إيران وتطورات الوضع في قوقاز بعد محاولات تطبيع العلاقات بين أرمينيا وتركيا

أعلن وزيرا خارجية أرمينيا وتركيا، الجمعة، استعدادهما للتطبيع الكامل للعلاقات بين البلدين في المنتدى الدبلوماسي في أنطاليا.

ميدل ايست نيوز: أعلن وزيرا خارجية أرمينيا وتركيا، الجمعة، استعدادهما للتطبيع الكامل للعلاقات بين البلدين في المنتدى الدبلوماسي في أنطاليا.

وفي هذا اللقاء تمت مناقشة عملية تطبيع العلاقات بين أرمينيا وتركيا، كما تم الاتفاق على الاستعداد لتحقيق التطبيع الكامل للعلاقات وعلى خطوات ثابتة في هذا الاتجاه.

وفي 18 نوفمبر 2023، أعلن رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان خلال اجتماع الجمعية البرلمانية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في يريفان أن أرمينيا تجري محادثات مع تركيا. وبحسب باشينيان “على الرغم من عدم إحراز تقدم في إقامة علاقات دبلوماسية، إلا أننا لم نشهد مثل هذا الحوار النشط من قبل. إن تطبيع العلاقات بين أرمينيا وتركيا يعد عاملاً حيوياً لاحتمال وضع استراتيجية بيئية سلمية ومتطورة في جنوب القوقاز”.

وتوترت العلاقات بين تركيا وأرمينيا بسبب مذبحة الأرمن في الحرب العالمية الأولى، والتي حدثت في عهد الدولة العثمانية. الجرائم التي تعتبر “إبادة جماعية” من وجهة نظر يريفان، وعلى عكس أنقرة، فهي ترفض الإبادة الجماعية بشكل أساسي. وفي عام 1993، أغلقت تركيا حدودها مع أرمينيا كدليل على التضامن مع جمهورية أذربيجان في الصراع مع أرمينيا على منطقة ناغورنو كاراباخ. وفي ديسمبر 2021، عينت أرمينيا وتركيا مبعوثين خاصين لتطبيع العلاقات بينهما.

أين طهران من معادلة تطبيع العلاقات بين يريفان وأنقرة؟

جلال ناصري، كبير محللي منطقة أوراسيا، ينظر إلى معادلات منطقة جنوب القوقاز خلال حوار مع صحيفة شرق، من وجهة نظر الأمن القومي الإيراني ومصالحه بعد إعلان يريفان وأنقرة استعدادهما لتطبيع العلاقات بين البلدين ويؤكد أنه إذا تم التطبيع بين البلدين، فإن هذا الحادث يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على التطورات الميدانية وعلى الأرض في كاراباخ، فضلاً عن النزاعات الحدودية المتفرقة بين البلدين (جمهورية أذربيجان وجمهورية أرمينيا). لأنه بحسب هذا الخبير فإن “أنقرة وأردوغان هما الأخ الأكبر لإلهام علييف وباكو”.

ولهذا السبب يتوقع ناصري أنه في حال إعادة فتح سفارتي أرمينيا وتركيا، ستنخفض التوترات في منطقة جنوب القوقاز بشكل كبير، وبعد ذلك سيتم رفع مسألة محاولات قطع الاتصال الإقليمي بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية أرمينيا من جدول الأعمال في ظل إنشاء ممر زنغزور الموهوم الذي يمكن أن يعيد الاستقرار إلى المنطقة.

ورأى هذا الخبير أن أي إجراء لتهدئة وتطبيع العلاقات بين الجيران يمكن أن يكون له آثار إيجابية وملموسة على إيران ويجب حمايته عنه والترحيب به، وأشار إلى أنه في صيغة 3 + 3 (أذربيجان وجمهورية أرمينيا وجورجيا وإيران وتركيا وروسيا)، الدولة الوحيدة التي تتمتع بعلاقة مباشرة وجيدة مع جميع الأعضاء هي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولهذا السبب لم تكن يد طهران مفتوحة كثيراً لإتمام عملية 3+3 لإنهاء الصراعات والحرب في قره باغ.

وعلى ضوء هذا، يعتقد ناصري أنه إذا اتخذت التوترات بين الدول الأخرى في عملية (3+3) منحى تنازليا، فإن الخطط والجهود الرامية إلى إرساء الاستقرار والأمن في منطقة القوقاز ستتخذ شكلا أكثر جدية.

في المقابل، لدى سعيد صفاري تقييم مختلف تماما، بل ومتناقض لما جاء به جلال ناصري، ويعتقد أنه “على الرغم من الاستقبال الحار للانخفاض في التصعيد وإقامة علاقات ودية بين جيران إيران” لكن بحسب قوله، نظراً للأداء الضعيف والمكانة المتدنية لجمهورية أرمينيا، فإن تطبيع العلاقات بين يريفان وأنقرة لا يعني التخلي عن الخطط الطموحة لتركيا وجمهورية أذربيجان لتسيير ممر زانغزور وقطع العلاقات الإقليمية بين أرمينيا وإيران.

ولهذا السبب، يرفض صفاري بشكل أساسي تقييم وتحليل ناصري، وهو متأكد من أنه “مع تطبيع العلاقات بين أرمينيا وتركيا، سيتم تقييد يد إيران في جنوب القوقاز وكاراباخ”.

وانتقد الخبير في القضايا الأوراسية بشكل جاد أداء السياسة الخارجية الإيرانية سواء في عهد حسن روحاني أو في عهد إبراهيم رئيسي فيما يتعلق بمعادلتي القوقاز وكاراباخ، ورأى أن الوضع الحالي في الحدود الشمالية للبلاد يشكل خسارة لطهران، فبسبب سلبية وضعف الأداء الدبلوماسي الإيراني بعد حرب ناغورنو كاراباخ الثانية، خلقت ظروف تُستبعد فيها طهران عمليا من معادلات هذه المنطقة (جنوب القوقاز).

ويعتقد أنه من وجهة نظر أرمينيا لا يوجد تهديد لإيران، لأن باشينيان يسعى إلى تحسين العلاقات الإقليمية وتقليل التوترات وتنويع علاقات السياسة الخارجية ليريفان. لكن من وجهة النظر الثانية، أي وجهة نظر أنقرة ثم باكو، فهو متأكد من أنه ستكون هناك تهديدات تجاه طهران. لأنه بحسب قوله، إذا تمكنت تركيا من فتح علاقاتها مع أرمينيا، فإن أيدي إيران ستغلق بنفس الطريقة في العلاقات مع هذا البلد (أرمينيا).

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة × 4 =

زر الذهاب إلى الأعلى