول إلى الأهداف التي وضعتها بلادنا.

وفي هذا الصدد، يقول أمير حسين كاكائي، الخبير في صناعة السيارات، في حديث لوكالة خبرآنلاين: حققت الصين قفزات كبيرة في شتى المجالات وهي نقطة مهمة للغاية. لقد كنا في فترة ما نأمل أن يستثمر الأوروبيون في إيران، واليابانيون في فترة أخرى، لكن اليوم في حال جاء الصينيون إلى بلادنا فقد يعني هذا أننا قمنا بعمل عظيم.

وأشار الخبير الإيراني إلى أن السيارات الصينية تتجه نحو الكهربة، وقال: الحقيقة هي أن صناعة السيارات صناعة عالمية ولا يمكننا التقدم فيها دون علاقات دولية. لذا، فالعمل المشتركة وخاصةً الاستثمار هو الحل الأمثل الذي يمكن أن ينقذ البلاد من هذا الوضع المضطرب الذي نعيشه ومن السقوط الاقتصادي المستمر.

وأضاف: النقطة المفصيلة في هذه الخطوة أن هناك بعض التحديات في هذا المشروع المشترك. أولا، شركات صناعة السيارات الصينية من الدرجة الأولى لن تعمل معنا بهذه سهولة، وهذه مسألة مهمة.

وواصل: النقطة التالية، وهي في غاية الأهمية، هي أن السوق الإيرانية الآن تقريبًا في أيدي الصينيين. بمعنى أن الصين قد غزت السوق الإيرانية دون الحاجة إلى الاستثمار في إيران، لذلك لا يبدو أن لديهم دافعًا كبيرًا للاستثمار في بلادنا.

وأردف حسين كاكائي: بالتالي، إذا تمكن وزير الصناعة من الوفاء بوعوده بشأن الإنتاج المشترك بين إيران والصين، فسيكون ذلك حدثا كبيرا. لكن هذا لا يخفي أننا سنواجه العديد من القضايا في مقابل هذه الخطوة. على سبيل المثال، قامت رينو باستثمار جيد في إيران، واستثمرت بيجو وسيتروين ما يزيد على 400 مليون يورو في عامي 2016 و2017، لكنهما غادرتا بمجرد بدء مسلسل العقوبات الأجنبية.

وتابع: كانت شركة رينو راغبة جدًا في الاستثمار في إيران، لكنها غادرت لسببين؛ إحداهما العقوبات الأمريكية والأخرى مجموعة العمل المالي. في الواقع، إنه من الطبيعي أن تتوقف شركة ما عن الاستثمار عندما لا تتمكن من نقل أموالها بسهولة، فالشركات تبحث عن الأرباح.

وأكد الخبير في صناعة السيارات أن الأنظمة الاقتصادية والسياسية في إيران أصبحت أكبر نقاط ضعف البلاد، ورأى أنه من غير المرجح أن يكون أي شخص على استعداد للاستثمار على المدى الطويل في ظل هذه الأوضاع.

وقال: كونوا على ثقة أن الصين عادة لا تستثمر بدول العالم بهذه الطريقة، بل تذهب لغزو الأسواق، لأنها تحتضن 1.5 مليار نسمة وتعتبر أكبر مصدر للإنتاج في العالم.

وأضاف: تسيطر الضبابية على علاقات الصين مع الغرب، لذا فهم يبحثون بكل ما أوتوا من طاقة عن الأسواق وليس إلى الاستثمار في بلد ما.

واختتم كاكائي حديثه: إذا قمنا بالمرور على أنشطة المجمعين في البلاد، فيمكنني أن أدعي أنهم لم يستثمروا ريالًا واحدًا في الداخل الإيراني. وعليه، من غير المرجح أن يتم الوصول إلى نتيجة في الإنتاج المشترك للسيارات مع الصينيين.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عشرين − 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى